فقره من محاضره لى فى فلسفة التعليم (فصل التعليم عن الأخلاق خطأ استراتيجى فادح )
كتبت فاطمة الكومي
بنظره عامه على الآثار التى ترتبت على تطور العلوم وتطبيقاتها فى العالم خلال ال200 عام الأخيره سنلاحظ أن الأثر السلبى للتطبيقات على أرض الواقع كان أكبر من الأثر الإيجابى بفارق كبير…
.. فقد تسبب تقدم علوم تصنيع المواد مثلا فى إنتاج كميه هائله من الأسلحه تنوعت كما وكيفا وتسببت بدورها فى مقتل 125 مليون إنسان تقريبا خلال الفتره شكلوا نسبة 3% من سكان الأرض حتى عام 1950 ..
. ووجدت أن العلم فى ذاته ليس السبب المياشر.. بل التطبيقات التى بنيت على قاعده أسس لها أحد أكبر علماء القرن الماضى قالت إن البقاء للأقوى ..
.عمل مثلا لايقل عن ألف مهندس وخمسون ألف عامل وفنى متخصص فى بناء مدينه بكل مرافقها وأبنيتها مدة خمسة عشر عاما ..وبعد أن أتموها وسكنها الناس .. صعد مهندس واحد مع طيار واحد إلى السماء وأسقطوا عليها قنبله فحطمت المدينه وقتلت كل من فيها فى ثوانى معدوده …
… وهنا لابد من وقفه لإعادة النظر فى جدوى الإستراتيجيه العالميه فى العلوم والتعليم وإعادة وضع أهداف أخرى لسد فجوات الإستراتيجيه العشوائيه للعلم بصفه عامه ..
. وأرى أنه لابد من ربط العلم بالأخلاق كمنهج موحد عام فى العالم كله .. ولاأشترط منبعا معينا للأخلاق فلكل منطقه فى العالم منبع مختلف … ولكن أشترط دمج منهج القيم الأخلاقيه مع أى منهج دراسى أيا كان نوعه أو مرحلته أو التخصص الذى يبحث فيه …حتى نضمن فى المستقبل أن المنتج من عملية التعليم سواء كان علم او متعلم لن يكون فى المستقبل طيارا مدنيا يصعد مع مهندس فى طائره ليلقى فى دقيقه قنبله على مدينه بناها الآف العلماء والعمال فيحطمونها ويقتلون الملايين بها .
. لاتوجد أى ضمانه لاستمرار الجنس البشرى بلا حوادث مصطنعه ضخمه إلا بربط منظومة التعليم فى العالم بمنظومة القيم الأخلاقيه .