السفينة ليبرتى ( الحرية ) على شواطئ مدينة العريش
بقلم / سهام عزالدين جبريل
تأتى اليوم الذكرى التاسعة والأربعون لحرب يونيو 1967م ، أوكما يسميها الإسرائيليون حرب الأيام الستة (شيشت هياميم )، بالتأكيد هو تاريخ مؤلم قد عاشة أطفال جيلى وشباب الوطن وابنائة من جيل الأباء والأجداد ، وترك جراحة النازفة في قلوب ابناء مصر وكل الامة العربية، وباتت مصر حينها اكثرجرحا وأكبر ألما حقا إنها ذكرى مؤلمة بكل المعانى ولكن لابد ان نأخذ منها العبر فمن تجارب التاريخ نستخلص العبر ، خاصة أننا نعيش اليوم في مرحلة قاسية في تاريخ المنطقة ، كما أننا نتصدى لكل المؤامرات التي تحاك لمصر ونحاول تطوير أدوات دفاعنا ، فاليوم نحتفل بإمتلاك مصر لسلاح بحرى جوى متطور، متمثل في “الميسترال” حاملة المروحيات المصرية والتي اطلق عليها اسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصروالتى يصل عدد أدوارها، إلى 12 دورًا، ومزودة بمجموعة مصاعد حتى يتم التنقل بين الأدوار المختلفة، عبر12سطح مختلف للسفينة مسئولة عن حمل المروحيات ولعربات المدرعة والزوارق السريعة ووحدات الإنزال المجهزة ، بالتأكيد هي رسالة تترجم لنا اليوم أن مصر أفضل ، والغد سيكون أكثر إشراقا إن شاء الله ، وان مصر وقيادتها قادرة على التصدي والدفاع والحفاظ على كل ذرة تراب من أرضها العزيزة الغالية ،،،
ولكن لابد أن نقرأ التاريخ ونسردة للأجيال التي لم تعش هذه الأيام حتى يعلموا ان الوطن غالى وان ترابه يعادل الحياة والدفاع عنه والحفاظ علية هو أسمى رسالة نحملها على أكتافنا،ونقدم العظة منها لآجيال المستقبل ،،،
ودعونى احكى لكم احد المشاهد لهذه الذكرى المؤلمة والتي عاشها ورصدها اهلنا في سيناء وهى قصة السفينة ليبرتى والتي تملك احد خيوط المؤامرة على اسقاط مصر في يونية 1976م وضرب مدارج المطارات المصرية لشلك حركة الطائرات ،،،
فقد لاحظ الأهالى وجود سفينة على شاطئ بحر العريش، حيث أثار وجود هذه السفينة الريبة في صدور السكان المحليين خاصة الصيادين الذين كانوا يقيمون بالقرب من الشاطئ ، وقد تشكك البعض في هويتها حيث ظنوا أنها من سفن الاسطول السادس الأمريكي ، حيث قام البعض برصد تحركاتها عن بعد وتم إبلاغ القيادة المصرية ، وفى أثناء القتال فى يونيه 1967 صرح عبد الحكيم عامر بأن الطائرات الأمريكية تدخلت بشكل مباشر فى غارات مهاجمة المعسكرات والقواعد الجوية والمطارات المصرية وتلقفت الخبر إذاعة صوت العرب والتى كان يرأسها الإذاعى المتحمس / احمد سعيد وإذاعته وتبعتها باقة الإذاعات وفى اليوم التالى قرأنا فى الجرائد أخبار إشتراك الأمريكان فى الحرب والحقيقة أنه لا يوجد دليل على زعم المشير بالتخل المباشر للأمريكان فى الحرب ولكن هذا لا يمنع من أنهم قدموا كل المساعدات الممكنة لضمان تحقيق إسرائيل نصر كاسح على العرب ومن هذه المساعدات إيفاد سفينة التجسس الأمريكية ليبرتى للمنطقة أمام الشاطىء المصرى وتحديداً أمام العريش وهى سفينة مجهزة بكل ما هو حديث حتى أنها تدخلت فى المحادثة التليفونية بين عبدالناصر والملك حسين .
ولكن المفاجأت الكبرى كانت فى مهاجمة إسرائيل للسفينة ليبرتي مهاجمة إسرائيل للسفينة ليبرتي ظهر يوم الخميس 8 يونيه 1967 بقصفها بالطائرات ومهاجمتها من البحر وقصفها بطوربيدات السفن الحربية فقتلت 34 قتيلاً أميركياً وعشرات الجرحى من طاقم السفينة .
وحتى الأن فالموضوع يعتبر لغزاً غامضاً وغير مفهوم سبب مهاجمة إسرائيل للسفينة التى كانت تعلم بوجودها وتمدها بالمعلومات والسفينة كانت ترفع العلم الأمريكى بوضوح كما أنه من غير المفهوم قبول الرئيس الأمريكى ليندون جونسون والمسئولين الأمريكان ومجلسى الشيوخ والنواب للتفسير الإسرائيلي والذي برر الضربة بأنها مجرد خطأ وأنها ظنتها سفينة معادية. بل أن الرئيس الأمريكى أمر بسرعة أغراق السفينة بعد قصفها والسبب ايضاً مجهول حتى الأن .
وقد صدر كتاب فى أمريكا من تأليف جيمس بامفورد أسمه كتلة الأسرار وأثار عن حادث قصف السفينة ليبرتى. وجاء فيه .
– كانت السفينة موجودة بالقرب من ساحل العاج حتى صدرت اليها الأوامر بالتوجه للمنطقة والتمركز أمام شواطىء مدينة العريش المصرية والمصريين بهدف التجسس على القوات المصرية والتقاط الرسائل السلكية واللاسلكية تحركات ليبرتى أمام الشواطىء المصرية .
– اقتربت السفينة من مدينة العريش وحلقت فوقها طائرات الاستكشاف الإسرائيلية وأرسلت الطائرات رسائل إلى قيادتها الأرضية تقول “إننا نستطيع قراءة أحرف كبيرة على السفينة هي GTR5 وهي اختصار لكلمات General Technical Research أي “سفينة بحث تقني عام” وهو التغطية البحثية والعلمية التي كانت تستخدمها كثير من سفن التجسس الأميركية التي تمخر عباب المحيطات والتابعة لوكالة الأمن القومي.
– قال أحد بحارة السفينة إنه تبادل التحية بالتلويح بالأيديمع طيار أحدى الطائرات الإسرائيلية التى حلقت على ارتفاع منخفص جداً من السفينة وأن طاقم الطائرة كان باستطاعته أن يرى الرتبة التي يحملها البحار على كتفهكما أن السفينة كانت ترفع العلم والإشارات الأميركية.
– نفذت وحدات من الجيش الإسرائيلي فى مدينة مجزرة خالفت بها المواثيق والقوانين الدولية حيث قتلت أعداد كبيرة من الأسرى المصريين ورصدت السفينة هذه الأعمال حيث كانت قد أقتربت بشدة من الشاطىء . وقد ذكر شهود عيان من بحارة ليبرتى الناجين بأنهم شاهدوا بأعينهم تفاصيل عملية الإبادة مثل إجبار ما يقرب من ستين جندياً مصرياً على الاصطفاف في صف واحد بجوار مسجد العريش ثم إطلاق النار عليهم دفعة واحدة من البنادق الرشاشة الإسرائيلية وكيف تحول رمل الصحراء تحت أقدامهم إلى بركة من اللون الأحمر.
– قد تكون هذه المجزرة هى السبب فى إباد ة السفينة ليبرتى لقتل الشهود كما أراد الإسرائيلين إخفاء ماسجلته السفينة من اتصالات بين الوحدات الإسرائيلية التي نفذت المجزرة وقياداتها العليا .
– تم مهاجمة ليبرتى بثلاثة طرادات بحرية أنطلقت من ميناء أسدود وطائرات الميراج الحربية الإسرائيلية وبدون أي تحذير بدأو قصف السفينة وأعقب الهجوم هجوم أخر بسر من طائرات السوبر ميستير باستخدام قنابل النابالم ، وفي ظهر يوم 8/6/1967 قامت الطائرات الاسرائيلية بضرب سفينة التجسس الاميركية «ليبرتي» لالتقاطها اشارات تسليم الجولان واصدر الرئيس جونسون امرا لاحقا بانقاذ ما تبقى من جنودها واغراقها
– تحرك الأسطول السادس الأمريكى الأميركي لنجدة السفينة بعد ساعتين من بداية تدميرها.ويروى مؤلف الكتاب على لسان بحارة السفينة الناجين أن الطائرات الأمريكية التى أرسلت لنجدت السفينة عادت أدراجها بأمر شخصى من جونسون بناء على طلب الإسرائيلين
– وصلت رسالة سريعة من إسرائيل تطلب من جونسون “دفن الموضوع” الذي إستجاب على التو مبرراً ذلك بأن كون السفينة كانت قريبة من مواقع الإسرائيليين والمصريين فإن ذلك سوف يفسر من قبل العرب بأنها كانت تتجسس لصالح إسرائيل !!!
إنتهى المشهد والى مقال جديد ومشهد اخر يرصد دور أبناء سيناء في معركة المواجهه مع الإحتلال ،،،
خالص تحياتى / سهام عزالدين جبريل