أكد السفير محمد العرابى رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان إن مصر فى طليعة الدول التى تحارب الإرهاب على عدة جبهات وستنتهى قريبا من تطهير سيناء من تلك الآفة.
وأشار العرابى إلى أن البلدان الإسلامية هى أولى ضحايا الارهاب ولا يمكن القول أن هذه الآفة تستهدف فقط الغرب، مشيرا إلى محاولات المجموعات المتطرفة لنشر الفوضى فى المنطقة و الفكر المتشدد.
وتابع قائلا:” نحن لا نسمح لهم بذلك و مصر فى الخطوط الأمامية لمحاربة المجموعات الإرهابية وحققت نجاحا كبيرا وقريبا ستسمعون أن سيناء تم تطهيرها من هؤلاء المجرمين”.
جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها رئيس لجنة الشوون الخارجية بالبرلمان محمد العرابى خلال الندوة التى نظمها المركز الدولى للدراسات الجيوسياسية و الاستشرافية مساء أمس السبت بباريس بحضور نخبة من المحاضرين من مختلف بلدان العالم.
وقال السفير العرابى إن مصر تولى اهتماما كبيرا بتأمين حدودها المشتركة مع ليبيا الممتدة لنحو 1200 كلم، وباستعادة الاستقرار فى هذا البلد و تعتبر أن هذا الملف مرتبط بأمنها القومي، و أشار إلى سعى الحكومة، من خلال مؤسسة الأزهر، لتطوير الخطاب الدينى و نشر صحيح الدين و قيم التسامح فى مواجهة الأفكار المنحرفة و المضللة للجماعات الإرهابية.
وأضاف إن مصر استقبلت فى فترات من تاريخها فى القرن الماضى جاليات أجنبية قادمة من عدة بلدان من بينها إيطاليا واليونان و قبرص و استقرت هذه الجاليات بها فى سلام و أمان لفترات طويلة.
ورفض العرابى ما يلصق بالإسلام من أعمال- هو برىء منها تماما- و ما يردده البعض من وجود صراع بين الحضارات أو مواجهة بين الغرب و الإسلام الذى يدعو إلى الرحمة و السلام و قبول و احترام الآخر، محذرا من الجماعات الإرهابية والمتطرفة التى ترفع شعارات باسم الدين.
وأضاف إن كل أعمال العنف التى تمارسها المجموعات الإرهابية من إعدامات و ذبح بعيدة تماما عن الإسلام الحنيف، معربا عن رفضه لعبارة “الإرهاب الإسلامي” التى تستخدم فى الأوساط الفرنسية وغيرها وذلك نظرا لأن الإرهاب لا دين له. و اعتبر أن اقتران الإسلام بالإرهاب يعمق النظرة السلبية تجاه هذا الدين العظيم الذى لو تمسكنا به سيسود السلام و الوئام فى العالم.
وعلى جانب آخر، شدد السفير محمد العرابى على أهمية القمة العربية المرتقبة بالأردن لبلورة موقف موحد فى التعامل مع القضايا الملحة و ازمات فى الشرق الأوسط لا سيما عملية السلام و الوضع فى ليبيا و سوريا و اليمن و العراق.
وأشار إلى الدور المحورى الذى تلعبه مصر لحل النزاع الفلسطينى الاسرائيلى و تشجيع الحوار بين الاطراف الليبية المتنازعة بالتعاون الوثيق مع الجزائر و التونس.
وأكد أن مصر قادت، فى الفترة الأخيرة، توجها عربيا أصيلا نحو عودة العراق مرة أخرى إلى عروبتها وعودة العرب إلى العراق بعد فترة ابتعاد نتيجة الغزو الامريكي.و اضاف:” نحن نعتبر العراق دائما هو المدافع عن الكيان العربى فى الجبهة الشرقية”.
ووصف العلاقات المصرية السعودية بانها راسخة و تسير باتجاه جيد، متوقعا أن تسفر قمة عمان عن عودة الود فى العلاقات بين البلدان العربية فى ظل المخاطر الشديدة التى تحدق بالعالم العربي، مؤكدا أن العلاقات المصرية السعودية ركيزة للعمل العربى على المستوى الإقليمي.
وأشار إلى ضرورة أن يتحدث العرب بصوت واحد و أن يتبنوا استراتيجية مشتركة لمحاربة الإرهاب و تعزيز التعاون الاقتصادى فى العالم العربي.
وتوقع أن يكون للتقارب الأمريكى الروسى أثر جيد فى مكافحة الارهاب، و فى حل الأزمات فى المنطقة لا سيما فى سوريا التى لا زالت تشهد صراعا منذ عام 2011.
و حول قضية الهجرة غير الشرعية ، قال السفير محمد العرابى أن مكافحة الهجرة غير الشرعية- التى تشغل أوروبا حاليا- تتطلب معالجة المشكلة من جذورها و ذلك بالعمل على نشر التنمية الحقيقية فى أفريقيا و إعطاء الأمل للناس فى المستقبل حتى يبقوا فى بلدانهم ، مضيفا أن ذلك سيساهم أيضا فى مكافحة الإرهاب.