تم القبض علي الارهابيين منفذي عملية قتل الأبرياء في محافظة المنيا بالتعاون المشترك بين الجيش والشرطة والمخابرات العامة تمكنت عناصر الجيش المصري من إلقاء القبض علي 11 إرهابيا كانوا هاربين بعد العملية الإرهابية التي طالت الابرياء وهم من جنسيات مختلفة تونس ومصر والأردن والجزائر
وكانت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تسابق الزمن للقبض على الإرهابيين المنفذين للجريمة الإرهابية بالمنيا ، مما أدى لاستشهاد 29 مصريا وإصابة 23 آخرين، بعد استهدافهم من قبل عصابات التكفير والإجرام أمس الأول وإمطارهم بوابل من الرصاص المكثف فى أثناء ذهابهم لأداء الصلوات فى دير الأنبا صموئيل بالطريق الصحراوى بمركز العدوة بالمنيا، حيث شكل اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية فريق بحث على أعلى مستوى أمنى ضم قيادات من الأمن الوطنى والأمن العام ورجال المباحث ومفتشى القطاعات ورجالا من المجموعات الخاصة بالأمن المركزي، وتعكف فرق البحث على جمع المعلومات والتحريات عن الثلاث سيارت ذات الدفع الرباعى التى استخدمها الإرهابيون فى الجريمة، حيث يتم جمع المعلومات عن كيفية دخول تلك السيارات إلى تلك المنطقة وتتبع خط سيرها بعد هروبها وقيام الجناة بحرق إحداها عقب تعثرها فى الرمال، وبدأ رجال الأمن فحص الموتور والشاسيه ومحاولة الكشف عن السيارة وهل لها أوراق فى مصر أم خارجها ومنها ليبيا، خاصة بعد توجيه ضربة عسكرية إلى معاقل التنظيمات الإرهابية هناك، بعدما أكدت أصابع الاتهام تورط تلك التنظيمات فى ذلك الهجوم الغادر والتخطيط له، وتدريب العناصر المسلحة على مهاجمة الأقباط خلال الفترات الماضية.
وأكد مصدر أمنى أن عناصر من القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب داهمت عددا من المناطق والطرق الصحراوية المتاخمة لمنطقة الحادث فى المنيا وبنى سويف وأسيوط ، واقتحمت عددا من البؤر الإرهابية ، وتمكنت من القبض على عدد كبير من المشتبه بهم وجار استجوابهم للوقوف على ظروف وملابسات الواقعة ، ومدى علاقتهم بالإرهابيين المنفذين ، كما يتم الاستماع إلى أقوال المصابين لتوضيح تفاصيل أكثر عن الهجوم ، وعدد المنفذين بالتحديد وهل كانت بينهم عناصر أجنبية أم لا ؟ فى الوقت الذى يعكف فيه رجال الأدلة الجنائية على فحص فوارغ طلقات الرصاص لتحديد نوعية الأسلحة المستخدمة بدقة ، كما يتم أخد عينات من آثار الحادث ومنها الأتوبيس والسيارة الربع نقل والضحايا والمصابون لكشف ظروف وملابسات الواقعة.
وأضاف المصدر الأمنى أن الإرهابيين الذين نفذوا الجريمة الغادرة يصل عددهم من 12 إلى 155 إرهابيا كانوا مدججين بالأسلحة الآلية والرشاشات المتعددة وبعضهم كان يرتدى شارة « داعش» السوداء على رأسه ، وأنهم رصدوا الأتوبيس حتى دخوله الطريق الوحيد والفرعى لدير الأنبا صموئيل، الذى يبعد عن الطريق الرئيسى بنحو 20 كيلو مترا تقريبا ، حيث اطمان المتهمون إلى دخول الأتوبيس لنحو مسافة 8 كيلومترات وأوقفوا الأتوبيس فى منطقة غير ممهدة تخلو من الاتصالات اللاسلكية والتليفونية ، بعد إطلاق الرصاص العشوائى عليه ، ثم صعدوا الى داخل الاتوبيس ، ثم استولوا على مجوهرات السيدات والفتيات وأموال الرجال ، بعدها أطلقوا الرصاص عشوائيا على رءوس الشهداء خاصة الرجال، من أماكن قريبة جدا من أجسادهم ، فى الوقت الذى تعطلت فيه إحدى سياراتهم وقاموا بحرقها لإخفاء معالمها ، وبها عدد من الأسلحة النارية والآلية ، وأثناء محاولتهم الهرب أطلقوا الرصاص على سيارة ربع نقل يستقلها عدد من العاملين أثناء سيرهم على نفس الطريق مما أدى إلى استشهادهم جميعا ، حيث كان التخطيط هو استهداف الأتوبيس الذى يستقله مجموعة من الأقباط فقط ، إلا أن الصدفة قادتهم فى استهداف السيارة « ربع نقل» وقتل جميع ركابها من العمال، مشيرا إلى أن الجناة خططوا لتلك العملية خلال مدة تصل إلى نحو شهر تقريبا، وجهزوا أسلحتهم وتابعوا ورصدوا الضحايا من الأقباط ومواعيد زيارات الدير التى يقوم بها المسيحيون هناك ، بالإضافة إلى تحديد خط هروبهم من المناطق المتاخمة للطريق السريع والرئيسي.
وأوضح المصدرالأمنى أن الإرهابيين اختاروا تلك المنطقة الوعرة والطريق الفرعى لتنفيذ مهمتهم الخسيسة بنجاح ، خاصة أن تلك المنطقة ليس بها خدمات تليفونية أو لاسلكية حيث تكون إشارات الإرسال ضعيفة أو تقريبا منعدمة مما سهل من مهمتهم حتى يتم تنفيذ الجريمة دون محاولة استغاثة الضحايا ، كما كشف المصدر الأمنى عن أن القوات تنتشر بصورة مكثفة على مداخل ومخارج المنيا وفى المناطق الصحراوية، وتم نشرعدد كبير من الأكمنة الثابتة والمتحركة وفحص وتفتيش السيارات والمشتبه فيهم ، كما تابع فريق من رجال المباحث تحرياتهم حول الأتوبيس الذى كان يستقله الضحايا من مركز الفشن ببنى سويف وكيفية تنظيم تلك الرحلة إلى الدير، ومواعيد تحركها وعودتها وهل يوجد أشخاص على معرفة بميعاد تحرك الأتوبيس إلى الدير أم لا، ومدى تورط أشخاص فى إمداد هؤلاء الإرهابيين بمعلومات لتنفيذ جريمتهم، حيث يتم إجراء تحقيقات موسعة وسؤال أقارب الضحايا والمصابين عن تلك الرحلة، وموعد الإعلان عنها مسبقا من عدمه ، حيث تشير التحريات الأولية عن معرفة الجناة بمواعيد تحرك الأتوبيس من القرية حتى قدومه إلى دير الأنبا صموئيل وتحديد ساعة الصفر لتنفيذ العملية .