مرحلة جديدة….تبدأ بخطاب الرئيس السيسي اليوم

كتبت الاعلامية عبير محمود كبير مذيعات بالتليفزيون
المشهد الأول.
.
.
1. 2 أغسطس 1990 : العراق تغزو الكويت و بداية تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد أو الكبير. و هو يتلخص في شن حروب من جيل جديد على المنطقة العربية ..حروب الخداع و نشر الفتن و إشعال الطائفية و النزاعات…..تحريك الساكن …و شق الصفوف و تحفيز و إستفزاز الكل ضد الكل. حروب إعلامية فضائحية على عقول العرب و المصريين …و ترسيخ مفاهيم جديدة كلها مسمومة و مغلوطة..و قلب الحقائق و تلبيس الحق بالباطل و نشر كم كبير من الصحافيين المأجوريين على القنوات الفضائحية الجديدة كي يتلاعبوا بأفكار شعوب المنطقة.
.
.
2. تستمر القوات الأميركية – و معها تحالف أوروبي- الخادمة لإسرائيل في تخريب العراق و تكسيره. بكل وسيلة و بكل إستراتيجية..تجويع و تشريد الشعب…قتله بالتفجيرات المستمرة و إعلان أنها تفجيرات طائفية….النفط مقابل الغذاء…إستهلاك قوة العراق بالتدريج…حتي عام 2003 و بالتحديد:
.
.
3. 20 مارس 2003: القوات الأميركية الخادمة للصهاينة و اليهود تقوم بشن الحرب التدميرية على العراق…في تحالف غربي برعاية المنظمات الأممية الخادمة لهم. و تحطيم ممنهج لأمن المنطقة العربية و نشر الجواسيس و تصنيع كلاب الحرب على الفضائحيات العربية..و تدريب حثالات الخونة على الثورات الهمجية إستعداداً لما هو آت:
.
.
4. 20 يناير 2009 البراق حسين أبو عمامة أو باراك أوباما….يتم تصعيده لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية من خلال إنتخابات كل أميركي عاقل يعلم أنها إنتخابات مزيفة و شكلية. و بداية تنفيذ مخطط الإنتشار من العراق إلي باقي الدول المجاورة من خلال:
.
.
5. أوباما يعلن أنه سيقوم بسحب القوات الأميركية من العراق بصورة كاملة مع حلول يوم 31 أغسطس 2009. و عددها 56000 مقاتل. و لكن نفس القنوات و الصحف الأخبارية التي تعلن هذا الخبر…تقوم بنشر أن القوات تلك خرجت من العراق و لكن إلي الكويت و الأردن و تركيا و قطر و شمال السعودية. سواء يحملون الجنسية الأميركية أم مرتزقة من أميركا الجنوبية أو أفريقيا أو أوروبا: ذهبوا إلي البلاد المحيطة بالعراق…و تم تسريبهم إلي سوريا و ليبيا و اليمن و السودان و تونس و غزة بالطبع..غزة التابعة للوحدة الجنوبية بجيش الدفاع الإسرائيلي..وحدة ” بوكيت داروم “.
.
.
6. هذه القوات لم تظهر في تلك البلاد المحيطة بالعراق بالزي العسكري الأميركي أو الأوروبي..و لكن تم تغيير الزي و الهوية و لم يتمكنوا من تغيير اللغة الإنجليزية…ظهروا في هوية المجاهدين و تحت أسماء: القاعدة و داعش و جبهة النصرة و الجيش الحر و أحرار الشام و أحرار ليبيا و الحوثي و جبهة الإنقاذ و الإخوان المسلمين و الجماعة الإسلامية و الدعوة السلفية و أحرار مصر و أجناد مصر و غيرها من الأسماء التي تخفوا تحتها و بطبيعة الحال عاونهم كلاب الحروب التقليديين من بيننا: أصحاب العقول المهووسة و التاريخ الإرهابي و العمالة و الخيانة..و كل الجرائم تمت و تتم تحت غطاء و الإستنطاع على الدين.
.
.
المشهد الثاني.
.
.
1. 9 يونيو 2009 : الخاخام الإسرائيلي- من أصول تشيكية- مانيس فريدمان…و هو أقوى و أشهر خاخام لطائفة خاباد لوبافيتش …التي تسيطر على العقيدة اليهودية بالعالم…و هي الطائفة المنوطة بالتجهيز لإستقبال موشياخ أو ملك المسيح الذي سيهبط عليهم في آخر الزمان لبناء الهيكل….يعلن الخاخام الآتي و هو يرد على سؤال أحد أتباعه في كيفية التعامل مع جيرانهم العرب- يقصد الدول العربية :
.
.
” الطريقة الوحيدة لهذه الحرب الأخلاقية هي الطريقة اليهودية: تدمير أماكنهم المقدسة…قتل رجالهم…و نساءهم..و أطفالهم..و بهائمهم. إذا قامت إسرائيل بتنفيذ هذه الحكمة, لن يكون لدينا أي خسائر بين المدنيين أو الأطفال…و لن نعرض أولادنا للمخاطر على خط النار..و لن نتصنع الصلاح و الورع…في الحقيقة : لن تكون هناك حرب علينا “.
.
.
.
أرجو ألا تصدمك تصريحات أكبر خاخامات إسرائيل …لأنه كلام مكرر و معاد و يتم تنفيذه بالفعل منذ عقود من الزمان..و لكن…ما يهمنا هنا :
.
.
2. عميل المخابرات المركزية و الناتو…و الإرهابي الإيطالي الأصل فينشينو فينشيجيرا – و هو أحد رجال مشروع جلاديو بأوروبا: و هي القوات التي تركتها أميركا بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا..تركتها بالغابات و وسط الشعوب الأوروبية ..تنفذ العمليات الإرهابية و إغتيال أي شخصية أوروبية وطنية و ذات نفوذ ..تكافح اليهود أو مخططانهم بأوروبا…جلاديو: مشروع مشابه لمشروع الشرق الأوسط الكبير…الهدف منه فرض السيطرة على أوروبا لمصلحة صهاينة العالم و أهمهم المتواجدون بالولايات المتحدة…يقول:
.
” جلاديو: هي حرب على العالم تستخدم إستراتيجية نشر التوتر و المشاكل بصورة مستمرة…لذلك: نقوم بمهاجمة و قتل المدنيين , الأشخاص العاديين بالأماكن العامة و التجمعات سواء مطاعم, ملاهي, إستاد رياضي, حفلات, نستهدف الرجال و النساء و الأطفال الأبرياء. نستهدف هؤلاء بالرغم من بعدهم كل البعد عن اللعبة السياسية التي نعمل للسيطرة عليها…و لكننا نستخدم هؤلاء الضحايا- عندما ننفذ فيهم المذابح و التفجيرات- كورقة ضغط على الدولة المستهدفة…نحرك بهم الرأي العام ضد الدولة: فيقوم الصحافيون و الإعلاميون الخادمين لنا بإستفزاز الناس ضد دولتهم..و يطالبونها بإجراءات أمنية أكثر و أشد…فتصير الدولة المستهدفة في حالة إحراج أمام الشعب. ”
.
.
المشهد الثالث.
.
.
1. يناير 2011: و بعد إنتهاء هذه العصابات الصهيونية من تدمير العراق…كما ذكرت أعلاه…يتسللون إلي سوريا و اليمن و السودان و ليبيا و بالطبع ملاذاتهم الآمنة ببعض الدول الخليجية إن لم يكن جميعها. و بدء تدمير سوريا أولاً…و الأردن آمنة…و تدمير اليمن…و السعودية آمنة…و تدمير ليبيا و الجزائر و تونس و المغرب في آمان..بالرغم من تمثيل تونس أنها مشتعلة و لكنها مجرد مطبخ صغير تتم فيها تجربة العمليات قبل تنفيذها على نطاق أوسع.
.
.
المشهد الرابع:
.
.
1. مصر…تظل آمنة بالرغم من كل جرائم العصابات المتأسلمة و المتمسحة الخادميين لأسيادهم الصهاينة….مصر تظل في حالة دفاع مستأسد و شرس منذ يناير 2011…و تواجه الخارج و الداخل..و الداخل ملىء بالمرتزقة و بالخونة و بالإعلامجية المأجوريين و الصحافجية أصحاب الكلام المسموم…و بعض الممثليين و منتجي الأفلام السينمائية و الدراما التلفزيونية يقدمون سمومهم المحرضة على الدولة و ينشرون الإحباط و اليأس….مصر تحارب لصوص الأموال العامة و أراضي الدولة …و من يطلقون على أنفسهم ” رجال أعمال” من خادمي الصهاينة…مصر تقاتل و تحارب و يرتقى شهداءها من القوات المسلحة و الشرطة و المدنيين الأبرياء….و لكن لماذا كل هذا؟
.
.
2. كل هذا يصب في تعريف و إتجاه واحد و هو: إستنزاف قوة مصر كما تم إستنزاف قوة العراق منذ 1990-2003….إستنزاف أمني و إقتصادي و إجتماعي و أخلاقي…حتي تضعف الدولة و الشعب و يصير فريسة سهلة كما حدث بالعراق على مدار 13 سنة….: هل علمت الآن لماذا تشن الفضائحيات علينا حرب المعلومات المسمومة و حرب الإحباط و اليأس؟ هل أدركت لماذا يأتون بمن يصرخون من الفقر و المرض و الأسعار كل ليلة؟
.
.
المشهد الخامس:
.
.
1. اليوم: الرئيس السيسي يعلن أنهم إنتهوا من تدمير سوريا…و يتجهون إلينا منذ عدة أشهر. فأنت لن تسمع عن مذابح بالرقة و حلب و الريف الدمشقي …لن تسمع أي نباح أن بشار يذبح شعبه و أنه شيعي نصيري كافر….لن تسمع عن أن بشار ضرب شعبه بالأسلحة المحرمة دولياً….إنتهت كل هذه الخزعبلات التي كانوا ينشرونها منذ 2011..لأنهم إنتهوا من سوريا…و يظنون أنهم تفرغوا لمصر…و الحقيقة أن مصر هي التي تفرغت لهم…و كما إستدرجتهم قديماً و حديثاً و حولتهم إلي أشلاء…قامت اليوم بنفس المهمة.
.
.
2. اليوم: الرئيس السيسي يعلن أن مصر ستضرب بدون تردد معاقل كلاب الحرب أينما كانت…متخطية حدود مصر و ربما حدود المنطقة العربية التي يتمركزون بها على أراض دول ترعاهم و تقدم لهم خدماتها لأنها دول تقودها إدارات خائنة أو خوارج – كما حددهم وزير الخارجية البريطاني الراحل روبن كوك و الذي تم إغتياله في 2005 بسبب تصريحاته الفاضحة لحقيقة القاعدة و طالبان و أنهم مرتزقة يخدمون مخطط تخريب الشرق الأوسط…و قال بالحرف ” أنهم خوارج هذا العصر “. They are modern day Kharjees ”
.
.
3. اليوم: تتجرأ أيادي القتلة على مواطنيين آمنين بإلمنيا..و يبدو أنه إختبار جس نبض لرد الفعل المصري في هذه المرحلة الجديدة..مرحلة ما بعد سوريا…
.
.
الخاخام مانيس فريدمان لا يهذي بمفرده ..فهؤلاء يضعون سياسة التعامل معنا…و لا تتعجب و أنت ترى و تسمع نفس عنصرية و حقد هذا الخاخام من وكلاءهم الذين يدعون الدين…من بيننا. فالخاخام فريدمان يقود مؤسسة ضخمة , إستشارية لجيش العصابات الصهيوني و لكل المسلحين و المرتزقة الخادمين لهم…و .ربما تقول أنت و أقول أنا. كمواطنيين عاديين: لماذا لا نقاتلهم بنفس الأسلوب: أسلوب الخاخام مانيس فريدمان..الأسلوب اليهودي الذي ينتهجوه منذ أن ظهروا على مسرح الحياة…الأسلوب الدموي الذي يطبقه خدمهم المتأسلمون…لماذا لا تقوم مصر بقتل أطفالهم و نساءهم و رجالهم المدنيين…لماذا لا نشن طلعات عليهم و علي من يساندوهم ؟ و لكن الرد جاء من الرئيس الذي يؤكد أن مصر تلتزم بمعايير الشرف و الأمانة في هذه الحرب.
.
.و في النهاية:
.

” لو لم يكن هذا البلد يتبع معايير الشرف و الأخلاق و يتجنب التآمر و العدوان على الآخرين..لما إستمرت حياته آلاف الأعوام….أين الدول الطاغية المعتدية قديماً؟ إختفت من الوجود..و إستمرت مصر.