الضرب ومشاهد العنف أهم أسباب ارتفاع نسبة الاضطرابات النفسية بين الأطفال
نشعر بتغيير كبير فى سلوكيات الأجيال الحديثة عن السابقة، حيث يستخدم العديد من الأطفال العنف بشكل مفرط، كما يعانى البعض من الانطوائية، ويتعرض الكثيرون لاضطرابات نفسية. وتوضح الدكتورة ريم الفقى، طبيبة نفسية فى معهد دراسات الطفولة جامعة عين شمس، سبب الاختلاف فى سلوك الأطفال وتقول: “حدث ارتفاع كبير فى عدد الأطفال المصابين بالرهاب والخوف والقلق واضطرابات السلوك والاكتئاب، بسبب العنف والانفلات الأمنى الذى تزايد فى الشوارع المصرية بعد ثورة 25 يناير 2011 بالإضافة إلى عنف الأهل فى تعاملاتهم مع أطفالهم خاصة استخدام الضرب معهم، ومشاهدة الأطفال للتليفزيون بدون رقابة من الأم والأب. وتضيف كل هذه العوامل تساعد فى إصابة أطفالنا بالاضطرابات النفسية المتعددة. وتقول: “اشتركت فى دراسة مع أطباء قصر العينى بعد الثورة للتعرف على مدى تأثيرها على الصحة النفسية للمواطنين ولاحظنا ارتفاع أرقام الإصابة بالاكتئاب والقلق والتوتر الذى يحدث بعد الصدمات خاصة مع انتشار جرائم القتل والاغتصاب وسط المجتمع، وشملت الدراسة الأطفال واكتشفنا فيها ارتفاع معدلات الخوف والقلق بينهم وعدم رغبتهم فى الخروج من المنزل وعدد من الأطفال أخذوا جانب التقليد كجزء من سلوكهم فأصبحوا يميلون إلى العدوانية فى كل تصرفاتهم أكثر من ذى قبل. وتشير الدكتورة ريم إلى أهمية دور الأب والأم فى حماية أطفالهم من الاضطرابات النفسية التى تظهر على أولادهم حاليًا، وتؤكد: لا نقصد بدور الحماية هنا بمنعهم من الاختلاط بالعالم ولكن نتركهم يعيشوا بشكل طبيعى مع مراقبة الأب والأم لهم للتدخل وقت الحاجة خاصة عند مشاهدة برنامج أو نشرة أخبار أو فيلم فيه مشاهد عنيفة وبه صور مثل جثث القتلى أو دمار لمكان محدد حيث يظهر هنا دور الحماية بإبعادهم عن هذه اللقطات الصعبة. وتابعت: لا نكتفى هنا بمنعهم عن المشاهد الدموية والعنيفة على شاشة التليفزيون ولكن نختار طريقة هادئة تتعامل بها الأم أو يحاور بها الأب أبناءه، حيث شاع فى غالبية الأسر المصرية حاليًا فكرة العقاب بالضرب والألفاظ الخارجة وهو ما يؤدى إلى قيام الطفل بنفس الممارسات العنيفة مع أخواته أو أصدقائه فى المدرسة. وينصح الأطباء النفسيون الأهل بأسلوب العقاب المتزن للأب والأم القائم على توجيه أطفالهم بطريقة نفسية سوية وتعتمد هذه الطريقة على الحرمان من الأشياء التى يحبها عند ارتكابه الأخطاء بحيث لا يكون الحرمان لفترات طويلة ولكن فور قيامه بسلوك صحيح نقدم له ما يحبه سواء لعب، حلوى، التنزه، السفر وغيرها من الأشياء التى يحبها الأطفال ويسعدون بها.