بين الاستثمار والاستحمار
كتب احمد الجيزاوي
“نيجيريا” من أكثر الدول غنى بالثروات والمعادن ومن أكبر دول العالم المصدرة للبترول .. ولكن أنظر إلى حالها ووضعها والسبب أن الإنسان فيها مشبع بالأحقاد العرقية ومحمل بالصراعات .. فيما سنغافورة البلد الذي بكى رئيسه ذات يوم لأنه رئيس بلد لا توجد فيه مياه للشرب .. اليوم يتقدم بلده على اليابان في مستوى دخل الفرد..
في عصرنا الحالي الشعوب المتخلفة فقط هي التي مازالت تنتظر لباطن الأرض ما الذي ستخرجه كي تعيش .. في الوقت الذي أصبح الإنسان هو الاستثمار الناجح والأكثر ربحاً.
هل فكرت وأنت تشتري تلفون جلكسي أو أيفون كم يحتاج هذا التلفون من الثروات الطبيعية
ستجده لا يكلف دولاراً واحداً من الثروات الطبيعية ..((جرامات بسيطة من الحديد وقطعة زجاج صغيرة وقليل بلاستيك)) ولكنك تشتريه بمئات الدولارات تتجاوز قيمته عشرات براميل النفط والغاز … والسبب أنه يحتوي على ثروة تقنية من إنتاج عقول بشرية..؟
هل تعلم أن إنسان واحد مثل “بل غيتس” مؤسس شركة مايكروسوفت يربح في الثانية الواحد 226 دولار .. يعني ما يملكه اليمن ودول الخليج من إحتياطي للثروات لن تستطع مجاراة شركة واحدة لتقنية حاسوب ..
هل تعلم أن أثرياء العالم لم يعودوا أصحاب حقول النفط والثروات الطبيعية وإنما أصحاب تطبيقات بسيطة على جوالك… هل تعلم أن أرباح شركة مثل سامسونج في عام واحد 327 مليار دولار نحتاج لمئة سنة لنجمع مثل هذا المبلغ من الناتج المحلي ..
أخي في الشمال أو الجنوب في الشرق أو الغرب الواهم بأن لديك ثروة ستجعلك في غنى بدون الحاجة إلى عقلك دع عنك أوهامك ..
هُزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية…
وفي أقل من خمسين عاماً انتقمت من العالم بالعلم والتقنية ..