تعرف على كتب فلسفية يمتحن فيها طلاب “الثانوية” فى فرنسا
بدأت صباح الخميس الماضى امتحانات شهادة البكالوريا (الثانوية) الفرنسية، وبلغ عدد الطلاب المتقدمين حوالى 720 ألف طالب، موزعين على 4400 مركز فى عموم التراب الوطنى، وأول الاختبارات المقررة هو اختبار مادة الفلسفة لفرعى البكالوريا العام (ويتضمن العلمى والأدبى والاقتصادى الاجتماعى) والتكنولوجى.
الامتحان تناول فقرات من عدة كتب فلسفية لعدد من كبار الفلاسفة الأوروبيين، وكانت كالتالى:
كتاب “خطاب فى أصل التفاوت وفى أسسه بين البشر” جان جاك روسو 1755
كتاب “أصل التفاوت” لروسو من الكتب المؤسسة لمبادئ الأنثروبولوجيا الفلسفية فحسب، بل يعد الكتاب الذى وضع شفرات ومفاتيح جديدة لعلوم الإنسان الحديثة فمع روسو ننتقل من خطاب العقل الكلى إلى البنى الثقافية والسياسية المحكومة بمبدأ الأصل والاختلاف.
وفى مقدمة كتابه يتساءل روسو عن كيفية الاهتداء إلى منبع التفاوت بين البشر وعن كيفية توصل الانسان الى مشاهدة نفسه كما كان فى فطرته الطبيعية رغم جميع التغيرات التى أحدثها فى أصل تكونه تعاقب الأزمان والأشياء.
وتمكن روسو من خلال بحثه عن سؤال من هو الإنسان؟ من تخليص الخطاب فى الانسان من ترسبات الانطولوجيا التى كانت مسيطرة فى القرن السابع عشر مما جعله يحدث ثورة فى مجال الانسانيات.
ويهتدى روسو فى القسم الثانى من كتابه إلى أن التفاوت لما كان معدوما فى حالة الطبيعة أو يكاد أصبح ثابتا وشرعيا بإنشاء الملكية وقيام القوانين ولئن كان الانسان المدنى يعيش دائما خارج نفسه فإنه لا يدرى كيف يعيش إلا وهو داخل آراء الآخرين ومن أحكامهم فقط يستمد شعوره بوجوده الخاص.
كتاب “اللفياثان” توماس هوبز 1651
يعتبر كتاب “اللفياثان” الذى ألفه “توماس هوبز” سنة 1651 من الكتب المؤسّسة لنظرية فلسفة الدولة، ولعله الأكثر تأثيرًا فى السياسة بعد كتاب الأمير لمكيافيلي، وتقوم فكرة الكتاب على أن البشر أنشأوا تقاليد سياسية للحكم والدولة استنادًا إلى قدراتهم ومخاوفهم وطبائعهم الخاصة، وليس بناءً على الغيب!
واللفياثان هو كائن خرافى له رأس تنين وجسد أفعى يستعمله “هوبز” ليصور سلطة الحاكم أو الدولة التى يستبدل بها الناس ضمن عقد اجتماعى جديد سلطة الدين أو اللاهوت.
تحدث “هوبز” فى القسم الأول من الكتاب عن الأجسام وحركتها فى العالم الطبيعى، وتحدث فى القسم الثانى الأكبر عن الدولة المدينة، وتحدث فى القسم الثالث عن الدولة المسيحية، ليتوصل إلى ضرورة أن تخضع الكنيسة للدولة وليس العكس، وفى القسم الرابع “مملكة الظلام” يتحدث عن مساوئ الدولة الدينية، وعن مخالفتها للعهد القديم والعهد الجديد.
كتاب “التعليم والسوسيولوجيا” إميل دوركهايم 1922
يعتبر هذا الكتاب مرجع هام لا غنى عنه سوا كان طالبا أو باحثا أو مدرسا، حيث تدور فصوله حول مسائل المنهج العلمى الذى سار على هدية إميل دوركايم أحد مؤسسى المدرسة الفرنسية فى العلم.
يقول دوركايم:”هى الفعل الذى تمارسه الأجيال الراشدة على الأجيال الصغيرة التى لم تصبح بعد ذلك ناضجة للحياة الاجتماعية، وموضوعها إثارة و تنمية عدد من الاستعدادات الجسدية و الفكرية و الأخلاقية عند الطفل، و التى يتطلبها المجتمع السياسى فى مجمله والوسط الخاص الذى يوجه إليه”.
من خلال هذا التعريف يمكن أن نقول أن دوركايم يرى أن التربية تقتصر على الأجيال التى لم تنضج بعد للحياة الاجتماعية و أنه جعل العلاقة تحدث بين شخصية الراشد و الطفل، و أقر كذلك بأن غاية التربية فى نظره ليست تكوين الفرد من أجل ذاته بل من أجل المجتمع فى الدرجة الأولى، و اعتباره التربية عملية حفظ التراث الثقافى و نقله من جيل إلى آخر.