أكد الأزهر الشريف أنه تابع ما تداولته بعض وسائل الإعلام المحسوبة على تيار طائفى بعينه من تصريحات منسوبة إلى إبراهيم الجعفرى، وزير الخارجية العراقى، عقب لقائه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، التى أشاد فيها بتنظيم ما يسمى بـ”حزب الله” والميليشيات الإرهابية الطائفية فى العراق. وأوضح الأزهر الشريف، فى بيان له اليوم، أن استقبال فضيلة الإمام الأكبر لوزير خارجية العراق، الذى جاء بعد يوم من استقبال فضيلته لفؤاد معصوم، رئيس جمهورية العراق، يأتى فى إطار جهود الأزهر الشريف ومساعيه للم شمل الشعب العراقى ورأب الصدع الذى أصابه نتيجة لممارسات طائفية وعنصرية من قبل بعض الأطراف، حيث حرص الأزهر منذ بداية الأزمة على التواصل مع جميع مكونات الشعب العراقى، وبقى على مسافة واحدة من الجميع، رافضاً إقصاء طرف على حساب الآخر، كما أدان الإرهاب، سواء من قبل الميليشيات الطائفية ضد السنة أو من قبل “داعش” الإرهابية ضد جميع العراقيين، مغلباً فى ذلك للمبادئ ومعليا للقيم، متجرداً من أى حسابات مذهبية أو طائفية مقيتة. وأعرب الأزهر الشريف عن أسفه واستنكاره الشديد لما نشر على لسان وزير الخارجية العراقى من تصريحات مرفوضة تشيد بممارسات تنظيمات تم تصنيفها كجماعات إرهابية، مشددًا على أن ذلك يعد استغلالًا غير مقبول لمواقف الأزهر المعتدلة ولحسن النوايا التى آثر الأزهر- كعادته – أن يبادر بها من أجل وحدة المسلمين، فضلا عن كون ذلك التصرف يخالف جميع الأعراف الدبلوماسية، خاصة أنه أطلق هذه التصريحات بعد لقائه فضيلة الإمام الأكبر، وهو يعلم تمامًا رفض الأزهر وإمامه الأكبر لما ورد فى هذه التصريحات جملة وتفصيلا. وشدد الأزهر الشريف على أن موقفه الثابت يقوم على الدعوة إلى وحدة المسلمين، ووقف نزيف الدم الذى لم يتسبب فيه أهل السنة ولكن الميليشيات الطائفية ومن يقفون وراءها تنفيذًا لأجندات ومخططات سياسية مدعومة من أطراف خارجية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار فى المنطقة، موضحًا أن فضيلة الإمام الأكبر أكد خلال اللقاء على ضرورة وقف الممارسات الإجرامية لهذه المليشيات الطائفية ضد أهل السنة والجماعة، مجددا دعوته المراجع الشيعية المعتدلة إلى إصدار فتوى صريحة تحرم عمليات القتل الممنهجة التى ترتكبها المليشيات الطائفية ضد أهل السنة والجماعة. وأكد الأزهر الشريف دعمه وتأييده الكامل للموقف العربى المشترك الرافض لممارسات المليشيات الطائفية وجرائمها البربرية من عمليات تهجير وقتل وإعدامات ميدانية ومجازر بحق المدنيين السنة، وحرق مساجدهم، وقتل أطفالهم ونسائهم بدم بارد، سواء فى العراق وغيره، مطالبًا بضرورة التصدى لهذه الممارسات الإرهابية ضد أهل السنة والجماعة بكل قوة وحسم.