أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي فى القمة الإسلامية الأمريكية، استراتيجية متكاملة لدحر الإرهاب، من خلال تكثيف الجهود الدولية الساعية لوقف تمويل كافة التنظيمات الإرهابية، ومدها بالسلاح والمقاتلين وتوفير الملاذ الآمن لها، والمواجهة الفكرية لخطاب الإرهاب من أجل القضاء على قدرة هذه التنظيمات على التجنيد، وملء الفراغ الذى تستغله التنظيمات الإرهابية، والحل العادل للقضية الفلسطينية.
وأوضح المرصد أن كلمة الرئيس السيسى فى القمة المنعقدة بالرياض، بحضور الرئيس الأمريكى، ترامب، وزعماء ورؤساء الدول العربية والإسلامية، تضمَّنت أربعة عناصر أساسية لا غنى عنها فى مواجهة الإرهاب: أول هذه العناصر هو شمول مواجهة الإرهاب لكافة التنظيمات دون تمييز، حيث أكد الرئيس أن الحديث عن التصدى للإرهاب على نحو شامل، يعنى مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز، فلا مجال لاختزال المواجهة فى تنظيم أو اثنين، فالتنظيمات الإرهابية تنشط عبر شبكة سرطانية تجمعها روابط متعددة فى معظم أنحاء العالم، تشمل الأيديولوجية، والتمويل، والتنسيق العسكرى والمعلوماتى والأمنى، ومن هنا، فلا مجال لاختصار المواجهة فى مسرح عمليات واحد دون آخر… وإنما يقتضى النجاح فى استئصال خطر الإرهاب أن نواجه جميع التنظيمات الإرهابية بشكل شامل ومتزامن على جميع الجبهات.
وأضاف المرصد أن العنصر الثانى فى الاستراتيجية المصرية لمواجهة الإرهاب هو: منع الدعم المادى والمعنوى بكافة صوره عن الإرهاب، فقد أكد الرئيس على أن “المواجهة الشاملة مع الإرهاب تعنى بالضرورة مواجهة كافة أبعاد ظاهرة الإرهاب فيما يتصل بالتمويل، والتسليح، والدعم السياسى والأيديولوجى، فالإرهابى ليس فقط من يحمل السلاح، وإنما أيضًا من يدِّربه ويموِّله ويسلِّحه ويوفر له الغطاء السياسى والأيديولوجي”.
وأشار المرصد إلى تأكيد الرئيس أن العنصر الثالث فى استراتيجية مواجهة الإرهاب يتمثل فى “القضاء على قدرة تنظيماته على تجنيد مقاتلين جدد، من خلال مواجهته بشكل شامل على المستويين الأيديولوجى والفكرى، فالمعركة ضد الإرهاب هى معركة فكرية بامتياز، والمواجهة الناجحة للتنظيمات الإرهابية يجب أن تتضمن شلَّ قدرتها على التجنيد واجتذاب المتعاطفين بتفسيراتٍ مشوهة لتعاليم الأديان، تُخرجُها عن مقاصدها السمحة، وتنحرف بها لتحقيق أغراض سياسية”.
وأضاف المرصد أن العنصر الأخير فى استراتيجية مواجهة الإرهاب يتمثل فى سد الفراغ الذى تستغله التنظيمات الإرهابية، حيث أكد الرئيس على أن “ملء الفراغ الذى ينمو وينتشر فيه الإرهاب يستلزم بذل كل الجهد من أجل استعادة وتعزيز وحدة واستقلال وكفاءة مؤسسات الدولة الوطنية فى العالم العربى، بما فى ذلك تلبية تطلعات وإرادة الشعوب نحو النهوض بالدولة، من خلال تكريس مسيرة الإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى والوفاء بمعايير الحكم الرشيد، واحترام حقوق الإنسان، وترسيخ مفاهيم دولة القانون والمواطنة، واحترام المرأة وتمكين الشباب”.
ولفت المرصد إلى تأكيد الرئيس السيسى على أهمية الحل العادل للقضية الفلسطينية فى إطار استراتيجية مواجهة الإرهاب، فقد أكد الرئيس على أن “جهودنا فى مكافحة الإرهاب والقضاء عليه لا يمكن أن يُكتب لها النجاح وتصبح واقعًا ملموسًا إلا من خلال تسوية القضية الفلسطينية عن طريق حل عادل وشامل ونهائى، على أساس مبدأ حل الدولتين ومرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما يوفر واقعًا جديدًا لكافة شعوب المنطقة، تنعم فيه بالازدهار والسلام والأمان، فضلًا عن هدم أحد الأسانيد التى يعتمد عليها الإرهاب فى تبرير جرائمه البشعة”.