بيتنا الكبير
بقلم: سهام عز الدين جبريل
هذا البيت الكبير الذى تساوى مساحة ألف متر مربع والكائن فى مدينة العريش الباسلة والذى تربيت فيه فكانت طفولتى قضيت فيه أجمل سنوات حياتى فيه انه بيتنا العامر بيت العائلة الكبير بيت جدى ووالدى تربينا فيه واحتضنت جدرانه الطينية الفخمة ، أحلام طفولتنا وشهدت ساحة حديقته الكبيرة ذات الحديقة المثمرة ، ألعابنا البريئة ، فى هذا البيت الذى كان مكون من 10 حجرات وجناح خاص للضيوف فى مدخل المنزل وشقتين للأسرة ، وخلف المنزل كانت به ملاحق منها : حجرة الفرن والخبز ، وحجرة الخزين ، وحجرات خلفية بها مخبأ ، وكان به حوش كبير لتربية كافة أنواع الطيور والماعز ، هذا البيت بنى عام 1935م أى قبل الحرب العالمية الثانية وكان وجهاء مدينة العريش يبنون بيوتهم بهذا النمط ، وكانوا يلحقون بها حجرات خلفية بها مخبأ احترازا لاحتمال قيام الحروب التى كانت قد بدأت تعصف بالمنطقة بعد اتفاقية سايكس بيكو ، والحرب العالمية الأولى ،فكانت بيوتهم تشبه القلاع المحصنة التى لايعرف مداخلها إلا أصحاب البيت .
شهد هذا البيت فى مساء 5 يونيه 1967م والذى كانت حجراته تمتلىء بأكثر من500 مقاتل من قواتنا المسلحة ، وبدخله كان أهل البيت وشباب أطباء سيناء وأعضاء الهلال الأحمر يقوموا بعمليات إسعاف لأبنائنا من الجنود الجرحى والمصابين.
هذا البيت كان أحد مراكز التخطيط لعمليات المقاومة فى الفترة من 1967م وحتى انتصار 1973م ، وأيضا أصبح فيما بعد التحرير مركز التخطيط السياسى لقيادات شمال سيناء ، هذا البيت هو بيت جدى احد كبار مشايخ العريش وبيت والدى قيادة من قيادات سيناء رئيس مجلس محلى العريش ومدير عام والمؤسس لمشروعات الأمن الغذائى بسيناء بأمر مباشر من الرئيس أنو السادات ، واحد قيادات شباب المقاومة الشعبية خلال حرب 1956م وعضو مؤسس لمنظمة سيناء العربية وأحد أقطاب المقاومة فى سيناء خلال فترة الاحتلال (1967م : 1979م ) ورمز من رموز المقاومة الوطنية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلى .
افخر بأنى تربيت فى هذا البيت الذى يمثل جزأ هاما من تاريخ المقاومة فى سيناء ، فهو احد بيوت مدينة العريش الباسلة التى ضربت مثالا عظيما فى المقاومة منذ يونيه 1967م وحتى رفع العلم المصرى على مدينة العريش 1979م ، واستمر الدعم لفئات المقاومة وحتى اكتمال تحرير سيناء 1982م .
رحم الله الآباء والأجداد الذين افنوا أعمارهم دفاعا عن الوطن وذرات ترابه الغالى .
إنها رسالة للذكرى وحتى لاننسى تاريخ أهلينا وبطولاتهم الذين علمونا قيم الفداء فى حب الوطن .
فهذه الكلمات ليس للوجاهة وإنما هى رسالة ننقلها عن مسيرة أهلينا وبطولاتهم تمثل ذكرى لأبطال يجيب أن يسجلهم التاريخ بأحرف من نور ، وذاكرة وطن مدونة فى وجداننا وجب علينا أن نقدمها لأجيال المستقبل .