“رامى” آخر الشباب المحترمين.. دافع عن نساء منطقته فتلقى رصاصة فى الرأس
شاء القدر أن يجعله طرفًا فى قضية لم يعلم أسبابها ولا أحد من أطرافها، ورغم صغر سنه الذى لم يتجاوز 23 عامًا، إلا أنه أعطى درسًا فى الشهامة والمروءة غابت عن الكثير من الذين شاب شعرهم، فقادته شهامته ليكون جثة هامدة وهو فى زهرة شبابه.
فى شارع الشيخ رمضان بمنطقة شبرا مصر، كان يعيش “رامى” الابن الأوسط فى أسرته المكونة من أخت وأخ آخر، كان الأقرب إلى والدته التى لم ترتد سوى الأسود من بعد وفاته، حزنًا على فراقه، حرص “رامى” قبل وفاته على البحث على فرصة عمل بعد تخرجه من معهد السياحة والفنادق، ولم يعلم أنه كان يعيش لحظاته الأخيرة فى عالمنا الذى باتت فيه البلطجة من أهم مظاهره.
ليلة وقوع الجريمة، كان رامى برفقة عدد من زملائه على أحد المقاهى بالمنطقة الذى يعيش بها، فوجئ بمشاجرة عنيفة نشبت بين أحد جيرانه ويدعى “محمد” وما يقرب من 3 أشخاص آخرين، اقترب للوقوف على ملابسات المشاجرة، ولتهدئة أطرافها، الذين كان يحملون أسلحة خرطوش فى وضح النهار وأمام مرأى ومسمع الجميع، لم يعلم أسباب الشجار، الذى كان حول بضعة نقود تهرب جاره من دفعها، مما دفع المتهمون الآخرون لملاحقته أمام منزله وتهديده بالسلاح.
فشل “محمد” فى تهدئة المتهمين، الذى أصروا على ضربه أمام الجميع، ولاذ بالفرار، لم يهدأ المتهمون بل استشاطوا غصبًا وأصروا على الانتقام منه فى أهله بيته، وبالفعل اتجهوا إلى منزله قاصدين التعدى على أسرته، وكانت والدته وعدد من شقيقاته الفتيات داخل المنزل، أسرع رامى تجاههم ليمنعهم من الدخول مبررًا أنه ليس من الرجولة التعدى على نساء، إلا أنه فشل فى إقناعهم بعد أن سيطرة الغضب والانتقام عليهم، قاومهم “رامى” على قدر استطاعته.
أسرع وأغلق باب المنزل وظل وراءه يحاول بكل قوته منعهم من اقتحامه والفتك بأهل المنزل، وسط صيحات وصراخ من النساء المتواجدين، لم يتمكن المتهمون من فتح الباب، فقاموا بإطلاق النيران من فرد خرطوش كان بحوزتهم، استقرت الرصاصة فى رأس “رامى”، فسقط بالحال بعد أن انفجرت رأسه وسقطت دماؤه على الأرض وسط ذهول الجميع.
وقضت محكمة شمال القاهرة، برئاسة المستشار مصطفى الكومى، وسكرتارية مصطفى شوقى وجورج ماهر، بالسجن المشدد 10 سنوات لـ3 متهمين حضوريا وهم سامح.ف، واحمد.ا، ومحمد.م، وإلزامهم بدفع 10 آلاف جنيه تعويض مدنى مؤقت.