إيمان المصرية تثير الجدل مجددا بين أطباء السمنة بمصر.. أستاذ مناظير: ما تم نشره عن الفتاة شو إعلامى.. ويؤكد إمكانية إجراء العملية باستعدادات خاصة بقصر العينى.. واستشارى: نجرى 15 ألف جراحة سنويا
أسمن امرأة فى العالم أثارت الجدل على مستوى الأوساط الطبية فى العالم، خاصة بعد ما ادعت أختها شيماء أن حالتها تتدهور، ولم يعد هناك جديد يتم تقديمه لها فى الهند، ودارت تساؤلات عديدة حول إمكانية إجراء مثل هذه الجراحات فى مصر لأصحاب الأوزان الثقلية، والتى تتخطى الـ350 كيلو، والتى غالبا ما تحتاج إلى إمكانيات خاصة، واستعدادات معينة سواء فى غرفة الجراحة، أو فى التخدير أو أثناء النقل من المنزل إلى المستشفى، وإلى الغرفة الخاصة بالمريض، ويؤكد الأطباء المصريون أنه يمكن إجراء مثل هذه الجراحات فى مصر، لكن من خلال فريق طبى محترف فى مثل هذه الجراحات وإجراء الاستعدادات اللازمة لمثل هذه الجراحات.
محمد الديدمونى يجلس على السرير بعد نجاح الجراحة
محمد الديدمونى يجلس على السرير بعد نجاح الجراحة
إمكانية إجراء الجراحات فى مصر..
أكد الدكتور محمد ضياء سرحان استشارى جراحة السمنة بطب قصر العينى، زميل كلية الجراحين الملكية بلندن، الذى قام بإجراء جراحة علاج السمنة للمريض محمد الديدمونى، أسمن رجل فى مصر والذى يزن 450 كيلو جراما، أن جراحات السمنة المفرطة منتشرة جدا فى مصر، ونجرى فى مصر نحو 15 ألف جراحة سنويا، موضحا أنه بالنسبة لجراحة السمنة للأوزان التى تفوق الـ450 يمكن إجراؤها فى مصر، لكن بتوفير استعدادات معينة، مؤكدا أن جميع الإمكانيات موجودة فى مصر، لكن بشرط توافر الفريق الطبى المحترف، والمكان الذى يستطيع أن يوفر هذه الإمكانيات.
وقال فى حالة محمد الديدمونى مثلا، والذى تم إجراء جراحة سمنة له منذ أسبوع ويزن 450 كيلو، أرسلت إليه فريقا طبيا لتقييم حالته فى المنزل أولا وقبل نقله إلى المستشفى، وتمت الاستعانة بالدفاع المدنى لإنزاله من منزله إلى سيارة الإسعاف، ومن سيارة الإسعاف إلى المستشفى.
اسمن رجل فى مصر واثناء دخولة غرفة العمليات
أسمن رجل فى مصر أثناء دخولة غرفة العمليات
تحضير مريض السمنة قبل اللجوء للجراحة..
وأضاف أنه تم تحضير محمد لمدة شهر كامل قبل إجراء الجراحة بالاستعانة بفريق طبى مكون من 10 تخصصات، موضحا أنه تم تصنيع سرير طبى خاص لمحمد من مصنع أدوات طبية يحتمل وزن حتى 600 كيلو جرام، موضحا أنه لنقله إلى غرفة العمليات تمت الاستعانة بـ14 شخصا لحمله، مضيفا أن محمد يعانى من أمراض عديدة، منها انزلاق غضروفى حدث على إثره إعاقة فى أقدامه، ما أقعده لسنوات فى السرير، واكتسب وزن أكثر.
استيراد أدوات طويلة لاختراق سمك البطن لمحمد
وأشار إلى أن التخدير يكون مختلفا عن الشخص العادى، لأن عضلة القلب ووظائف التنفس كانت ضعيفة، وكان البنج يمثل خطورة علية، وجراحيا هذه أول عملية تجرى فى مصر بهذا الوزن، موضحا أنه تم إعطاء البنج بحرص شديد، والجراحة كانت صعبة جدا لأنه يعانى من سمك فى جدار البطن، وتم استيراد آلات خاصة “أكسترا لونج” أو بطول إضافى لإجراء مثل هذه العملية لاختراق جدار البطن السميك جدا، وفتح البطن لإجراء عملية تكميم.
وأضاف الدكتور محمد ضياء “كنا نتوقع أن يظل فى الرعاية بعد العملية لمدة أسبوع لاستقرار حالته، لكن بعد يوم واحد كانت كل العلامات الحيوية مستقرة والمريض نفسه ألح فى طلب الخروج من الرعاية لأنه كان يشعر بتحسن حالته الصحية، وهو حاليا فى غرفة عادية ويمارس حياته الطبيعية، وهو على نظام غذائى معين يتناول السوائل، والمكملات الغذائية، لأن هناك نظاما غذائيا لمدة شهرين حتى يعود الى نظام الغذاء العادى، وأمس لأول مرة يجلس فى السرير بدون مساعدة من أحد.
إيمان وزنها لم يكن 500 كيلو..
من جانبه قال الدكتور محيى البنا أستاذ جراحة السمنة والمناظير بطب عين شمس إن وزن إيمان أسمن امرأة فى العالم الذى ادعى الطبيب الهندى أنها تزن 500 كيلو تعتبر مسألة تقديرية وآخر مرة تم وزنها كان وزنها 280 كيلو، وأختها قالت ذلك، موضحا أنها أصيبت بوزن زائد وسمنة مفرطة نتيجة إصابتها بجلطة بالمخ منذ 3 سنوات، وظلت حبيسة بالمنزل، ويبدو أن وزنها قد زاد منذ إصابتها بجلطة المخ، لكن لا أحد يعرف كم كان وزنها بالضبط عند إجراء الجراحة، ومن المتعارف عليه عالميا أنه يفضل دائما النزول بالوزن قبل إجراء الجراحة لتقليل نسبة الخطورة الجراحية.
بعد الجراحة
بعد الجراحة
السلطات المصرية قدمت جميع تسهيلات نقل إيمان للهند
وأضاف أنه فى مصر أجريت عمليات لمرضى تخطى أوزانهم الـ300 كيلو، والمشكلة التى حدثت فى الهند أنها أصيبت بتشنجات هل بسبب جلطة قديمة أو الإصابة بجلطة جديدة، لا نستطيع الحكم على حالتها إلا من خلال تقارير طبية علمية، لأن جميع المتوافر لدينا الآن هى معلومات من أسرتها أو تقارير صحفية، لكن لا يمكن إجراء أى جراحة لها فى الوقت الحالى، وأنها بحاجة إلى متابعة من أطباء الأعصاب لعلاج حالة التشنجات، موضحا أنه فى مستشفيات جامعة عين شمس كنا بصدد شراء أجهزة خاصة منها طربيزة عمليات تتحمل 500 كيلو، وسرير خاص بالرعاية المركزة، وجهاز تخدير خاص، لكن كل الاستعدادات بحاجة الى وقت لأنها تصنع خصيصا خارج مصر.
إيمان لا تتحمل إجراء عملية أخرى لها..
وأوضح الدكتور محيى البنا أن الجراح الهندى عرض المساعدة الفورية وأعلن أنه قام بتجهيز غرفة المريضة، وتجهيز غرفة العمليات، وتجهيز عملية النقل، موضحا أن السلطات المصرية قدمت كل التسهيلات لنقلها إلى الهند استجابة لرغبة أسرتها، مشيرا إلى أن عملية النقل أمنتها الشرطة، والدفاع المدنى ساهم فى نقلها، وتم كسر الحائط بمنزلها لخروجها منه، لأن عملية إخراجها من المنزل تمت باحترافية شديدة، وأشرف عليها الدفاع المدنى.
وأضاف أن نقلها إلى الهند تم بطائرة شحن مصرية تابعة لشركة مصر للطيران، وأجريت على الطائرة تعديلات خاصة لإتاحة الفرصة لسرير المريضة للدخول للطائرة، وتثبيته أثناء الطيران، موضحا أنها لا تحتمل جراحات أخرى نظرا لحالتها الصحية، لكنها تحتاج إلى علاج.
وقال إن أكبر وزن قمت بإجراء جراحة له كان لمريض سودانى يزن 250 كيلو، وحضر خصيصا من السودان لإجراء الجراحة، وأصبح حاليا وزنه 160 كيلو بعد 7 أشهر من العملية، ومازال وزنه فى الانخفاض.
قصر العينى قادر على إجراء مثل هذه الجراحات
من جانبه كشف الدكتور فهيم بسيونى، أستاذ الجراحة وجراحة المناظير بطب القاهرة، رئيس الجمعية المصرية لجراحة المناظير، أن إيمان التى أطلق عليها الإعلام “أسمن سيدة فى العالم” شو إعلامى، سواء ما تم نشره فى مصر أو خارج مصر، موضحا أنه تم إجراء جراحات سمنة لمن هم أكثر منها وزنا بطب قصر العينى، لكن بدون ضجة إعلامية.
وأوضح الدكتور فهيم بسيونى أنه تم إجراء عمليات لمن تصل أوزانهم لـ350 كيلو، وتم إجراء جراحات سمنة لمن تصل أوزانهم لـ400 كيلو، مؤكدا أنه فى طب قصر العينى توجد إمكانيات لإجراء مثل هذه العلميات، وأن هذه المريضة تحتاج لفترة من التحضير قبل إجراء الجراحة، وضبط بعض المشاكل الباطنية لديها بحيث يمكن تحضريها للتخدير لتكون قابلة لإجراء الجراحة.
أصحاب الأوزان الثقيلة يتم عملية تكميم معدة ثم تحويل مسار
وأوضح أن المرضى الذين يعانون من السمنة، والذين تصل أوزانهم لـ400 كجم يتم إجراء عملية تكميم، وهو قص جزء من المعدة، لفقد مزيد من الوزن ثم يتم إجراء عملية تحويل المسار، وبينهما 6 أشهر أو سنة، مشيرا إلى أنه بالرغم من أن هذه الجراحات تحمل بعض الخطورة، لكن ترك المريض بدون جراحة يحمل درجة أعلى من الخطورة.