منوعات

مقالة يفجرها الاب ثيودورس داود، راعي ابرشية القديسة مريم للروم الارثوذكس ،بالتيمور – ميريلند بعنوان “لسنا عرباً”

كتبت الاعلامية عبير محمود كبير مذيعات بالتليفزيون

لا لسنا عرباً . يكفي كذبا وتزويراً وممالقة وعجزا وخوفاً . لسنا عربا ولله الحمد .
السوري ليس عربي، العراقي ليس عربي، المصري ليس عربي، اللبناني ليس عربي ولا الأردني ولا الفلسطيني .
نحن مشرقيون ، نحن روميون وسريان وكلدان وأشور وأقباط، نحن أحفاد إِبلا والرافدين والفينيقيين والفراعنة، نحن أهل المشرق
وسكانه الأصليين . نحن لسنا عرباً، يكفي اغتصاباً وتزويراً للتاريخ وللجغرافيا وللحقيقة وللواقع .
أبناء العربية هم العرب (سكان شبه الجزيرة والخليج )-
و للأمانة التاريخية نقول أن ثمة بعض القبائل العربية صارت مسيحية ولكن عروبة الأقلية لا تعمَم على الأكثرية المشرقية التي لم تكن يوما عربية.
نحن وإن تكلمنا العربية فهذا لا يعني أننا عرب . الأمريكي الذي يتكلم الإنكليزية ليس إنكليزياً، والبرازيلي الذي يتكلم البرتغالية ليس برتغالياً … والأرجنتيني الذي يتكلم الإسبانية ليس إسبانياً ، هذه لغات الإحتلال .
نحن وإن نتكلم العربية فلسنا عرباً ولا نشبه العرب بشيء، لا بالفكر ولا بالذوق ولا بالحضارة ؛
هم أهل بادية أما نحن فأهل حضارة .
هم أرضهم الصحراء أما أرضنا فأرض اللبن والعسل والتين واللوز والتفاح والعنب .
أجدادنا زرعوا الأرض وتأصلوا فيها فصاروا “أولاد أصل”، أما أنتم فرحّل لم تزرعوا ولم تتأصلوا .
آباؤنا زرعوا الكرمة وصنعوا الخمر وأوجدوا الموسيقى ففرحوا ورقصوا، بنوا حضارات وكتبوا كتباً ،
أجدادكم شربوا الدم ولا يزالون، رقصوا على جثث بعضهم وذبحوا بعضهم للفرح
ولا يزالون . دمروا الحضارات وأحرقوا الكتب ولا يزالون .

لا في التاريخ القديم نشبهكم ولا في التاريخ المعاصر نشبهكم .
تاريخنا ملاحم وعلم ومجد، تاريخكم خيانة وحاضركم خيانة ومستقبلكم خيانة . لا نشبهكم بشيء ، لا بتاريخنا الإنساني ولا المسيحي ولا الإسلامي .

مسلمو بلادي يختلفون عن مسلمي بلادكم، مسلمو بلادي إنسانيون محبون للعلم وللحياة أما أنتم فأنتجتم شعوباً مملوءة كراهية وعقداً وأمراضاً ومحبة للموت .
تاريخنا حضارة وعلم وادب وموسيقى وشعر، تاريخكم دم وغزوات وأحقاد وشهوات .

من صار مسلماً في بلادي بعد الغزو العربي ظل بنبله الإجتماعي والتقاليد والأعراف وحتى من سكن بيننا صار مثلنا من الجانب الإجتماعي، أكلنا سوية، رقصنا سوية، ضحكنا سوية وبكينا سوية، أما أنتم فلم تتغيروا .

ألف وأربعمائة عام ولم تتغيروا ولما لم تقدروا على تغييرنا لأجل ذلك أنتم تدمرون بلادنا وتراثنا وتعايشنا وإنساننا .
المسلم المشرقي كفر بكم وقرف منكم أكثر من المسيحي المشرقي .
نحن من علّمكم ومن بنى مدنكم ومستشفياتكم وجامعاتكم ومن حفظ لغتكم . ليتنا لم نفعل، ليتنا تركناكم لجهلكم ولقضاء الله وقدركم الأشد سواداً من لون نفطكم .
كنا جسراً بينكم وبين الغرب فصرتم أداة بيد الغرب لتدمير مشرقيتنا . من ثماركم عرفناكم، تاريخ من الهمجية والذل والإنكسارات.
ذكرونا بانتصار واحد، أو بمجد واحد. انتصاراتكم هي إفناء بعضكم البعض، الأخ لأخيه والإبن لأبيه من أجل الحكم أو من أجل ناقة أو امرأة أو حمار .
امتطاكم الغرب الذي تسمونه كافراً وأنتم تلحسون أقدامه ليحفظ عروشكم لتُمعنوا في سلب أموال الفقراء التي ملأتم بها بنوكه .
نحن اكتفينا ولن نغطي هذه المهزلة بعد اليوم . فيا أيها الرعاة والسادة المستعربون والعاشقون للعروبة إن أردتم أن تتكلموا وتتغنوا بها فتكلموا عن أنفسكم وعن جبنكم وليس عن شعوب ذُبحت واغتصبت واختُطفت ودُمّر تاريخها وحاضرها وربما مستقبلها باسم العروبة .
المجد للمشرق .
الاب ثيودورس داود،
راعي ابرشية القديسة مريم للروم الارثوذكس ،بالتيمور – ميريلند

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *