رئيس محكمة الأسرة سابقا: 6 حالات طلاق كل دقيقة أغلبها بين المتزوجين حديثا بسبب “الماديات”
“الباجا”: يجب على كل شاب قبل الزواج فهم معنى قوله تعالى “وآخذنا منكم ميثاقا غليظا”
“إحنا بنشترى راجل”.. ظلت تلك العبارة، ولمدة عقود طويلة، عنوانا فى كل مشاهد أفلام السينما المصرية الخاصة بطلب شاب ليد فتاة للزواج بها، ومثلما كان الحال فى السينما كان واقع الأسرة المصرية رجل مسئول عن زوجة وأبناء يقوم بواجبه تجاههم، ومن الطبيعى أن تنشب الخلافات أحيانا.
ولكن على غير المعتاد أصبح خلال السنوات الأخيرة مصطلحات الطلاق أو الخلع، طبيعى، بل أن القضايا الزوجية تزداد عاما تلو الآخر، حتى وصلت إلى 1500 قضية تنظر يوميا أمام محاكم الأسرة، ولكل منها حكاية مختلفة، لرحلة معاناة عبر محطات عدة.
وهنا يخرج المستشار عبد الله الباجا، رئيس محكمة جنح النقض بدار القضاء العالى ورئيس محكمة مستأنف أسرة القاهرة والجيزة السابق لمدة ثلاثة عشر عاما، ليكشف أن آخر إحصائية لحالات الطلاق فى مصر وصلت لـ6 حالات طلاق كل دقيقة بنسبة 48% من حالات الزواج الحديث التى لم يمر عليه أكثر من 3 سنوات.
وأضاف الباجا فى تصريحات لـ”اليوم السابع” أن هناك سببا موحدا فى حالات الطلاق للزواج الحديث، وهو الأمور المادية، التى زادت بنسبة 60% بعد عام 2010 خاصة فى ظل التطورات السياسية والاقتصادية التى تشهدها البلاد من 6 أعوام، أما حالات طلاق الأزواج القدامى، التى مر عليهم أكتر من 15 و20 عاما فإن نسبته لا يمكن الجزم بانخفاضها أو علوها، حيث إنها تمثل 20% من القضايا الواردة للمحكمة، أى أنها أقل 5 مرات من عدد حالات الزواج الحديث، ولكن أسبابه هنا تختلف جذريا، فجميعها تأتى بسبب الخيانة، لافتا أن أكثر وقت شهدت فيه مصر حالات طلاق فى عامى 2013 و2014، وبتحديد النسبة الأكبر فكانت إبان فترة حكم جماعة الإخوان، حيث كانت بنسبة 90% من القضايا المنظورة أمام المحاكم للطلاق.
وتطرق رئيس محكمة مستأنف الأسرة، للحديث عن قضايا الخلع، التى يعتبرها من وجهة نظره الحل الأفضل والأنسب لإنهاء الحياة الزوجية بدون أى مشاكل بعد التنازل عن جميع الحقوق بدون الحديث عن مشاكل الأسرة أمام المحاكم، خاصة أن قضايا الطلاق يتم التصالح فيها بالمحكمة بنسبة 1% فقط.
وأكد المستشار عبد الله الباجا أنه بعد 13 سنة، فترة عمله كرئيس لمحكمة الأسرة، كان يمر عليه يوميا ما يقارب الـ1500 حالة خلاف زوجى ما بين طلاق وخلع ونفقة، قائلا: “لا أجد إلا وصفا واحدا لما أراه وهو مافيش راجل بقى راجل، فالرجولة شهامة ومروءة ومسئولية ومن تربى على تلك المعانى لن يحمل زوجته فوق طاقتها ويجبرها على الطلاق منه ولو طلبت ذلك فعليه تحقيق طلبها بمروءة وبامتثال للآية الكريمة “فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان” لا إمساك بذل أو مهانة فى المحاكم.
وتابع: “لو كل شاب عند الزواج فهم معنى آية “وأخذنا منكم ميثاقا غليظا” و”وجعلنا بينكم مودة ورحمة” لما قبل أبدا بجرى زوجته فى المحاكم مطالبة بحكم طلاق أو رد طفل أو نفقة لصغار أنجبهم، لكن لا الشباب تربى على معنى الزواج المقدس ولا فهم معنى الرجولة وأعود لأكرر كل يوم تثبت لنا قاعة المحكمة ودفاتر مكاتب التسوية أن “مافيش راجل بقى راجل”.
وقدم “الباجا” بعض النصائح للشباب والفتيات المقبلين على الزواج نظرا لخبرته فى محاكم الأسرة، أن الآباء والأمهات الحاليين يحسنوا تربية وسلوك أولادهم ولا يظهرون أى خلافات بينهم أمام الأولاد، مضيفا “ويسيبوا النت والفيسبوك اللى بينسيهم ولادهم بالساعات ويركزوا فى البيت ويعرفوا معنى كلمة أب وأم”.
وأضاف، واجب على كل أم وأب توعية أبنائهم بمسئولية الزواج وكيفية تكوين أسرة وتحمل معيشة خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية التى نمر بها، مشيرا أنه يجهز ندوة تحت عنوان “التربية الأسرية” للحفاظ على الأسرة وامتثال شخصيات إسلامية من الصحابة والمذاهب فى المحافظة على زوجاتهن وأبنائهم، بالإضافة إلى الحد من حالات الطلاق والخلع.