وزير الري العراقي يدعو إلى موقف عربي لمواجهة تحديات المياه
كتبت: هناء السيد
دعا وزير الموارد المائية العراقي الدكتور حسن الجنابي إلى موقف عربي موحد في
المحافل الدولية لمساندة البلدان العربية التي تواجه تحديات مختلفة في قطاع
الموارد المائية وخاصة الدول التي تشترك مع دول غير عربية بمجاري الأنهار
الدولية المشتركة ، فضلا عن تنفيذ مشاريع استراتيجية الأمن المائي في المنطقة
العربية والتي أعدها المجلس الوزاري العربي للمياه . وطالب “الجنابي”، في
كلمته اليوم الخميس عقب تسلمه رئاسة الدورة التاسعة للمجلس الوزاري العربي
للمياه التي انطلقت أعمالها بمقر الجامعة العربية ، بضرورة السعي إلى أن تشمل
خطط ومشاريع استراتيجية الأمن المائي أكبر عدد ممكن للدول العربية .
واستعرض”الجنابي” حجم التحديات والمخاطر والخراب الذي تعرض له العراق وحجم
الجهود الكبيرة التي تبذل لانجاز اعمال اصلاح وتأهيل منشآت الري الى جانب
الجهد المستمر للتوصل الى اتفاقات طويلة الامد مع بلدان الجوار العراقي
والمتشاطئة معه تقوم على احترام الحقوق وفق نسب معقولة يتفق بشأنها او تفعيل
ما تم الاتفاق عليه في أوقات سابقة. وأكد “الجنابي” دعم العراق اللامحدود
للحقوق العربية في المياه المشتركة أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ودعا
الى ضرورة تعزيز التعاون والعمل العربي المشترك في مجال المياه والعمل على نقل
التجارب الناجحة والحلول الناجعة للمشكلات المشابهة وذلك لتأمين احتياجات شعوب
المنطقة المتزايدة منها وتعزيز قدرات المجتمع في الانتقال المدروس إلى واقع
مائي وتنموي جديد في صوء محدودية الموار المائية والمالية أيضا وتعاظم
التحديات الوطنية والاقليمية والعالمية منها المتعلق بالمياه المشتركة مع دول
أخرى أو “الاحترار المناخي العابر للحدود والقارات” والزحف الصحراوي والاتساع
المخيف لظاهرة التصحر في المنطقة. ولفت الى التحديات الامنية والسياسية التي
تجلت في ظاهرة الارهاب واتساع مخاطره الى الدرجة التي لا يمكن لأي دولة أن
تكون في منأى عنها . وقال “الجنابي” إن قطاع المياه ومنشآته في العراق تعرضت
لأبشع أنواع التدمير وتم استخدامه كأداة من أدوات الحرب حيث خربت المنشآت
وهجرت القرى والمدن واستبيحت الحرمات والمحرمات ، واستخدم الارهاب “الزوارق
المفخخة” لتدمير المنشآت التي لم يتمكن الارهابيون من الوصول اليها. ونوه
“الجنابي في هذا الإطار إلى الانتصارات العظيمة التي حققتها قوى الأمن
العراقية بكافة فصائلها بتحرير الاراضي المغتصبة من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي
وطرده من كل المنشآت المائية في العراق وعودة الكوادر الهندسية والفنية
والإدارية للعمل على اصلاح الاضرار للمنشآت وإعادتها للخدمة وتأمين عودة
النازحين لديارهم . وأعرب”الجنابي” عن قلقه من شروع تركيا في انشاء سد “أليسو”
على مسافة قريبة من الحدود العراقية ، مشيرا إلى أنه سد عملاق سيحتجز ما يزيد
عن نصف معدل ايرادات العراق من مياه دجلة القادمة من تركيا ولا يمكن تجنب
اضراره الكبيرة على العراق إلا بالاحتكام إلى أسس العدالة وقوانين المياه
الدولية ومباديء التنمية المستدامة . وأشار”الجنابي” إلى قيامه في شهر مارس
الماضي بزيادة ودية إلى تركيا حيث تقع منابع نهري دجلة والفرات حيث تم مناقشة
العلاقة المائية بين البلدين بصراحة تامة ، وقال “إننا سمعنا عن وعود طيبة
واتفقنا على تفعيل مذكرة تفاهم سابقة واتخاذ اجراءات مشتركة في عدة ميادين
ويجري الآن تنفيذ بعضها وننتظر تنفيذ الأخرى وخاصة تلك التي تسهم في تبديد
قلقنا المشروع من إنشاء سد أليسو على مسافة قريبة من حدودنا “. وحول العلاقة
المائية مع الجانب الايراني قال “الجنابي” ما زال امامنا طريق نعتقد انه اسهل
لكن تعقيدات الوضع تجعله متراجعا أمام استحقاقات اخرى “، مضيفا إن تسليك
العلاقة المائية ووضعها في اطارها الصحيح سيسهم في تعديل اولويات المنطقة
لمصلحة الشعوب في السلم والاستقرار والتنمية . ومن جانبه، أكد السفير كمال حسن
علي الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشئون الاقتصادية أهمية الاجتماع
الذي ينعقد في ظل تحديات غير مسبوقة في المنطقة. ودعا “علي” في كلمة الجامعة
العربية خلال الاجتماع إلى ضرورة تجاوز الخلافات بين الدول العربية ، مشيرا
إلى أن الجامعة العربية سوف تظل البيت الأمثل لذلك. وأكد أهمية تعزيز التعاون
بين الدول العربية في مجال مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن المائي والغذائي
باعتباره أحد الركائز الاساسية في الرؤية المستقبلية العربية ، داعيا إلى
أهمية تنفيذ مقررات استراتيجية الأمن المائي العربي وضرورة توسيع دائرة مشاركة
القطاع الخاص والمجتمع المدني . ودعا الى بذل الجهود لاسماع الصوت العربي في
المحافل الدولية عن الحقوق المائية العربية خاصة في مؤتمر المياه الذي سيعقد
في البرازيل العام المقبل . ومن جانبه ، دعا وزير الموارد المائية والكهرباء
السوداني معتز موسى في كلمته إلى تضافر الجهود العربية لضمان الحق في المياه
وحسن استغلال الموارد المائية والاستفادة من الموارد غير التقليدية، مشيرا إلى
نجاح التجربة السودانية في الاستفادة من هطول الأمطار في إطار خطة بلاده
للقضاء على العطش نهائيا بحلول عام 2020. وقال “موسى” ، والذي ترأست بلاده
الدورة السابقة للمجلس ، إن السودان بدأ الاعتماد على مياه النيل والاستفادة
من حصاد الأمطار الذي يقدر بـ400 مليار متر مكعب ، منوها في هذا الإطار إلى أن
بلاده أعدت “أطلس مياه” يحدد الحاجة في كل منطقة وموقع سكاني حيث تم إنشاء
8400 مشروع عام 2016 من خلال الاستفادة من مياه الأمطار و2000 مشروع خلال
العام الجاري وباقي أكثر من 6 آلاف مشروع من آبار المياه والسدود الصغيرة التي
ستسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المناطق الريفية النائية .
وبدوره ، أشار وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي ، في كلمته ، إلى التحديات
التي تواجه دول المنطقة في مجال المياه ، لافتا إلى أن دول الخليج تعتمد على
تحلية المياه ، معتبرا أن التحدي في أن تكون المياه بالخليج بعيدة عن أي مصادر
تلوث . وشدد المزروعي على ضرورة وجود استراتيجية مائية طويلة الأمد، وقال”
إننا انتهينا في الإمارات من وضع استراتيجية للمياه 2020 – 2036 بالتعاون مع
أفضل المؤسسات الدولية . وأكد ضرورة الاهتمام بإعادة تدوير المياه واعادة
تدوير مياه الصرف الصحي للاستخدمات الزراعية وتقليل استهلاك الفرد منها
ليتناسب مع معدل الاستهلاك العالمي . كما شدد على ضرورة الفصل بين تحلية
المياه وتوليد الكهرباء واستخدام تقنيات حديثة التي تقلل استهلاك الطاقة.