التقى سامح شكرى وزير الخارجية اليوم الأربعاء، مع رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، فى إطار زيارته الرسمية الحالية إلى العاصمة العراقية بغداد.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية فى بيان صحفى، بأن الوزير شكرى نقل إليه تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأعاد التهنئة بتحرير مدينة الموصل التاريخية من سيطرة تنظيم داعش الإرهابى، معربا فى هذا السياق عن استعداد مصر الكامل لتقديم كل ما فى الإمكان من أجل مساعدة العراق على استعادة أمنه واستقراره فى مرحلة ما بعد داعش.
وذكر المتحدث باسم الخارجية، أن محادثات الوزير شكرى مع رئيس الوزراء العراقى تناولت بشكل مفصل مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد العبادى على عمق وقوة العلاقات المصرية العراقية، معربا عن تطلعه لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين إلى آفاق أرحب فى شتى المجالات، وعقد اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسى وزراء البلدين والتى ستعقد أولى اجتماعاتها فى أغسطس المقبل فى العاصمة العراقية بغداد.
ومن جانبه، ثمن وزير الخارجية العلاقات التاريخية التى تربط بين البلدين الشقيقين، مشيرا إلى أن الزيارة الحالية تأتى فى إطار توجيهات القيادة السياسية المصرية لتكثيف التواصل والتعاون مع العراق على مختلف الأصعدة خلال هذه المرحلة الدقيقة والهامة التى يمر بها العراق، منوها فى هذا الصدد بمساعى مصر المتواصلة لإعادة العراق إلى محيطه العربى واستعادته لمكانته بما يعزز من القدرات العربية على مواجهة التحديات الجسام التى تهدد أمنه واستقراره فى المرحلة الراهنة وعلى رأسها الإرهاب والتطرف، والتدخلات الإقليمية الخارجية.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن الوزير شكرى أعرب أيضا خلال اللقاء عن تقديره للجهود التى يبذلها رئيس وزراء العراق للوصول إلى مصالحة وطنية حقيقية، والعمل على دعم مؤسسات الدولة العراقية والحفاظ على وحدة وسيادة العراق، منوها فى هذا الصدد إلى أن مصر تنظر إلى العراق من منظور مؤسسى تحكمه المصالح المشتركة بين البلدين.
ومن جانبه، أكد العبادى على الانتصارات التى حققتها القوات العراقية على تنظيم داعش تأتى فى إطار مسئوليته عن أمن شعبه واستقرار بلاده، منوها بضرورة اجتثاث التنظيم من جذوره من مناطق تمركزه خاصة فى سوريا حتى يتسنى استعادة الأمن والاستقرار فى المنطقة العربية. وأكد الوزير شكرى فى ذات السياق على استعداد مصر التام لتقديم المساعدة وتوفير ما تملكه من خبرات لدعم قدرات العراق على حفظ أمنه واستقراره، وإعادة إعمار مدنه.
كما تطرق النقاش إلى أبرز المستجدات المتعلقة بالقضايا ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها التحديات الإقليمية المحيطة بدولة العراق، والنتائج المترتبة على تدخلات بعض الدول وعلى رأسها تركيا فى المنطقة، بما يتطلب مزيدا من الدعم السياسى للعراق لمواجهة تلك التحديات. كما تم تناول تطورات الأزمة مع قطر، حيث استعرض وزير الخارجية الأسباب التى أدت إلى اتخاذ دول الرباعى للإجراءات والتدابير المعلنة ضد قطر.
وفى ختام اللقاء، شدد الجانبان على أهمية تحمل المجتمع الدولى لمسئوليته والتصدى بكل حزم لخطر الإرهاب والتطرف الذى يهدد الأمن القومى العربى والسلم والأمن الدوليين، من خلال إيجاد رؤية متكاملة لمكافحة هذه الظاهرة تضمن تجفيف منابع تمويلها والقضاء على أدوات الترويج لها، حيث أكد الوزير شكرى فى هذا الصدد على الأهمية التى توليها مصر لتعزيز التعاون والحوار بين الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية فى العراق لتجديد الخطاب الدينى والبعد عن التطرف.