بالصور.. تعامد الشمس على مذبح كنيسة الملاك ميخائيل فى منيا القمح بالشرقية
شهدت كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل الأثرية فى كفر الدير بمدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، اليوم الاثنين، ظاهرة فلكية ملفتة، وهى تعامد أشعة الشمس على مذبح الملاك ميخائيل، وهى ظاهرة كشفتها الصدفة بعد حجبها لسنوات عديدة لأسباب غير معلومة.
وتوافد عشرات الأقباط والفلكيون وأساتذة الآثار على الكنيسة، لمشاهدة تعامد شعاع الشمس على المذبح لأكثر من 60 دقيقة خلال القداس، بدأت من الساعة العاشرة واستمرت حتى الحادية عشرة صباحا.
وفى هذا الإطار، قال المهندس مجدى غبريال، أحد أعضاء فريق الترميم بالكنيسة، وواحد ممن اكتشفوا ظاهرة تعامد الشمس على المذبح بالكنيسة بالصدفة، إن الكنيسة شهدت اليوم ظاهرة فلكية تشهدها مرتين فى العام، فى 1 مايو و19 يونيو، وهى تعامد الشمس على مذبح رئيس الملائكة الملاك ميخائيل.
وتقول الدكتورة إيناس الشافعى، المتخصصة فى الآثار المصرية بجامعة القاهرة، إن ظاهرة تعامد الشمس ترجع للمصريين القدماء، وتؤكد الارتباط الوثيق بعلوم الفلك والهندسة، وهذين العلمين تميزت بهما مصر القديمة، والتعامد يكون مرتين فى السنة بحسب ميلاد الملك والعيد الذى ينتمي له المعبد، الخاص بالصفة الإلهية بالمعبود، وهذه الظاهرة موجودة فى الكنيسة وتتحقق فى مايو ويونيو من كل عام، وأحد المرتين يرتبط بميلاد القديس والثانى باستشهاده.
وأضافت إيناس الشافعى فى تصريح لـ”اليوم السابع”: “أتمنى أن يكون هناك قسم خاص بالآثار القبطية، بعيدا عن الآثار الإسلامية والبيزنيطية، لأنها امتدت 450 سنة بداية من القرن الأول الميلادى حتى دخول المسلمين مصر، ويجب إلقاء الضوء على هذه المزارات الدينية بشكل متخصص”.
ويقول المهندس ممدوح رمزى، عضو مجلس النواب، إنه حضر من القاهرة لمشاهدة الظاهرة، لأنها تستحق المشاهدة وحدث عظيم تتمتع به منيا القمح.
يُذكر أن كنيسة الملاك ميخائيل الكائنة فى قرية كفر الدير بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، من أقدم الكنائس المصرية، إذ أقيمت فى القرن الرابع الميلادى، وهى كنيسـة أثرية مشيدة على النظام البيزنطى الشرقى، بالطــوب والحجــارة فقط، ومادة تشبه الطين ولكنها صلبة يقال عنـها “قُصر مللى”، وتتكون من الرمل والجير و”الحمرة”.
سقف الكنيسة عبارة عن قباب مرتفعة جدا على شكل صـليب متساوى الأضلاع، وتوجد المعمودية فى الجانب القبلى الغربى، ويرجع تاريخها لأكثر من 500 عام، وكذلك اللقان الأثرى تقام به صلوات اللقان فى أيام (خميس العهد، وعيد الرسل، وليلة عيد الغطاس)، وعلى المذبح حجاب مصنوع من خشب السنط مطعم بالعاج وسن الفيل، يعود لأكثر من 500 عام، كما يوجد حصن بين القبتين، كان الآباء الرهبان قديما يحتمون فيه، ويحتمى به الكاهن بالذبيحة المقدسة فى أثناء عصور الاضطهاد، وهذا الحصن له مدخل عبارة عن شباك فى الحائط من مذبح الشهيد مارجرجس، وهذا الحصن يسع من 20 لـ30 فردا.
وفى سياق متصل، كثفت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، بإشراف اللواء رضا طبلية، من تواجدها بمحيط الدير.