محمود الشناوى المدرب التاريخى للفلاحين: الحكام كانوا يخشون الأهلى والزمالك
الجوهرى أغلق التليفون فى وجهى عندما علم أن مكافأة الفوز 200 جنيه
رأيت السحر الأفريقى بعينى فى مباريات المحلة الأفريقية
مختار وطعيمة والناهى بداية سقوط الفلاحين
تلقيت العزاء بعدما هبط الفريق لأول مرة للقسم الثانى
اكتشفت موهبة شوقى غريب فى التدريب بعد “وعكة صحية”
كنا نستعين بشيخ لقراءة القرآن قبل كل مباراة فى السفريات الأفريقية
نجم لم تختلف عليه جماهير المحلة طوال فترة قيادته لغزل المحلة كمدير فنى أسهم فى وضع اسم المحلة بين كبار الأندية المصرية، وصل بالمحلة لستة نهائيات كأس مصر ونافس بالفلاحين على لقب بطولة الدورى لتطلق عليه جماهير المحلة «شيخ المدربين».
إنه محمود الشناوى شيخ مدربى المحلة الذى التقت به «اليوم السابع» فى الحوار الخاص التالى:
أولا.. أين الكابتن محمود الشناوى من الكرة؟
حاليا أشرف على أكاديميات الناشئين بنادى صيد المحلة وقمة سعادتى هو عندما أجلس وسط الناشئين وأداعب الكرة معهم لاستعيد معهم ذكريات الماضى.
ولماذا تركت غزل المحلة؟
وجدت فريق المحلة فى كل موسم يصل لنهائى الكأس ولا يحصل على البطولة وكنا نخسر بطولة الدورى فى الأسابيع الأخيرة فذهبت لرئيس النادى وطلبت منه البحث عن مدير فنى جديد للفريق من أجل حصد البطولات وحزنت بعد ذلك على قرارى خاصة بعدما تسبب المدربون الذين قادوا الفريق بعد ذلك أمثال مختار مختار وعادل طعيمة وصلاح الناهى فى انهيار الفريق.
كابتن.. حدثنا عن بداياتك مع كرة القدم؟
أنا من مواليد قرية سلامون القماش وقدمت للمحلة مع وأسرتى سنة 1959 ودخلت نادى غزل المحلة سنة 1961 ولعبت فى فرق الناشئين المختلفة بالنادى إلى أن وقع على الاختيار سنة 1963 للانضمام للفريق الأول وكانت أول مباراة لى أمام الفريق الأول الأولمبى، ومن بعدها تم تصعيدى للفريق الأول ثم حدثت الإصابة التى أبعدتنى عن كرة القدم، لأبدأ بعد ذلك دراسة التدريب مع الخبير الأجنبى «كرامر».
كيف كانت بدايتك مع التدريب؟
بدأت تدريبا مع فريق 18 سنة، ومن بعده فريق 20 سنة، واستطعنا حصد كل البطولات، التى كنا نشترك فيها ليقرر المهندس محمد حبيب، رئيس نادى غزل المحلة، تصعيدى لتدريب الفريق الأول للعمل كمدرب عام مع المعداوى سنان، المدير الفنى لغزل المحلة فى ذلك التوقيت، وعملت مع الكابتن معداوى ومن بعده بدوى عبدالفتاح ثم الكابتن أحمد حمادة ثم المدرب الأجنبى باطا، وتعلمت منه الكثير جدا، خاصة بعدما قام بتدريب اللاعبين من خلال نظام جديد فى ذلك التوقيت اسمه تدريب المحطات.
كيف بدأت مشوارك كمدير فنى للمحلة؟
بدأت مهمة تدريب الفريق الأول للمحلة موسم 1985 وكان سر تفوق الفريق هو قدرتى على الحفاظ على اللاعبين الموجودين بالفريق لمدة 10 مواسم متتالية، وكنا كل موسم ننافس على لقب الدورى العام وكأس مصر بفضل تجانس اللاعبين.
ما هو الموقف الذى لا يمكن أن تنساه وأنت مدير فنى للمحلة؟
أتذكر أننى تعرضت لوعكة صحية شديدة قبل إحدى المباريات أمام الاتحاد السكندى، وعجزت عن الذهاب للملعب، فاتصلت بشوقى غريب وحضر لمنزلى، وأعطيته تشكيل الفريق وسافر الفريق للإسكندرية بدون مدير فنى أو مدرب عام، لأن الجهاز الفنى لم يكن به مدرب عام فى ذلك التوقيت، واستطعنا التعادل مع الاتحاد بدون أهداف، وحضر اللاعبون للمنزل وحملونى على أعناقهم من على سرير المرض، وطافوا بى شوارع منطقتى الشعبية.
ما هو أعلى أجر حصلت عليه كلاعب كرة قدم؟
أعلى أجر حصلت عليه كان 17 جنيها، وذلك عندما تم تصعيدى للفريق الأول، وكنا نعتمد على مكافأة المباريات، وكنا فى ذلك التوقيت أفضل الفرق المصرية حصولا على المكافآت، فكنا نحصل على مكافآت تبدأ من 50 جنيها وتزيد لـ350 فى المباريات، وهو مبلغ كبير جدا فى ذلك التوقيت لم يحصل عليه لاعبو الأهلى والزمالك فى ذلك التوقيت، وأتذكر أننى حصلت على 300 جنيه دفعة واحدة، عندما فزنا على الأهلى فى القاهرة موسم 1964 وكان الأهلى يضم وقتها كتيبة نجوم مثل طارق سليم وميمى الشربينى.
ما سر إطلاق لقب الفلاحين على غزل المحلة؟
أحد الصحفيين قام بالاتفاق مع إدارة النادى على حضور لاعبى الفريق للتصوير بالجلباب الفلاحى فى أحد الحقول القريبة من الملعب، وبالفعل حضرنا، وقام كل منا بارتداء جلباب فلاحى، وقام الصحفى بتصويرنا ليخرج لقب الفلاحين على لاعبى المحلة.
ما هى ذكرياتك مع لقب بطولة الدورى الذى حصل عليه غزل المحلة موسم 1972؟
كنت فى ذلك التوقيت أعمل مدربا فى قطاع الناشئين، وكنت مع الفريق أشاهد المباراة من استاد القاهرة، وفوجئنا بزفة بلدى من الآلاف من أبناء مدينة المحلة، الذين حملوا اللاعبين من منطقة شعبية، وطافوا بهم مدينة المحلة التى سهرت ليلتها حتى الصباح احتفالا بفوز المحلة بالدورى.
هل كنتم تشعرون بالظلم من التحكيم أمام الأهلى والزمالك؟
التحكيم فى مصر كان يخشى الأهلى والزمالك، ومازلت أتذكر منظر عمر عبدالله، عندما سالت منه الدماء بسبب طوبة من مدرجات الزمالك، واستعجبت لسلبية حكم اللقاء فى ذلك التوقيت، وخوفه من لاعبى الزمالك وعدم قدرته على حمايتنا.
ما أسباب ضياع بطولة الدورى وكأس مصر من غزل المحلة؟
مازلت أتذكر مكالمتى الهاتفية مع محمود الجوهرى، المدير الفنى لمنتخب مصر فى ذلك التوقيت، وطلبت رأيه الفنى فى أسباب ضياع بطولة الدورى من المحلة، وسألنى عن قيمة المكافأة التى يحصل عليها اللاعبون، فأجبته بأن كل لاعب يحصل على 200 جنيه فى المباراة، فأغلق الهاتف فى وجهى قائلا: «انتم متعرفوش حاجة فى الكرة».
ما هى ذكرياتك مع نهائى كأس الكؤوس الأفريقية الذى أقيم بالمحلة؟
مازلت أستعجب حتى الآن من كيفية ضياع البطولة، ومازلت أتذكر الساحر الأفريقى، الذى نزل قبل المباراة، وكانت رأسه مدببة أشبه بثمرة الأناناس، وكان يسير فى الملعب، ويتمتم بكلمات غريبة، ويقوم برمى حجارة داخل المرمى وفى أجزاء الملعب، لدرجة أننى صباح يوم المباراة جمعت ما لا يقل عن 20 زلطة بألوان غريبة من داخل مرمى المحلة، وذهبت بهم لمكتب رئيس الشركة ليؤمن الجميع بالنادى بأننا خسرنا المباراة بفعل السحر.
ما هو شعورك عندما علمت بهبوط غزل المحلة للمرة الأولى للقسم الثانى؟
شعرت بسكاكين تقطع جسدى، ودخلت فى نوبة بكاء شديدة، ولم أخرج من حجرتى لمدة ثلاثة أيام متصلة لدرجة أن شعب المحلة جاء لمنزلى ليعزينى بعدما هبط الفريق لأول مرة للدرجة الثانية.
هل كنت تشعر بالحقد والغيرة من مدربى المحلة أثناء قيادتك الفنية للفريق؟
حدث بالفعل عندما طلب السياجى وعماشة العودة لقيادة الفريق، ولكن حلمى الغنيمى، المشرف العام على الكرة فى ذلك التوقيت، رفض ذلك بشدة بعد تحسن نتائج الفريق.
من المسؤول عن انهيار الفريق بالوقت الحالى؟
إدارة النادى المسؤول الأول والأخير عن حالة الانهيارو، وإذا كانت المحلة تريد عودة أمجادها، لا بد على مجلس الإدارة تسريح لاعبى الفريق الحالى باستثناء 6 لاعبين مع شراء 10 لاعبين من الأسماء الكبيرة، بالإضافة للاستعانة بالناشئين المميزين من أبناء النادى من أجل عودة غزل المحلة.
ما هى أصعب لحظاتك مع كرة القدم؟
أصعب اللحظات عندما تركت مجال التدريب خاصة بعدما تسبب ذلك القرار فى هبوط الفريق للقسم الثانى.