آراء وتحليلات

ما أحوجنا اليوم إلى إحتضان الوطن 

بقلم: سهام عزالدين جبريل

ما أحوجنا اليوم إلى إحتضان الوطن ونحن نعيش حالة القلق التى تلازمنا هنا  فى سيناء ، فمانراه ومانفجأبه يوميا شئ مريب من أحداث صادمة ،،،

وكما تعودنا ومنذ سنوات ما أن تحدث أية حادثة فى سيناء والتى تلقى بظلالها على وجه سيناء أرضا وبشرا ، يتهم فيها أهلنا فى سيناء بالخيانة أو العمالة وحاليا تهمة الإرهاب !!!ّ

وتمتد بذور الشك والتشكيك مشتعلة كالنار فى الهشيم لتحطم وتهز بكل أحداث التاريخ الذى نحملة فى وجدان سيناء ونفتخر به ، بل وصل بالبعض فى التشكيك فى كل شئ لدرجة ان البعض أطلق على مدن شرق العريش مثلث الشيطان ، لقد بات التشكيك فى كل شئ والخشية من إشتعال تلك الفتنة داخل جسد الوطن ،

هنا قد يكون من المناسب بل من الواجب أن نعيد إستحضار جزء من التاريخ المضىء لأهلنا هنا، ونروى احداثا كنا كجيل شهودا عيانا عليها مازالت عالقة  بذاكرتنا بل هى منحوتة فى الوجدان ، نسلح بها انفسنا ونزود بها قدراتنا على الصبر والتحمل ،  وأرى أننا هنا يجب أن نستعيد من الذاكرة ، كثير من المواقف والأحداث التى تقدم النماذج القدوة والتى تربينا عليها وربينا ابنائنا ،

فنحن هنا فى بؤرة الاحداث ومن يسمع ليس مثل مايرى ، ومايروجة البعض عنا من مايطبق عليهم اعلاميين وهم دون ذلك فهم ليسوا الا مروجين وصانعى الجدل فى  بعض الفضائيات والصحف وبعض من يعملون فى وسائل الاعلام والذين فقدوا تقدير مسئولية الكلمة وباتوا يحمّلون اهل سيناء وزر سقوط شهداء من أبناء القوات المسلحة والشرطة  ويصدرون ذلك الى  كافة محافظات مصر فيلقون بالتهم جزافا على جزء أصيل من النسيج الوطنى المصرى ، فهم بذلك يرتكبون جرماً كبيراً فى حق الوطن ومواطنيه ، فهم بهذا الهذيان وتلك الاقوال الغير مسئولة يخلقون شرخاً نفسياً ويساهمون فى صناعة الفجوة والجفاء بين أبناء المحافظات وابناء سيناء وبذلك يمزقون الوحدة الوطنية ويستوى فى ذلك  المتعمدون عن قصد ومن يرددون ذلك كلببغباغاوات .

وهم يجهلون مدى إعتزاز أبناء سينا بمصريتهم وتمسكهم بأرضهم على مر التاريخ وهنا أستحضر تلك الايام القاسية العصيبة التى عشناها إبان نكسة يونية 1967م ، كأحد الشواهد لما فعله اهل سيناء والذى مثل ملحمة عظيمة وبشهادة كبار القادة وعلى رأسهم الرئيس السادات الذى اطلق على أبناء سيناء فى العديد من كتاباته واحاديثه وكما وصفهم واطلق عليهم” أبنائى فى سيناء هم الاقمار الصناعية للجيش المصرى خلف حدود العدو ” ويمكن الرجوع لتلك العبارات المسجلة  فى كتابة “اسرار السادات ” اصدار دار اخبار اليوم ,

ويشهد الدور الوطنى والتاريخى لأهالى سيناء كأحد مكونات الأمن القومى المصرى فى مواجة الاحتلال الاسرائيلى منذعام 76وحتى نصر اكتوبر ، وذلك الرصد التاريخى الموثق ، فى العديد من الدراسات العلمية  والذى يرصد هذا الدور الوطنى لاهل سينا فى حماية وتأمين الجيش المصرى الذى تراجع من معسكرات خطوط المواجهة فى معسكرات المواجهة فى غزة ودير البلح وخان يونس وغيرها ، كخط مواجهة اول فى حرب 67، وفى داخل سيناء وفى ممراتها الاستراتيجية فى وسط سيناء فى الحسنة والقصيمة والكونتلا والنقب وغيرها ونقل افراد القوات المسلحة  من سيناء بعد احتلالها الى الضفة الغربية للقناة من خلال دروب صحراوية الى السويس والاسماعيلية عبر القناة والى بور سعيد عبر الملاحات وبحيرة البردويل ، وكيف ان هذه القوة من ضباط وجنود التى تم تأمينها ونقلها هم النواه التى اعادة تكوين وبناء الجيش المصرى بعد هزيمة 67، والذى خاض معركة الاستنزاف وحرب اكتوبر ، اننى اجد نفسى أطرح ذلك حتى يعلم الجميع من هم اهلى فى سيناء والذى يطلق عليهم اُمناء بوابة مصر الشرقية التى أفخر بأننى ابنة من أبنائهم ،

فكلنا مصريون ننتمى لنسيج وطنى وتراب غالى تحت راية ارض الكنانة حفظ الله مصر وكل ابنائها واطيافها ،

فما أحوجنا اليوم بدل من التجريح والمهاجمة من قبل البعض إلى ان ننظر لسيناء أرضا وبشرا  برفق ونقدر دور أبنائها فى تلقى الصدمات ، الصدمة تلو الاخرى

هذه الضربات برغم قسوتها ، لكن أقسى منها تلك الموجات من حملات التشكيك المتوالية فى الوطنية والتخوين والإتهامات التى يلقيها البعض جزافا وهو لايدرك أن سيناء كانت وستظل دوما بوابة الامن القومى المصرى ،

فقد تحملت سيناء ما لم تتحمله محافظة اخري ..وهذا مثبت ومعلوم ، فقد إختلطت على أرضها دماء جنودنا من كل المحافظات بدماء مدنييها وابناؤها ولم يكن هناك فرقا بين مدنى او عسكرى فالرصاص الأعمى لايفرق بين احد ،

ولو يدرك البعض ويتفهم ان ظاهرة الارهاب وافدة على المنطقة بصناعة قوى كبرى تريد اعادة تقسيم المنطقة وصناعة سايكس بيكو جديدة ،

فليس ذنب سيناء أن تقع فى بؤرة الأطماع الدولية والاقليمية بإعتبارها حلقة حزام إستراتيجى فى المنطقة ، وأن يكون قدر سكانها المواجهة ، وعلى سبيل المثال فلو كان مايحدث بها يتعرض له  اى جزء من باقى المحافظات في الشرقيه مثلا او المنوفيه او القاهره ، وتعرض أهلها لأحداث إرهابية..فهل هذا يسمح  للبعض بان يطلق التهكم على كل اهل تلك المحافظات ويصفهم بأنهم إرهابيون ..

أعتقد أنه بالقطع لأ ، ولن يسمح له ..ولكن للأسف هناك أصحاب النفوس الضعيفه والضمائرالغائبة التى تسعى شيطنة سيناء من خلال نوايا خبيثة  تصب لتخدم اهداف قوى اقليمية ودولية هدفها هز إستقرار الدولة المصرية ، وتفتيت مكونات نسيجها الإجتماعى الأصيل ،

وهنا أرى واجبنا أن نسمو بأنفسنا عن  الرد  علي كل ثرثار غبي ..واجبنا الا ننظر للخلف ..واجبنا ان نسموا بأنفسنا عن الصغائر واجبنا ان نكون قدوه لكل الاجيال ، ومانحتاجة اليوم هو الاقتراب من كل محافظات مصر وواجب كل أبناء مصر إحتضان سيناء وأهلها وتطبيب جراحها  النازفة ،

علينا احتضان أهلنا فى سيناء والشد على ايديهم فى معركة المواجهة امام ظاهرة الإرهاب الدخيل ، وجذب سكان أكثر لسيناء وتشجيعهم  للإستقرار على أرضها إنطلاقا من تطبيق فكر الاستراتيجية الدفاعية ،

فلننظر بموضوعية ولنعمق النظر والفكر، وليعلم الجميع من أهلنا فى كل محافظات مصر أن سيناء واهلها ستظل دوما الرقم الصحيح فى المعادلة الوطنية المصرية ،

وأن سيناء تبقى دوما ركن أصيل في جغرافية الدوله المصريه اليوم وغدا وبعد غد ولن نتركها للإرهاب الاعمي الدخيل .

خالص تحياتى / سهام عزالدين جبريل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *