آراء وتحليلات

من أرشيف المقاومة الوطنية على أرض سيناء شرف الإتهام بالوطنية

بقلم / سهام عزالدين جبريل
بعد أن إستولت إسرائيل على أرض سيناء ، بعد نصرها المزعوم في يونيو1967م ، والذى إعتقدت فيه أنها إستولت على الأرض وتملكت الشعب ، لكنها فوجئت بقوة المقاومة الوطنية في سيناء وتلك الجذوة المشتعلة والممتدة على طول وعرض مساحة سيناء والتي لم تستطع أن تخمدها يوما بل إزدادات حدتها مع مرور الأيام ،
وعلى طول أمد فترة الإحتلال ، بل تصاعدت واتسعت رقعتها وعمت في كل أرجاء الأرض المحتلة ،
ومارست سلطات الإحتلال كل أدواتها الإرهابية ، كى تؤد شعلة المقاومة ،
إلأ أن كل محاولاتها قد باءت بالفشل ، وإنطلقت فى حملاتها الإجرامية للبحث عن منابع المقاومة وجذورها ومحاولة الوصول لأى دلالات لإدانة أبناء سيناء ،
وإختراق صمتهم وعزلتهم الإجبارية التي صنعوها وجعلوا منها جدار منيع أمام العدو وتحدى سلطات الإحتلال ،،،
لكنها لم تنجح في كل محاولاتها التي باءت بالفشل التام ، ولم يكن أمامها إلا الإتجاه لإعتقال الرموز الوطنية من أبناء سيناء والطبقة المثقفة الواعية محاولة منها لإخماد شعلة المقاومة ، وإلقاء التهم عليهم جزافا تحت مفهوم “الإتهام بالوطنية ” وتهديد أمن إسرائيل ،،،
وقد أخذ العدو الإسرائيلى في وضع فروض ونظريات التي إجتهد فيها لقراءة فكر وتوجهات أبناء سيناء ورموزها الوطنية ، وأخذت أشكال التحقيق معهم عدة أدوات تنم عن ذلك الفكر الصهيوني للتشكيك فى مصرية سيناء وأهلها والذى فشل في تحقيق نظرياته التي حاول أن يطبقها علي أرض سيناء ،
وهذه فقرة من مذكرات والدى أحد أعمدة المقاومة الوطنية في سيناء ، عندما إعتقلته قوات الإحتلال الإسرائيلي ، وأسلوب الحوار والتحقيق معه ، بتهمة الوطنية وأنه فدائى مصري ومن القادة المؤسسين لحركة المقاومة الوطنية في سيناء ، الذين يهددون أمن إسرائيل والتي إستعرتها من مذكرات والدى تحت عنوان :
(من الذاكرة )
قالوا: تكلم أيها السجين
قال السجين: عما أتكلم
قالوا : من أنت
قال لهم السجين :
أنا مواطن مصرى تجرى فى عروقى دماء مصرية أصيلة
قالوا : واين ولدت وماهو مسقط رأسك أيها المصرى
قال :
مدينة العريش المصرية بسيناء هى مسقط رأسى الذى ولدت فيها وتربيت على أرضها
قالوا : وماهو محل اقامتك
قال :
محل اقامتى هى أيضا مدينة العريش عاصمة سيناء المصرية التى ولدت على أرضها
قالوا : اذن كيف تقول أنك مصرى
قال :
نعم أنا مصرى أصيل من جدود الأجداد وتاريخ أجداداى يحمل كل رموز الهوية الوطنية المصرية وجذورها الأصيلة الممتدة منذ فجر التاريخ .
قالوا :
إنك ليس مصرى !!! لأنك ولدت فى العريش التى هى أحد مدن سيناء ،،،
وسيناء ليست مصرية ، ولايحمل أهلها أية سمات تدل عن الهوية المصرية ، وثقافتهم تختلف عن ثقافة فراعنة مصر .
قال :
يبدو إنكم … لم تقرؤا التاريخ
قالوا : أى تاريخ
قال :
تاريخ مصر العظيم ، ذلك التاريخ الإنسانى الذى كتب منذ فجر التاريخ ، وتلك الحضارة العظيمة التى اشرقت على ملتقى القارات الثلاث .
فمنذ عهد الفراعنة وسيناء جزء لايتجزأ من الارض المصرية ، حيث أسس أجدادنا جذور الحضارة المصرية الفرعونية ، فكانت سيناء مخزن لثروات ، شيدت ركائز الحضارة الشامخة ، حيث مناجم النحاس والفيروز ، وفرع النيل السابع “البيولوزى ” ، وطريق حورس ،
إنها سيناء المصرية ، التى إستقبلت أبو الأنبياء إبراهيم ، وأهدته هاجر المصرية ابنة قبيلة ام العرب من سيناء المصرية ،

وسيناء التي على عند مفارقها فى مدينة العريش فصلت العير ، حيث خرجت قافلة اخوة يوسف من عريش مصر متوجهة إلى أرض كنعان قال أبوهم أي قال يعقوب لأولاده ( إني لأجد ريح يوسف )
كما ذكرت فى سورة يوسف ( ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ( 94 ).
.قال :
وفى أرضها كان المساء عيد ، حيث شهدت اولى تكبيرات عيد الأضحى المبارك

وسيناء التى على أرضها اُستقبل يوسف الصديق واهله خير إستقبال ، حين دخلوا إلى ربوعها أمنين ،
وسيناء التى إستقبلت العائلة المقدسه وعلى أرضها كان عناية الله تحرس السيد المسيح ،
وسيناء التى تجلى مابين ارضها وسمائها قدرة العلى عز وجل فكلم موسى تكليما
فحلت بركات السماء على أرضها جبالها وربوعها ووديانها ،،،
وسيناء التى تحمل خلاصة تاريخ انسانى عظيم لأول دولة تاريخية منذ فجر الخليقة
وختم السجين كلماته وقال :
بسم الله الرحمن الرحيم :
( فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين(99)
ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم(100)

وحينها بهت الذين كفروا وذهل المحققون ، أمام بلاغة الرجل وقوة حجته !!!
ولم يملكوا إلا أنهم أرجاؤا التحقيق معه حتى إشعار أخر.

معلومة :
لأمانة التوثيق ، هذه الكلمات جزء من مذكرات والدى التى كان ينشرها فى مجلة الفيروز التى كانت تصدر فى سيناء فى الثمانينات ، وفيها يحكى عن مواقف مرت به اثناء اعتقالة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلى وذلك بعد انتصار اكتوبر1973م حيث شنت سلطات الاحتلال هجمة شرسة على أبناء سيناء ورموزها الوطنية لأنهم كانوا يتعاونون مع القوات المسلحة المصرية ويمدونها بكافة المعلومات المطلوبة من وراء خطوط العدو وكافة المعلومات المطلوبة لدعم الجبهة المصرية على طول خط القناة ، وكما قال عنهم الخبراء العسكريين ، أنهم كانوا يمثلون الأقمار الصناعية لقواتنا المسلحة ، ومازال للحديث بقية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *