ما بين … ثقافة الفضيلة و..وقاحة الفاهيتا
بقلم: دكتورة هويداالشريف
كلماتها كانت تجمع الكل كبير وصغير ليسمعها و حواديتها التى كانت تنتقى فيها الهدف والسمو والرقى الثقافى لتلقيها على مسامع المصريين ..
حواديت كانت تترك الأثر العميق بداخل الجميع و بصوتها الرائع الذى كان يلمس القلب والأحساس ويؤثر الهدف المطلوب من الحدوتة مباشرة على سلوكيات الأبناء و تنشىء بداخلنا الفضيلة .. أنها أبلة فضيلة ..
لا أحد يسمع أبلة فضيلة يوما الا ويتوقف كثيرا امام فضيلة الحواديت و العمق الثقافى لها فكانت أبلة فضيلة هى أيقونة التحول السلوكى الذى تربى عليه أجيال متعاقبة .. ورغم أنها ظلت خلف ميكرفون الأذاعة الا ان صوتها وحودايتها كانت تبدل أحوال الأطفال وسلوكياتهم و ترسخ الأسس الثقافية لديهم .
واستمر الوضع المبنى على الفضيلة طويلا بصوت أبلة فضيلة .. والذي كان يطل علينا بعنوان ” غنوة وحدوتة ” لتجمع فيها بين طرفي الثقافة الراقية السماعى والقرائى …
فكانت أحد الأسباب التى كان يرتقى بها الأبناء بعقولهم ويستذكرون دروسهم ليكون كل واحد منهم مثل بطل الحدوتة الذى كانت تحكى عنه أو يمتنع الطفل عن سلوك مشين او كلمة أو كذبة كما أوصته أبلة فضيلة . فكانت ابلة فضيلة عنوان من أسس بناء الفكر والأدب والتربية لدى الأباء والابناء …
و لكن ..
تتطور الأوضاع الهزلية لما وصل إليه الأمر من أستنساخ نفس الشخصية فى الطريقة ولكن بسخرية العروسة المتحركة الفاهيتا والأستهزاء بالمثل الاعلى فى طريقة تقليد الصوت بطريقة ساخرة و تقليدأسلوب الفضيلة بطريقة فجة ساخرة مسيئة .. و يكتمل مشهد السقوط الأعلامى بطرح قضايا تحمل لفظ السفالة فى تناولها امام المشاهد ليس داخل مصر فقط بل خارجها .. و الأستعانة بجمهور ودعاية سوداء لتعظيم الحدث الفاهيتى أمام العالم …
فيظل من يتذكر فضائل أبلة فضيلة متوقفا متعجبا أمام مشاهد وقاحة أبلة فاهيتا التى سمحنا بها ان تتواجد فى واقعنا الأعلامى المتخبط الباحث عن التطوير بطريقة المسح العقلى للماضى العتيق الراقى …
ولا أنسى أبدا أن حرب أحتلال العقول التى هى احد ادوات الحرب الفكرية الحديثة اعتمدت على تسييح العقول و غرس الفيروسات والعاهات الضارة والتى تؤثر حتما على التصرفات والتوجهات والانقسامات الفكرية وكانت هذه الوسيلة الشيطانية سببا فى انحراف العقول المستهدفة نحو أتخاذ سلوكيات مقززة والأستعانة بكلمات فجة أثناء الحديث . وللأسف تصنع فجوة بين الجيل الراقى المغلوب على أمرة الذى تربى على الفضيلة أمام الجيل المشوش الذى ضحك على وقاحة الفاهيتا ..
ومن يقرأ التاريخ يعلم جيدا ان كل ادوات الأحتلال الذى نال من مصر أو كافة الدول التى كانت تحت حكم المحتل كان له هدف أساسى وهو تدمير الثقافات والاعراف واللغة والسلوكيات لشعوب الدول المحتلة لأمكانية صنع تاريخ للأحتلال يظل باقيا راسخا داخل العقول المسلوبة فلا يقوى هذا الشعب على التجمع والوقوف لأستعادة هويته القومية الوطنية و استعادة ثقافاته المسروقة .
أمامك أيها المواطن المصرى الأصيل الفرصة لاتزال باقية لتطهير عقلك من كافة البذائات الضارة والتى أستطاع الاحتلال الشيطانى للعقول ان يبث فيروساته بداخلها .
لان بناء العقول يأتى على أساسه بناء الحضارة و استقرارها بل أن تنمية مهارات العقول هو من يرفع من شأن الحضارة ويؤكد استمرارها لتكون لها تأثير متعاقب لكافة الاجيال الآتية فتكتب هذه الحضارة تاريخها الذى يظل خالدا لمن بعدها .
أدعو الله ان ينجينا من هذه الوقاحات التى نراها فى أمثلة كثيرة تطل على عقولنا عبر ما يسمى أعلام فوضوى يعمل دون ضبط أو قانون يحكمة فتخرج علينا الفاهيتا لتحاول ان تقتل بداخلنا الفضيلة .
عاشت أبلة فضيلة أبنه مصر الأصيلة .. عاشت مصر الحضارة والثقافة والتاريخ والفضيلة ..