طاقة شبابية متجددة انطلقت فجأة عبر “الفيسبوك” بشكل بسيط، لتتحول خلال أيام قليلة إلى حملة موسعة يشارك فيها مئات الفنانين الشباب المبدعين فى مجال التصميم، خاصة تصميم شكل العملة المصرية، وتفاعل معها آلاف، بل أحدثت ضجة فى المجتمع وسط شائعات عن نية الحكومة المصرية تغيير شكل العملة الورقية بمختلف فئاتها، وإجراء مسابقة لاختيار التصميم الأفضل.
قال أيمن أنور، أحد المصممين المشاركين بالمسابقة، إن الفكرة بدأت معه بالرغبة فى المشاركة فى محاولة إنتاج عمل مميز يخرج الطاقة الايجابية المكنونة داخله للقضاء على حالة الاحباط التى أصبحت منتشرة بين صفوف الشباب أكثر من أى شيء آخر، فهو بمثابة رسالة لجذب الشباب لتخريج طاقتهم الإيجابية، مستبعدًا تحول الفكرة لمشروع على أرض الواقع وبدء تغيير شكل العملة المصرية رسميًا، لرؤيته أنه قرار سيادى.
وحول اختياره تصميم الجنيه بشكل جديد، قال أيمن الذى يعمل فى مجال التصميم بإحدى الشركات الأجنبية العاملة فى الإعلانات، إنه ركز خلال عمل التصميم ألا يخل بشكل الجنيه الأصلى، لقناعته بنظرية أن التغيير الجذرى فى الشكل قد يضر بالمنتج الذى يتم الترويج له، وهو ما حرص عليه فى التصميم بالحفاظ على اللون البيج ومعبد أبو سمبل.
وجاءت فكرة إنشاء مبادرة للابداع التنافسى عبر تقديم تصميمات للعملة المصرية بمختلف فئاتها، لصاحبها ماجد صبرى مؤسس صفحة “تحدى تصميم العملة المصرية”، عندما فكر فى عمل تصميم جديد للعملة فتطورت لتتحول لمسابقة فنية قومية لرفع معنويات الشباب ودفعهم نحو مزيد من التفاعل الايجابى وكى نثبت للعالم أن مصر والمصريين قادرون على الإبداع من أجل تنشيط السياحة.
وأوضح صبرى أنه كان ينشر كل التصميمات التى كان يستقبلها والتى تجاوز عددها الألف حتى الآن، وغالبيتهم من الشباب، ولكنه بدأ فى الانتقاء حتى لا تخل بشروط التحدى، والتى تضمنت عدم وضع أية شعارات سياسية أو صور لأشخاص أو تمثل دعاية.
وفى غضون يومين من انطلاق المسابقة على مواقع التواصل الاجتماعى وتجاوز عدد المشتركين بها 30ألف مشترك، أصدر البنك المركزي المصري بيانًا رسميًا ينفى فيه إجراء أي تعديلات على تصميمات الأوراق النقدية للعملة المحلية المتداولة بالسوق من فئة واحد جنيه وحتى فئة 200 جنيه، ولفت إلى أن المسابقة مبادرة غير رسمية وأنه لا يوجد مسابقات تتبناها الدولة لاختيار شكل جديد للعملة.
وجاءت تعديلات المشاركين فى المسابقة فى تغيير ألوان بعض فئات العملة واستبدال بعض الشخصيات الفرعونية بأخرى، ووضع أحد المصممين صورة للأديب الكبير الدكتور طه حسين.
فيما استبعد الدكتور إيهاب الدسوقى رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات إمكانية تحول المبادرة لمشروع عملى، نظرًا لارتفاع تكلفة تنفيذ ذلك، موضحًا أنه فى ظل الوضع الراهن من حالة عدم استقرار أسعار العملة لن يتحمل تغيير شكل العملات المصرية، خاصة أنه أمر لن يكون مؤثرًا على الاقتصاد بصورة إيجابية.
وضرب الدسوقى بالسودان مثالاً للدول التى غيرت شكل عملتها، والاتحاد الأوروبى الذى وحد شكل العملة فى كل الدول الأعضاء، مشيرًا إلى أنه فى حالات الإفلاس تلجأ الدول لتنفيذ هذا القرار.
وكانت المفاجأة مشاركة باليرينا فى هذه المسابقة، وهى المهندسة ميرنا ميخائيل التى صممت شكلًا جديدًا لفئة المائة جنيه، والتى لجأت فى تصميمها لتغيير اللون المعتاد فى العملة المصرية وهو البيج ووضعت مفتاح الحياة وعين حورس رمزًا بأنها تحمى مصر.
