المغرب تبدأ تشغيل المرحلة الأولى من أكبر محطة طاقة شمسية حرارية فى العالم
بدأت المملكة المغربية تشغيل أكبر محطة طاقة شمسية حرارية فى العالم، وتضم أربع محطات منفصلة، تقع فى مدينة ورزازات جنوب شرق المغرب، حيث تم بالفعل تشغيل محطة نور “١” وجارى حاليا تنفيذ محطتى نور٢” ونور٣” على أن يتم بعدها تنفيذ مشروع نور ٤” ليصل إجمالى الطاقة المنتجة ٢٠٠٠ ميجا وات سنويا.
وينتح مجمع نور بمحطاته الأربع، والذى زاره موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط، أكثر من ٥٠٠ ميجاوات لكل مرحلة من مراحله الأربع، بما يغطى احتياجات نحو مليونى شخص من السكان.
وقال روبرت جوى رئيس بعثة الاتحاد الأوروبى لدى المغرب، ان الاتحاد الأوروبى قام بتقديم تسهيلات من خلال آلية الجوار بقيمة ١٠٦ ملايين يورو كمنحة، بالإضافة إلى قروض قدمها بنك الاستثمار الاوروبى ووكالة التنمية الفرنسية، والوكالة الألمانية من أجل التنمية ليصل إجمالى ما قدمه الجانب الأوروبى للمشروع إلى ٢ر١ مليار يورو بما يمثل ٦٠٪ من إجمالى تكلفة المشروع.
وقال جوى إن الاتحاد الأوروبى يتابع العمل مع المغرب فى مشروعات اخرى للطاقة المتجددة منها محطة لتوليد الكهرباء من الرياح فى مدينة تطوان، ومشروعات أخرى فى قطاع النقل.
من جانبه، قال بيير اتيان بوشو ممثل بنك الاستثمار الاوروبى فى المغرب ان البنك ادرج مواجهة اثار التغيرات المناخية على رأس أولوياته، حيث قدم خلال الفترة من ٢٠١٠ إلى ٢٠١٥ ما قيمته ١١٠ مليارات يورو لدعم مشروعات تتعلق بمواجهة اثار التغيرات المناخية، تمثل ٢٥٪ من اجمالى ما يتم إنفاقه عالميا على مشروعات تغير المناخ، فأصبح بالتالى اكبر مانح على مستوى العالم منذ عام ٢٠١١ فيما يتعلق بمشروعات الحد من تغير المناخ، والطاقة المتجددة والتنمية العمرانية المستدامة، وزيادة كفاءة استهلاك الطاقة ودعم البنية الاساسية لتعزيز القدرة على مواجهة اثار مستوى سطح البحر.
ولفت ممثل بنك الاستثمار الاوروبى بالمغرب إلى أن البنك اسهم منذ عام ٢٠١٤ بنحو ٣ مليارات يورو لدعم مشروعات مواجهة تغير المناخ فى منطقة البحر المتوسط.
وأشار إلى ان المغرب ثانى اكبر مستفيد من دعم البنك فى المنطقة بعد مصر، ولا سيما من خلال “مشروع نور” الذى يصل إنتاجه من الطاقة المتجددة إلى ٥٨٠ ميجا وات بحلول عام ٢٠١٨ بما يسهم فى تنفيذ استراتيجية المغرب بزيادة نسبة مساهمة الطاقة المتجددة فى سد احتياجاتها، إلى ٤٢٪ بحلول عام ٢٠٢٠، و٥٢٪ بحلول عام ٢٠٣٠.
من جانبه، قال مصطفى باكورى رئيس الهيئة الوطنية المغربية للطاقة المتجددة “مازن” ان اول اجتماع مع المانحين عقد فى ابريل ٢٠١٠ حيث عرضنا برنامج عمل المشروع، وبحثنا عن حلول مبتكرة للمشكلات التى كانت تواجه المشروع فى إطار التوجه نحو الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة وحماية البيئة، لافتا ان المشروع كان حافلا بالتحديات التى نجحنا فى تخطيها.
وشدد باكورى على حرص الهيئة الوطنية على تعظيم الأثر الإيجابى للمشروع على سكان التجمعات المحلية المحيطة، من خلال المسؤولية الاجتماعية للمشروع وتقديم خدمات لهم فى قطاعات الصحة والتعليم.
بدوره، قال نائب رئيس بنك الاستثمار الاوروبى رومان اسكولارنو ان “مشروع نور” لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية يتميز بالجمع بين الابتكار التكنولوجى، والتنمية المستدامة، لافتا إلى ان ٢٨٪ من تمويل بنك الاستثمار الاوروبى للمغرب موجه لمشروعات الحد من تغير المناخ بما قيمته ٥٠٠ مليون يورو من اجمالى ٧ر١ مليار يورو منذ عام ٢٠١١، بما يساعد المغرب على الانطلاق فى مجال الاقتصاد الأخضر .
ولفت إلى ان البنك مول إقامة محطات فى مجال الطاقة المتجددة ولاسيما طاقة الرياح فى كل من اثيوبيا وكينيا وجنوب افريقيا، والأردن، وانه خلال العام الماضى فقط قدم بنك الاستثمار الاوروبى ما قيمته ٤ر١ مليار يورو لدعم دول منطقة المتوسط، منها ٣١٪ من هذا المبلغ للحد من التغيرات المناخية، والتكيف مع الاثار المترتبة عليها،وشدد على ان الرهان حاليا هو العمل على تحفيز النمو الاقتصادى والتنمية مع تقليل اثر الأنشطة الاقتصادية والصناعية على البيئة والاستدامة.
وأضاف إلى ان بنك الاستثمار الاوروبى يستعد لإطلاق خط اخضر لدعم الاستثمارات الخاصة فى مجال معالجة المخلفات الصلبة فى المغرب حيث سيتم توقيع اتفاق بين الجانبين فى هذا الشأن على هامش مؤتمر الأطراف ال٢٢ الذى سيعقد فى مراكش خلال هذا الأسبوع.
من جانبها، قالت كاترين بارباريس مسؤولة تمويل مشروعات الطاقة المتجددة فى جنوب المتوسط فى بنك الاستثمار الاوروبى : ان البنك قدم خلال العام الماضى قروضا بقية ٤ر١ مليار يورو لمنطقة جنوب المتوسط، تم تخصيص ٤٠٪ منها لمشروعات النقل، و٢٧٪ فى مجال الطاقة.
ويشير رشيد بايت مدير محطة نور إلى ان المحطة انشئت بشكل يحافظ على الطابع المعمارى المحلى للمنطقة المحيطة ومن خلال استخدام مكونات محلية. موضحا ان فكرة تشغيل المحطة تقوم على استخدام الملح المنصهر الذى يمتص اشعة الشمس ويحول الماء إلى بخار فى درجو حرارة تصل إلى ٣٩٥ درجة، وبالتالى يقوم إندفاع البخار بكثافة بتشغيل التوربينات لتوليد الكهرباء.
ولفت إلى أنه تم أيضا بناء بنية أساسية من طرق وشبكة مياه شرب واتصالات بما أسهم ايضا فى تنمية المنطقة المحيطة بالمشروع وخدمة سكان المجتمعات المحلية فى المنطقة وانه تم أيضا إنشاء عدة مشروعات لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح بقدرة ٥٥٠ ميجاوات وجارى إنشاء ٧ مشروعات أخرى بطاقة ١٣٠٠ ميجاوات.
من جانبه، أشار يوسف ستيتو المهندس التنفيذى بالمشروع إلى أن مرحلة نور ١ تم فيها استخدام ٤ر١ مليون لوحة مرايا مقعرة ترتكز على محاور تتحرك اتوماتيكيا ناحية اشعة الشمس للمساعدة على امتصاص أكبر قدر ممكن من اشعة الشمس .
كما يضم المشروع مركز للابتكار والتطوير التكنولوجى يتم العمل فيه بالتعاون مع اليابان لاجراء الابحاث لتطوير الاداء فى المحطة والتوصل فى تخزين الطاقة. كما يمكن ايضا مستقبلا تصدير الكهرباء لاوروبا من خلال شبكة الربط الكهربائى القائمة بين المغرب واسبانيا. ويمكن للمحطة التى تعمل بالطاقة الحرارية تخزين الطاقة نهار وانتاج الكهرباء ليلا لفترة تصل إلى ٣ ساعات كاملة بعد غروب الشمس مما يؤدى إلى تواصل واستقرار الانتاج الكهربي.
وأوضح انه تم استخدام الاسلوب الحرارى بدلا من الخلايا الضوئية فى المحطة رغم ان الخلايا الضوئية ارخص فى التكلفة ولكنها لا تستطيع تخرين الطاقة. واشار المهندس يوسف ستيتو إلى ان مرحلة البناء يعمل بها الفى شخص بينما يقوم ٨٠ شخصا بالتشغيل.
ولم يتوقف “مشروع نور” عند توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بل امتد دوره لتطوير البنية الاساسية فى المنطقة المحيطة والتى كانت منطقة نائية وفقيرة، تعتمد فقط على الزراعة التى كانت فى بعض الاحيان تعانى من الجفاف. بل امتد دور المشروع من خلال المسئولية الاجتماعية إلى سد احتياجات سكان المنطقة من خلال تطوير خدمات التعليم والصحة، وكذلك التعاون مع جمعيات اهلية لتطوير قدرات صغار المزارعين لجعل الزراعة وتربية الدواجن والمواشى اكثر استدامة واكثر ادراراً للدخل.