“الإفتاء” ردًا على تهنئة غير المسلمين بأعيادهم: واجب علينا كأبناء وطن واحد
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يجب علينا كأبناء وطن واحد أن يهنئ بعضنا بعضًا فى مناسباتنا وأعيادنا، وأن ننشر الحب والسلام فيما بيننا، لأننا اليوم بحاجة إلى إشاعة مشاعر التآخى والتلاحم والوحدة الوطنية ونبذ الشقاق والخلاف حتى نترك للأجيال القادمة بناءً حضاريًّا إنسانيًّا أساسه الإيمان وعماده العدل وقوته المحبة بين أبناء الوطن.
وأضافت الدار ردًا على تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، ونحن مقبلون على أعياد الميلاد للأخوة المسيحيين، أنه يجوز شرعًا للمسلم أن يهنئ غير المسلمين بالأعياد والمناسبات التى يحتفلون بها، وهذا من باب المشاركة الاجتماعية لهم.
وجددت الدار فتواها بخصوص هذا الأمر: لا مانع شرعًا من ذلك؛ فالإسلام دينٌ كلُّه سلامٌ ورحمةٌ وبرٌّ وصلة، يأمر أتباعه بالإحسان إلى الناس جميعًا، ولا ينهاهم عن بر غير المسلمين، ووصلهم، وإهدائهم، وقبول الهدية منهم، وما إلى ذلك من أشكال البر بهم، بل يأمر بهذا كله ما لم يظهر الآخرُ العداء، وكان النبى صلى الله عليه وآله وسلم القدوةَ الحسنةَ فى التطبيق؛ فكان يقبل الهدايا من غير المسلمين كما ثَبَت فى صحيح السنة، ومن هنا فهم علماء الإسلام أن قبول هدية غير المسلم ليس فقط مستحبًّا لكونه من باب الإحسان، بل لكونه سُنَّةَ النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى هذا النهج سار الصحابة الكرام والأئمة الأعلام؛ فروى شهود بعضهم أعياد غير المسلمين والأكل من الأطعمة المُعَدَّة للأكل فيها، مستحسنين لها بلا أدنى حرج، ونص الفقهاء على جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم مع مراعاة ألا يقترن ذلك بطقوس دينية أو ممارسات تخالف ثوابت الإسلام.