كوريا الجنوبية.. إقالة رئيسة وأزمة دستورية.. والسبب “كلب”.
ربما تكون بارك كيون هيه رئيسة كوريا الجنوبية أول رئيس يتم إقالته فى تاريخ البلاد وذلك فى حال أقرت المحكمة الدستورية ذلك بعد تصويت نواب الجمعية الوطنية (البرلمان) على قرار إقالتها، لتواجه مصيرها بعد ذلك بعد تواطؤها فى قضية فساد مع صديقتها ” تشوى سون-سيل”، ولكن بارك قد تكون فقدت مستقبلها وسمعتها بسبب “جرو”.
تكشف تيسا وونج مراسلة بى بى سى كيف استمع البرلمان الكورى لكو يونج تاى، اللاعب السابق فى المنتخب الكورى فى رياضة المبارزة، الذى ارتبط بعلاقة وثيقة بتشوى صديقة الرئيسة حتى أن بعض وسائل الإعلام وصفته بأنه عشيقها، وكيف بدأ خلاف بينهما بسبب عدم اهتمامه بجرو ابنتها، فساءت العلاقة بينهما وانتهى الأمر بمحاولته الانتقام منها بالكشف عن فسادها، الأمر الذى أنهى مسيرة بارك السياسية.
وتسرد وونج كيف نفى كو البالغ من العمر 40 عاما أمام البرلمان وجود أى علاقة عاطفية بينه وبين تشوى البالغة من العمر 60 عاما، وشرح كيف بدأت القصة عام 2012 بعد فترة قصيرة من انتخاب بارك أول رئيسة امرأة لكوريا الجنوبية.
وقال إنه اعتزل الرياضة بعد أن حصل سابقا على ميدالية ذهبية فى الألعاب الآسيوية، وبدأ عمله الخاص بإدارة شركة حقائب وملابس أطلق عليها “فيلوميلو”.
وأضاف فى جلسة الاستماع أن أحد أصدقائه طلب منه عرض أحدث منتجات شركته إلى شخص، وكانت هذه المرة الأولى التى يلتقى فيها تشوى حيث أعجبت بمنتجاته، بحسب مراسلة بى بى سى، وأصبحت عميلة دائمة عنده، ولعلاقاتها الوثيقة بالرئيسة، أعجبت الأخيرة بدورها بهذه المنتجات وبدأت تظهر بها فى العلن، مما أضفى شعبية واسعة لشركته ونجحت علامته التجارية فى جذب المشاهير.
وقدم كو نحو 40 حقيبة فاخرة مصنوعة من جلد النعام وجلد التماسيح، و100 قطعة من الملابس المفصلة للرئيسة، ليصبح بعد ذلك اسم كبير فى عالم الأزياء لاسيما بعدما حملت الرئيسة حقيبة “فيلوميلو” عام 2013.
وتضيف مراسلة البى بى سى أنه فى واحدة من أغرب الشهادات التى يستمع إليها البرلمان الكورى الجنوبى، وصف كو كيف بدأت المشاكل تظهر بينه وبين تشوى، وقال إنه فى عام 2014، طلبت سيدة الأعمال تشوى منه أن يعتنى بكلب ابنتها. ونقل الكلب إلى منزله، ثم تركه فى البيت لكى يمارس رياضة الغولف فى الخارج. وحينما عاد ، وجد تشوى فى منزله تشتاط غضبا بسبب تركه الكلب وحيدا فى المنزل، ونشب بين الاثنين “شجار حاد.”
ومنذ هذه اللحظة ساءت العلاقة بينهما بشدة. وقال كو فى شهادته “بدأت تعاملنى كعبد، وتكيل لى الشتائم مرات عديدة.” وبعد أن شعر كو بالغضب والإساءة قرر أن ينتقم منها بأن يكشف للصحافة عن علاقة تشوى بالرئيسة كيون هيه.
وعلى مدى شهور جمع كو أدلة عن نفوذ تشوى القوى على إدارة الرئيسة، بما فى ذلك لقطات بكاميرا المراقبة تظهر تشوى وهى تعامل مساعدى الرئيسة وكأنهم خدمها الشخصى. وفى نهاية المطاف قدم كو هذه الأدلة إلى محطة إذاعة محلية.
وبعد ذلك فى أكتوبر، أجرى كو مقابلة تلفزيونية زعم فيها أن “الشىء المفضل” لتشوى كان تحرير الخطابات الرئاسية التى تلقيها كيون هيه. وبدأ الصحفيين يبحثون عن أدلة لدعم هذه الشهادة، وحصلوا على كمبيوتر لوحى يحتوى على صور ذاتية (سيلفى) لتشوى وملفات من الخطب الرئاسية.
وأثار الكشف عن هذه المعلومات بالإضافة إلى معلومات أخرى عن معاملات مشبوهة مزعومة لتشوى غضب الرأى العام وإطلاق تحقيق واسع فى قضية فساد تورط فيها حتى شركات كبرى ومشاهير.
اعترفت كيون هيه فى وقت لاحق بأنها منحت تشوى إمكانية للإطلاع على أشياء تخص الحكومة من بينها خطاباتها وقدمت اعتذارا عن ذلك، لكنها نفت مزاعم الفساد التى وجهها ممثلو الإدعاء.
ووجه البرلمان تهمة الفساد للرئيسة، لكن كو على الجانب الآخر اعتبر بطلا قوميا يحظى بإشادة المواطنين لكونه الشخص كشف هذا الفساد. وأشاد أحد النواب، الذين حضروا الجلسة العلنية، بكو ووصفه بأنه الرجل الذى “كشف عن جميع المخالفات” التى لم تكن متوقعة.
وردا على سؤال فى البرلمان إذا كان يخشى الوقوف ضد تشوى، المرأة التى تحظى بثقة الرئيسة، قال كو “لا”، وأضاف “كنت شخصا حامى الطباع ولم أفكر فى ذلك الأمر. لا أندم على ما فعلت”.