شهدت الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات “فاكسيرا” بعيادات المصل واللقاح هذه الأيام، زحاما شديدا من المواطنين للحصول على حقنة “آر إتش” نظرا لعجزها فى الأسواق، وضرورية تناولها للسيدة الحامل لتجنب وفاة الجنين التالى بعد ولادة الطفل الأول، ونظرا لعجزها فى الأسواق وعدم توافرها وارتفاع سعرها بشكل كبير، أدى لانتشار حقن مغشوشة بالأسواق، ولا تخضع لمعايير الرقابة على الأدوية. وحقنة الـ”آر إتش” تأخذها السيدة الحامل إذا كان الزوج فصيلة دمه سالبة، وتكون الزوجة فصيلة دمها مختلفة بحيث تكون موجبة.
وأكد الدكتور أحمد محمود، أستاذ النساء والتوليد مدير مستشفى النساء بطب قصر العينى، أن حقن الـ”RH” هى حقن مثل فصيلة الدم، موضحا أن 85% من السيدات يكون الـ”آر إتش” لديهن موجبا، ولا يحتجن لحقنة الـ”آر إتش” بعد الولادة، ولكن الــ15% منهن يكون الـ”آر إتش” سالبا، وهذه الفئة من السيدات لا بد أن تأخذ حقنة بعد الولادة، ولكن قد لا يحتجن إليها فى الحمل الأول لأن الطفل الأول لن يتأثر.
وقال الدكتور أحمد محمود إنه إذا كان الـ”آر إتش” للأب مختلفا عن الأم والطفل فبالتالى فإن كرات الدم الحمراء تنتقل من الطفل للأم وتؤدى إلى قيام جهاز المناعة بجسمها بخلق أجسام مضادة لــ”آر إتش” لن تؤثر على الطفل الأول، ولكنها تؤثر على الحمل التالى، وتؤدى إلى تكسير كرات الدم الحمراء فى الجنين الثانى، وتؤدى إلى حدوث أنيميا حادة للطفل الثانى، وتسبب فى وفاته.
وأضاف د. أحمد أنه يجب على كل أم قبل الزواج أن تقوم بتحليل فصيلة الدم الـ”آر إتش” لبيان إذا كانت سالبة أو موجبة، وإذا كانت سالبة وتزوجت من زوج الـ”آر إتش” لديه موجب فلا بد أن تأخذ حقنة الـ”آر إتش” وذلك بأخذ حقنة أثناء الحمل فى الشهر السابع، وبعد الولادة خلال 72 ساعة، حتى لا تتكون أجسام مضادة تضر بالجنين الثانى.
من جانبه قال الدكتور عمرو عباسى، أستاذ النساء والتوليد، إن الحقنة تؤخذ عندما تكون فصيلة الدم سلبية، والرجل إيجابى، موضحا أن ذلك يجعل الطفل فصيلته إيجابية، وأثناء فترة الولادة يحدث اختلاط ما بين دم الأم، ودم الطفل، فتتكون أجسام مضادة ضد الـ”آر إتش”، وهذه الأجسام المضادة تظل كامنة فى جسم الأم عندما تحمل الحمل الثانى، وتقوم هذه الأجسام المضادة بمهاجمة كرات الدم الحمراء، وتسبب أنيميا حادة للطفل الثانى وتؤدى لوفاته.