مجرد رأي زيارة البابا.. التقارب والابتعاد
كتب أ/ سعيد عيسى
علي مدار ايام سابقه جرت الاستعدادات لاستقبال بابا السلام على ارض السلام بوصفه اكبر رمز ديني في العالم ويمثل اكبر طائفه دينيه من المسيحين الكاثوليك وهو ايضا رئيس دوله الفاتيكان من الناحيه السياسيه لذلك استقبل رسميا وروحيا .. ولعل زياره قداسه البابا فرانسيس تكتسب أهمية كبيرة في هذه المرحله وتوجه بعض الرسائل التي يجب ان لا نغفل عنها ونتوقف عندها للدراسه والاستثمار ومنها :-
اولا : ان خطاب البابا السابق علي الزياره كان متزنا ومنصفا ومعترفا بدور مصر التاريخي والروحي وختم خطابه بتحيه مصر وشعبها وردد تحيا مصر .
ثانيا : ان هذه الزياره جاءت في اعقاب احداث تفجيرات الكنائس وغضب المسيحين من هذه الأحداث الدمويه وكان رهان صبيه الخوارج وقادتهم افشال الزياره او الغائها ولكن ذلك لم يحدث .
ثالثا: ان هذه الزياره حظيت بتغطية اعلاميه غير مسبوقة لم يحظ بها حدث اخر علي ارض مصر منذ ثوره يونيو وذلك سيكون له اثر كبير علي التدفق السياحي لمصر .
رابعا : برنامج الزياره ولقاء الرئيس السيسي وفضيله الإمام الأكبر شيخ الازهر حمل الكثير من الرسائل الايجابيه عن الامن والامان وعن احترام الاديان وعن التسامح ودعم القيم الروحيه التي تنبع من مشكاه واحده وان مصر امنه ولها قدسيه لان الله تجلي علي ارضها في سيناء دون غيرها من بقاع العالم .
خامسا: اقامه القداس الالهى بحضور الاف المصلين في استاد تلاتين يونيو بما للاسم من رمزيه وترديده في الميديا العالميه له مغزي خاص لمن ناصب الثوره المصريه العداء او شكك فيها واثبت للعالم ان الثوره كانت مطلب شعبي ووطني مصري .
سادسا :عندما يلتقي الرؤساء الروحين لاكبر طائفتين مسيحيتن في العالم علي ارض مصر ويتم الاتفاق على تجاوز بعض الخلافات بين الأرثوذكس والكاثوليك بالذات علي المعموديه محل الخلاف فذلك لاشك يعيد لمصر ريادتها في العالم وقدسيتها وإنها ما زالت تصنع التاريخ وتعلم البشريه .
لاشك ان التقارب الذي حدث بين اكبر طوائف المسيحية يعطي درسا قاسيا لاصحاب دعوات الفرقه والتباعد والطائفيه لعلهم ينظروا في ايجاد طريقه للتقارب نحن اولي بها في هذه الظروف القاسيه التي تمر بها الامه ولعل الغيره الحميده تدب في قلوب المغالين والظعين للتباعد والفرقه.
علي ارض مصر التقي الاخوه المسيحيين .. لعلها تكون دعوه وصحوه للمسلمين ان يتجاوزوا الخلافات بينهم وايضا علي ارض مصر التي تجلي الله عليها دون سواها .. دامت مصر ملهمه .. وبقيت عبقريه كما هى .. حفظ الله مصر