استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الخميس، بقصر الاتحادية ألفا كوندى رئيس جمهورية غينيا والرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى، والذى يقوم بزيارة رسمية لمصر، حيث تم إجراء مراسم الاستقبال الرسمى وعزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وقال السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسيى رحب فى بداية المباحثات بالرئيس الغينى، مؤكدًا على اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية الممتدة التى تجمع بين البلدين منذ عهد الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر و”أحمد سيكو توريه”، واللذين كانا من الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية.
وأعرب الرئيس السيسي، عن اهتمام مصر بتطوير التعاون الثنائى مع غينيا فى جميع المجالات، ولاسيما على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والزراعية، فضلاً عن زيادة تواجد الشركات المصرية فى السوق الغينى، وذلك فى إطار التوجه المصرى نحو الانفتاح على دول القارة وتوطيد التعاون معها، مع احترام سيادتها وعدم التدخل فى شئونها الداخلية.
وأكد السيسي، فى هذا الإطار على ضرورة عقد الاجتماع القادم للجنة المشتركة بين البلدين قريبًا والإعداد الجيد له. معبرًا كذلك عن شكره لدعم غينيا لترشيح مصر للسفيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام اليونسكو بصفتها المرشحة الأفريقية لهذا المنصب.
وأضاف المُتحدث الرسمى، أن الرئيس ألفا كوندى أكد حرص بلاده على تطوير العلاقات القوية والمتميزة التى تربط بين البلدين خلال الفترة القادمة على كافة المستويات، معربًا عن تقديره لمواقف مصر التاريخية الداعمة لبلاده منذ استقلالها، وما تقدمه من دعم فنى لأبناء غينيا فى مجالات متعددة، وهو ما يعكس الدور المصرى الهام على صعيد القارة الأفريقية، وحرصها على مساندة أشقائها الأفارقة.
وأوضح “الفا كوندي” حرصه على دعم العمل الأفريقى المشترك خلال فترة رئاسته للاتحاد الأفريقى وتحقيق تقدم ملموس على صعيد التطوير والإصلاح المؤسسى للاتحاد، مؤكدًا على أهمية تحدث القارة بصوت واحد إزاء القضايا التى تمسها وإيجاد حلول أفريقية للمشاكل التى تواجه دولها، وعدم إفساح المجال للتدخل الأجنبى فى شئون الدول الأفريقية، ومنوهًا إلى أهمية دور مصر فى النهوض بأوضاع القارة واعتلائها المكانة التى تستحقها.
وأوضح السفير علاء يوسف، أنه تم خلال المباحثات مناقشة سبل تعزيز العلاقات بين البلدين فى عدد من المجالات، والاتفاق على تطوير التنسيق الأمنى والعسكرى بين البلدين فى إطار الجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة فى منطقة الساحل الأفريقى.
كما تم التطرق إلى سبل تطوير جامعة “عبد الناصر” فى غينيا، وأكد الرئيس السيسي، على مواصلة مصر دعم جهود بناء القدرات والبرامج التدريبية التى تُقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية لأبناء غينيا، والاستمرار فى تقديم منح دراسية سنوية من الأزهر الشريف ووزارة التعليم العالى.
وتناولت المباحثات أيضًا مستجدات الأوضاع على الصعيد الأفريقى، حيث أشاد الرئيس بإدارة الرئيس/ كوندى للاتحاد الأفريقى ودفع العمل الأفريقى المشترك، مؤكدًا تطلع مصر لتكثيف التعاون معه وتقديم كافة سبل الدعم الممكنة للدفع قدمًا بجهود تحقيق التنمية والأمن والاستقرار بالقارة، فضلاً عن تحقيق التطوير والإصلاح المؤسسى المنشود فى الاتحاد الأفريقى، موضحًا أهمية التوافق حول القرارات التى تصدر عن الاتحاد ودراستها بعناية، وهو ما أبدى الرئيس الغينى تفهمًا له.
وثمن الرئيس كوندى فى هذا السياق انخراط مصر بفاعلية فى جهود حفظ الأمن والاستقرار بأفريقيا، معربًا عن تقديره للجهود الكبيرة التى قامت بها مصر فى تمثيل أفريقيا بالمؤتمرات الدولية المعنية بتغير المناخ وإطلاقها للمبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة وتوفير الدعم اللازم لها، مؤكدًا على حرصه على التنسيق والتشاور المكثف بين البلدين حول سبل تنفيذ المبادرة.
واستعرضت المباحثات كذلك تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية فى القارة الأفريقية، حيث تم تبادل الرؤى بشأن المستجدات فى ليبيا، واتفق الجانبان على أهمية مواصلة العمل مع الأشقاء فى ليبيا من أجل دفع العملية السياسية واستعادة السلم والأمن فى هذا البلد الشقيق، بما يُعزز من الاستقرار فى القارة الأفريقية بصفة عامة وفى منطقة الساحل بصفة خاصة.
وأشار الرئيس السيسي، إلى أهمية دعم المؤسسات الوطنية الليبية، وعلى رأسها مجلس النواب والجيش الوطنى الليبى، حتى يُمكنها الاضطلاع بمهامها فى استعادة الأمن والاستقرار فى ليبيا.
وعقب انتهاء المباحثات عقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا بحضور السادة سفراء الدول الأفريقية المعتمدين لدى مصر، وذلك بمناسبة الاحتفال بيوم أفريقيا.