حينما يصاب أحد أفراد الأسرة بمرض «الزهايمر» تتغير ملامح حياتها، وذلك لما يحمله من شك وقلق يضع أفرادها فى حرج ومشكلات كثيرة، وهذا ما أشار إليه الدكتور أحمد هلال الطبيب النفسى، مستشهدًا بمريض قد أخذ زجاجة مياه غازية من ثلاجة أحد الغرف داخل المستشفى، ولم يتذكر من أين أتى بها، معتقدًا أنه قد اشتراها، ومريض آخر حاول الحصول على كوب من الشاى، لكنه نسى البراد وظلت المياه فى حالة غليان حتى تبخرت واحترق البراد، وكادت تحدث كارثة فى المنزل، غير أن أحد أفراد الأسرة أنقذ الموقف فى لحظاته الأخيرة.
وتابع أن المرض قد يقضى على صاحبه، مثل حالة لرجل مسن مات محروقًا بسبب رغبته فى تدخين سيجارة، وقد وضعها إلى جواره ونسى مكانها وذهب للنوم، لتسقط على السجاد وتشعل حريقًا هائلًا فى المنزل، ليحترق معها الرجل ويموت.
فيما أرجع الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى، ذلك إلى أنه مع مرور الوقت يعانى المريض من اضطرابات فى السلوك، كما أنه يحمل معتقدات خاطئة، يضع معها الأسرة فى حالة من الهلع، فقد يتخيل أن هناك أشخاصًا يحاولون قتله، أو أن بعض اللصوص حاولوا مهاجمة المنزل لسرقته، وقد تجد الأسرة نفسها أمام الشرطة تحرر محضرًا بفقدانه، بعد أن خرج فى غفلة منها مدعيًا الذهاب لمنزله وأولاده.
وكشف أستاذ الطب النفسى، أن خطورة هذه المشكلات تكمن فى عدم تشخيص المرض، حيث إن الأهل غير مدركين لوجود خلل فى الشخص، فتصبح أفعاله غير قابلة للشك، فقد استطاعت سيدة مسنة أن تدخل الشك بين أبنائها، وذلك باعتقادها فى خيانة بعض زوجات أبنائها، ولم يتصور أحد من أبنائها أن ما تقوله هو ضلالة خاطئة، حيث إنها لم تظهر عليها أى أعراض لـ«الزهايمر» الشديد، بل كانت أمًا فاضلة أفنت حياتها فى خدمة أولادها، لذلك لم يصدق أحد أن ما تقوله هو كذب أو بدايات لمرض.