تجمد جسد إبنتها لتعيدها للحياة بعد أعوام.. بسبب السرطان
حصلت مراهقة مصابة بالسرطان تبلغ من العمر أربعة عشر عامًا على الحق في تجميد جسدها باستخدام تقنية “الكرايو”، على أمل أن تعود مرة أخرى للحياة يومًا ما، حيث أن هذه المراهقة كانت تحتضر بسبب المرض حينما رفعت قضيتها في المحكمة العليا.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أصدرت المحكمة العليا البريطانية قراراً يسمح بتجميد جسد الفتاة، التي طلبت ذلك قبل وفاتها بمرض السرطان، على أمل أن يجدون دواء للسرطان فيفكون جسدها ويعالجونها وتعود إلى الحياة.
وعقب صدور حكم المحكمة، في قضية وصفها القاضي بأنها استثنائية، حفظ جسد الفتاة وتم ترحيله من حيث كانت تعيش في لندن إلى الولايات المتحدة، حيث يتم “تجميد” الجسد إلى الأبد عبر شركة تجارية بتكلفة 37 ألف جنيه إسترليني، ووهب قرار المحكمة الأم الحق في اتخاذ القرارات بشأن إبنتها، في حين رفض الوالد فكرة التجميد، إلّا أنّه وافق في النهاية قائلاً: “أحترم القرارات التي تتخذها إبنتي، وهذا هو الشيء الوحيد والأخير الذي تطلبه مني”.
وأصيبت الفتاة بنوع نادر من السرطان، فقامت ببحثٍ عن عمليات التجميد، ووجّهت خطاباً للمحكمة وقالت: “لقد طُلب منى شرح أسباب رغبتى فى عمل هذا الشيء غير المعتاد، أنا أبلغ من العمر 14 عاما فقط ولا أريد أن أموت، ولكني أعلم أن هذا سيحدث، وأعتقد أن تجميد جسدي قد يمنحني فرصة للعلاج والعودة للحياة مرة أخرى، حتى لو كان ذلك بعد مئات السنين، لا أريد أن أدفن تحت الأرض، أريد أن أعيش وأعيش مدة أطول وأعتقد أنهم فى المستقبل قد يجدون علاج لمرضي السرطاني ويوقظوني. أريد أن أحصل على هذه الفرصة، هذه هي أمنيتي”.
يذكر أن والدا الفتاة مطلقين، وعاشت مع أمها معظم حياتها ولم يكن لها تواصل وجهًا لوجه مع أبيها منذ عام 2008، وعارضت محاولاته للبقاء على تواصل معها عند علمه بمرضها في عام 2015.
وأصدر القاضي، حكمًا بألا يتم تغطية القضية قبل صدور الحكم عندما كانت لاتزال على قيد الحياة، لأن التغطية الإعلامية قد تتسبب في ضغطها، كما لم تستطع حضور الجلسات فكان يزورها في المستشفى، وأكد القاضي إن الفتاة توفت بسلام وهى تعلم أن جسدها سوف يتم تجميده.
يذكر أن التجميد العميق الكرايو ” Cryonics”هو عملية يتم من خلالها حفظ الجسد في درجات حرارة منخفضة جدًا، على أمل أن يتم إعادتهم للحياة مرة أخرى في المستقبل وأن يخضعوا للعلاج.
ومنذ تنفيذ أول عملية حفظ بالتجميد في ستينيات القرن الماضي، نفذت العملية فقط لبضع مئات المرات، حيث يجب أن يتم تحضير الجسد قبل فترة قصيرة من الوفاة، والملائم أن يكون في خلال دقائق.
ويوجد حول النظرية العلمية الكامنة وراء عملية الحفظ بالتجميد العميق جدل كبير لآثارها الأخلاقية، ويقول القاضي “حفظ خلايا وأنسجة الجسد من خلال التجميد هو عملية معروفة الآن في أقسام معينة في الطب، على سبيل المثال حفظ السائل المنوي والأجنة كجزء من علاج الخصوبة والعقم”.