بالصور.. أهالى الإسماعيلية وبورسعيد يحتفلون بشم النسيم بحرق دمى الإرهابيين
احتفلت مدينة الإسماعيلية بعيد شم النسيم، عبر إحياء تقليد قديم يتمثل فى دمى “اللمبى”، أو اللورد الإنجليزى إدموند ألنبى، فى شوارع المدينة، بعد حفلات ممتدة على أنغام آلة السمسمية، وتختلف طقوس الاحتفال بشم النسيم وأعياد الربيع فى مدينتى الإسماعيلية وبورسعيد، بإقامة حفلات غنائية على مسارح تعرض عليها دمى كبيرة محشوة بالقش والملابس القديمة، ثم إحراقها فى إطار تقليد يفوق عمره 100 سنة، إضافة إلى الطقوس العادية بالتنزه فى الحدائق والشواطئ وتناول الأسماك المملحة.
فى حى المحطة الجديدة بالإسماعيلية، انطلقت الحفلات الغنائية بعد الساعة العاشرة مساء أمس الأحد، وتنافست الشوارع بأغنياتها وحرائقها، التى وصل عددها إلى ما يقرب خمسين حريقًا صغيرًا، فيما نظم مقهى المستكاوى، أحد اقدم مقاهى المدينة، “ضمة سمسمية” قبل حرق دمية صغيرة.
ويقول محمود عبد المعطى، شاب يسكن بحى المحطة الجديدة: “ورثنا عادة الحريق فى شم النسيم من عائلاتنا، ورغم أننا توقفنا لفترة عن الحريق، إلا أننا عدنا إليه من جديد، هذا شىء جميل ألا ننفصل عن تاريخنا، ولكن كثيرين منا لا يعرفون أصل قصة الدمية التى تحرق، ولكننا نعرف أنها دائما ما تكون تمثيلا للظالم والشخصيات المكروهة أو الشريرة”.
فى مدينة الإسماعيلية، ما زالت دمى “اللمبى” تنفذ بشكلها البدائى، أكياس من القماش مملوءة بالقش، ومرسوم عليها بالألوان، ولم تتطور إلى المستوى المعروف بمدينة بورسعيد، وقد اشتهرت عائلة خضير بعروض الدمى، عبر دمج فن النحت مع عرض “اللمبى” على المسرح مصحوبة بأغانى السمسمية.
فى بورسعيد، حدد الفنان محسن خضير فكرة دمى هذا العام، بتمثيل الإرهاب وغلاء الأسعار، فيما اختار السعيد الخطاط، الدجل والشعوذة، واكتفت بالحريق الرمزى بالعرض على المسارح، ولكن فى الإسماعيلية ظهرت دمى تمثل “داعش”، و”شخصيات رمزية عادية”، فى حرائق حقيقية صغيرة تنافست بها الشوارع.
يُذكر أن أصل دمية “اللمبى” يعود إلى مدينة بورسعيد، حينما خرج أهلها ضد المندوب السامى البريطانى اللورد إيدموند ألنبى، فى عشرينيات القرن الماضى، وهم يحملون دمية من القش ترتدى زيا عسكريا بنفس رتبته، وحُرقت الدمية أمام الميناء فى أثناء مغادرته مصر متجها إلى بريطانيا، وكانت حفلات حرق الدمى قديما تصاحبها أغنيات شعبية تراثية، ولكن هذه الأغانى اختفت مع الوقت وحلت محلها أغنيات شعبية حديثة، منها أغانى المهرجانات، ولكن حارات قليلة فى الإسماعيلية تحتفظ بالحفلات التقليدية على أنغام السمسمية التراثية، خاصة الأغنيات عن النادى الإسماعيلى وأغنيات الأفراح.
ويقول حامد السيد: “كانت هناك أغنيات خاصة لهذه الاحتفالات، أتذكر منها أننا كنا نطوف الشوارع بالدمى ونحن صغار، ونغنى “يا ألمبى يا ابن حلمبوحة”، ولكنى لا أتذكر متى توقفنا عن هذه الأغنيات، أعتقد عندما امتنعت الحرائق بسبب انتشار الغاز الطبيعى فى المنازل، ولكن باستعادة عادة الحريق لم تعد تظهر مثل هذه الأغنيات كما كان الأمر قديما”.