مقهى ريش شاهد على تاريخ المحروسة من 109 سنة .. وهمزة وصل بين الأجيال
تستشعر بالفخامة وعبق التاريخ حين تدخل إليه، ليتداخل عليك الأمر لبعض الوقت بأنك فى مقهى أوروبى أصيل يمتد للعصور الملكية بأناقتها، إلا أنك لم تخطئ فى حكمك هذا كثيراً، فبدخولك مقهى ريش الممتد من ميدان طلعت حرب بمنطقة وسط البلد تذهب فى رحلة بعيدة تأخذك على عصر افتتاحه منذ عام 1908 أى قبل قرابة 109 عام حتى الآن .
تلك السنوات التى تجاوزت القرن وهو مازال محتفظاً بمكانته فيها كمنبر جمع كبار المثقفين أمثال نجيب محفوظ ويوسف إدريس وصلاح جاهين، بل لعب خلالها دوراً سياسياً بارزا فى طباعة المنشورات ضد الاحتلال الإنجليزى ومقاومته فكان رمزاً للفكر والعصيان على الواقع الذى يرفضه العقل الأدبى والسياسى المستنير.
ورغم ما مر عليه من أزمات وتوالى العديد من الجنسيات على ملكيته بداية من الألمانية مروراً بالفرنسية واليونانية انتهى به المطاف إلى العودة للملكية المصرية بعد أن اشتراه مجدى ميخائل، فبمجرد دخولك المقهى تصادف عم فلفل أقدم عامل بالمقهى بابتسامة صافية وبملابس مهندمة تشجعك على البقاء فى المكان لساعات لتغمض عينيك وتستعيد ذكريات الزمن الجميل من قلب مكان كل زاوية به معبأة بنفحات عصر تمنى معظمنا أن يراه .