رئيس مركز دراسات بجدة: قطر تناور للتخفيف من مطالب العرب للمساومة عليها
قال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية فى جدة، الدكتور أنور عشقى، إن المطالب الثلاثة عشر التى طرحتها مصر والدول الخليجية الثلاث لم تكن سهلة التنفيذ، مؤكدا أنها لن تكون الوحيدة التى تكفل إعادة ترتيب البيت الخليجى وصيانة الأمن القومى العربى.
وأوضح الدكتور أنور عشقى فى مقال له، اليوم الخميس، أن قطر تناور للتخفيف من الطلبات والمساومة عليها، مشيرا لقطع وزير الخارجية السعودى الطريق على قطر، عندما قال: بأن هذه المطالب غير قابلة للتفاوض، مؤكدا أن تصريح الجبير يؤكد على أن مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين مدركين لكل ما تقوم به قطر من تكتيكات للخروج من الأزمة بالالتفاف عليها.
وكشف عشقى عن اعتماد قطر مركز من أهم المراكز الاستراتيجية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الذى يخطط للديمقراطيين، وهو الذى تعاون مع قطر فى التخطيط للربيع العربى وفتح فرعاً له فى قطر وهو معهد بروكينجز، موضحا أن المركز الآخر هو مركز مادلين أولبرايت، الذى أسس مركز التغيير فى قطر، فكان يجتذب إليه الشباب من الدول العربية ويدربهم على أساليب استخدام الهواتف المحمولة والانترنت فى تحريك الجماهير للربيع العربى، مؤكدا نجاح المركزين فى تفجير مظاهرات الربيع العربى، لكنهما أورثا حروباً أهلية داخل الدول العربية فى تونس ومصر وليبيا واليمن، موضحا انه كان مستشاراً للثورة الشبابية اليمنية وحرص وقتها على ألا تدخل اليمن حرب الأهلية.
وأوضح أن ثورة الربيع العربى لم تنجح فى المملكة العربية السعودية بفضل الله، ثم بجهود الملك سلمان الذى ذهب إلى المغرب لمقابلة الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله وفى يده خطة كاملة لتجنب المملكة العربية السعودية تبعات هذا الحريق الذى اندلع فى دول الجوار فتبناها الملك الراحل وأحبطت ما كان مدبراً للمملكة ودول الخليج.
وتابع: لقد كنت أدرك أن الملك سلمان بن عبد العزيز من المفكرين الاستراتيجيين القلائل عندما كان يعطينى دروساً فى الأهداف الاستراتيجية لدول العالم عبر الهاتف يوم كان أميراً للرياض عام 2007. فالأزمة الحالية تدار بحكمة استراتيجية هدفها إعادة ترتيب البيت الخليجى.
وأكد أن الدوحة استعانت بمركز من مراكز الإعلام الأمريكى لتحسين صورة قطر إعلامياً، وهذه التعليمات تنفذ بواسطة قناة الجزيرة وقنوات الظل التى تستخدمها قطر مثل ويشرف عليها الصهيونى عزمى بشارة مثل قناة العرب وقنوات التواصل الاجتماعى، موضحا أن القضية لا تقف عند دول مجلس التعاون، أو الدول العربية والشرق الأوسط.
وأوضح أن معهد بروكنجز طالب قطر بتدويل القضية والقدوم إلى أمريكا لإقناع الولايات المتحدة، وطلب العون منها للضغط على الدول المقاطعة، لكن الدول المقاطعة أصدرت من قبل اللوائح بالإرهابيين الذين تستخدمهم وتغذيهم قطر، والجمعيات الخيرية التى تدعم الإرهاب وتتستر خلفها قطر، وهذه القائمة أفرادها معروفون ومدرجون لدى كثير من دول العالم، وبعدما وضعت الدول المقاطعة قائمة الطلبات، وحددتها بزمان معين تزداد بعدها العقوبات الاقتصادية.
وأشار إلى تصعيد مصر لهجتها من على المنابر فى الأمم المتحدة متهمة الحكومة القطرية ودولة أخرى فى المنطقة بدعم الجماعات الإرهابية فى ليبيا والتسبب فى اعتداءات إرهابية تعرضت لها مصر كما قامت دول الخليج بوضع قائمة عقوبات تجارية تشمل الدول والشركات المتعاملة مع قطر من أجل المزيد من الضغوط على الدوحة، وأن هناك مساعٍى تشترك فيها الإدارة الأمريكية من أجل وضع آلية مراقبة للتحويلات الصادرة من قطر وتسليم قطر الوثائق والبيانات المتعلقة بأحزاب وشخصيات متهمة بالإرهاب.
واضاف، هرع وزير خارجية قطر، محمد عبد الرحمن آل ثانى، إلى واشنطن فكان فى انتظاره وزير الخارجية السعودى عادل الجبير ووزير الخارجية الكويتى محمد بن عبد الله الصباح، فالتقى بهم وزير الخارجية الأمريكى يوم امس الأربعاء، لكن وزير الخارجية القطرى تراجع بعد لقائه بنظيره الأمريكى عن أن الدوحة لن تتفاوض بشأن المطالب الخليجية قبل حظر المقاطعة، فقال: أن دولة قطر والولايات المتحدة متفقتان على أن تكون المطالب عقلانية، مضيفاً بقوله أننا متفقون على أن دولة قطر ستنخرط فى حوار بناء مع الأطراف المعنية إذا أرادت الوصول إلى حل وتجاوز هذه الأزمة.
واكد أن الولايات المتحدة ترفض تدويل القضية، فطلب وزير الخارجية الأمريكى من نظيره الكويتى أن تظل الكويت محافظة على دورها فى تقريب وجهات النظر مما يؤكد أن انفراجاً أخذ يلوح فى الأفق لكنه انفراج يحافظ على وحدة الخليج ويصون الأمن القومى العربى ويصلح ما أفسدته إدارة أوباما.