في هذا الهاشتاق سوف أتحدث عن السبب الحقيقي لخنق قطر على مصر والسعودية والإمارات على وجه التحديد
كتب: بدر العامر
كانت خطة قطر مع بداية الثورات العربية وبدعم أمريكي اسرائيلي الاستحواذ على الدول من خلال حكومات ثورية جديدة .
وكان من التفكير الحالم عند #الحمدين أنه بمجرد تغيير حكومة ودعم حكومة جديدة فإن الدولة ومقدراتها ستكون تحت التصرف .
كان المقلق لقطر هي العلاقة المتميزة بين السعودية ومصر والإمارات والخطط الاستراتيجية بينهما في الاقتصاد ..
وكانت الخطة القطرية بالتعاون مع أمريكا اوباما وتركيا أن يدعموا الثوار في مصر ويقدموا الإخوان ليتحكموامن خلالهم بمصر..
دعمت الاستخبارات الأمريكية وقطر خليطاً من العملاء والجمعيات الاهلية والأحزاب والإخوان لينزعوا حسني مبارك من الحكم .
من خلال قناة الجزيرة وخليط العملاء وصراخ أوباما لحسني ” إرحل ” وإحكام الخطة الثورية نجحوا في تنحي مبارك ..
بدأت أمريكا بدعم جماعة الإخوان وترتيب الأمر من خلال قطر منذ 1997م ، بعد تعهد الإخوان بإعطائهم كل ما يريدون ..
وبدأت أمريكا كذلك من خلال آشتون بالضغط على العسكر في مصر لتهيئة الجو للإخوان ليصلوا للحكم مع فوز شفيق بالانتخابات .
لما وصل مرسي للحكم ، وإن كانت قطر وأمريكا يرغبون بخيرة الشاطر ، كان عليه أن يسدد فواتير المشروع لهم غصباً عنه .
كان اول مجلس للوزراء يعقد في عهد مرسي يناقش تشكيل لجنة لتطوير ” منطقة قناة السويس ” فشكل المجلس .
كان المجلس مكوناً من 14عضواً يرأسهم الرئيس مرسي ولهم حق التصرف الكامل في تطوير إقليم السويس وبيعه وتأجيره بشكل مطلق..
هذا الأمر أغضب الدكتور طارق البشري وهو المنحاز للإخوان ومرسي فكتب مقالاً يبين فيه ان هذا بيع لقناة السويس وإقليمها..
كان المستفيد من لجنة مرسي بيعاً وشراء وتأجيراً هم : أمريكا ، تركيا ، قطر ، الذين كانوا سيتشترون مصر بدراهم معدودة..
وكان هذا المشروع بمثابة الفاتورة التي لابد أن يدفعها الإخوان لقاء وصولهم للحكم مع استفادة اسرائيل من المشروع .
ولذلك سعت قطر عند بداية المشروع إن كنتم تذكرون إلى تعزيز علاقتها بإسرائيل وفتح مكتب تجاري خدمي لها في الدوحة .
كان التحكم في اقليم السويس من خلال تركيا وقطر وأمريكا عبر الإخوان بمثابة التحكم بحركة التجارة في المنطقة ..
وبمجرد أن علمت قطر وتركيا بتعاون بين السعودية ومصر والإمارات اقتصادياً علمت على اختطافه منهم عبر عملائها ..
لم تكن ” قناة السويس ” هي الفاتورة الوحيدة التي سيدفعها الإخوان لإمريكا وقطر وتركيا في المنطقة كلا ..
بل هناك قاعدة عسكرية أمريكية ، وتسليم سيناء للفلسطيين لأجل ” غزة الكبرى ” ، وضمان امن إسرائيل ، وعودة المهجرين .
– وكانت مصر هي البداية للتغول ” التركي ” في المنطقة ، وتشكيلها كما رسم خريطتها ” برنارد لويس ” في السبعينيات ..
وكانت خطة الإخوان تسهيل دخول ” إيران ” لمصر على يد مرسي .. من خلال فتح العلاقات معها التي أوصدت سنة 1979م
توهمت #قطر للحظة أنها من خلال الإخوان في مصر وأردوغان في تركيا التحكم بمستقبل العالم العربي كله وتجنيده لمصلحتها..
وكان المستهدف النهائي للخطة ” تفكيك السعودية ” كما صرح بذلك حمد بن خليفة في لقائه مع القذافي في الشريط المسرب .
وهم يدركون جيداً أن السعودية إذا تفككت فإن دول الخليج ستسقط واحدة تلو الأخرى ولذا استعد الإخوانية فيها لوراثتها .
ولذلك حرصت قطر وتركيا والإخوان على دعم ” الإرهابيين ” والثوار في كل مكان ، وخاصة في السعودية .
ولذا دعموهم في البحرين ، واليمن ، والسعودية ، والعراق ، وسوريا ، والإمارات ، وفي ليبيا لأجل الخراب والدمار .
وكان هذا المشروع ” الصهيوني ” في المنطقة يسعى في نهايته إلى التهيئة لإسرائيل الكبرى من خلال انهاك العرب والمسلمين
الأمر الذي ربما يجهله الكثير ، أن ” إيران ” و ” حزب الله ” و” كتائب القسام ” و”حماس “كلهم ضالعون في المخطط الأثيم
استعان الإخوان في أثناء الثورة المصرية بكتائب القسام وحزب الله في تهريب مرسي من السجن وقتل مجموعة من حراسه ..
كما استعانوا بهم كذلك في الهجوم على أقسام الشرط والأمن في مصر ليشلوا حركة الحكومة المصرية ولينجحوا الثورة ..
ولما وصل الإخوان إلى الحكم كانت الاستخبارات المصرية العسكرية تدرك المخطط الذي يستهدف جيش مصر وتفكيكه خدمة لاسرائيل
– كان من الخطط التي سعى إليها الإخوان في مصر هي تشكيل ” حرس جمهوري ” على غرار الحرس الثوري الإيراني وبدأوا فيه
كان من الإجراءات الأولى هي إطلاق سراح مجموعةمن الإرهابيين المحكوم عليهم بالمؤبد من السجون بعفو رئاسي من مرسي .
ورصدت مكالمات بين الحكومة الإخوانية والقاعدة بقيادة الظواهري لإدخال 10 آلاف مقاتل إلى سيناء لتشكيل الحرس .
والحكومة الإخوانية تعرف أن الجيش ليس تحت سلطتها ، ولا تستطيع تنفيذ مخططها في المنطقة إلا من خلال تفكيك الجيش .
وقد بدأت بالفعل العمليات الإرهابية في سيناء ضد الجيش المصري ، وتم أمدادهم بالسلاح والدعم من خلال أنفاق غزة وحماس
حاول البعض التوسط لدى مرسي مثل ” يونس مخيون ” لإنهاء الوضع في سيناء والتفاوض فقال له : مالكش دعوى في الموضوع .
كانت استخبارات مصر العسكرية تدرس منذ سنة 1983م الخطة لتفكيك الجيوش العربية والذي بدأ بإنهاء جيش العراق ثم سوريا
وكانت تعرف ان المخطط لا محالة قادم على جيش مصر من خلال مخطط ( الطوق الأبيض المحيط بمملكة الرب ) = يعني اسرائيل .
وكانت دول الخليج ” السعودية / الإمارات / البحرين / الكويت ” تدرك أن إنهاك الجيش المصري وتفكك مصر يعني انكشافها .
أدرك الشعب المصري أن الإخوان ليسوا مجرد حزب وصل إلى الحكم عن طريق عملية ديمقراطية ولكنه يحمل إجندة خاصة ..
وأدرك الشعب المصري كذلك أن ” الإخوان ” ماهم إلا أداه للسيطرة على مصر من خلال قوى أجنبية : أمريكا ، قطر ، تركيا.
إضافة إلى الحالة ” الاستبدادية ” التي ظهرت في المجتمع ، وضعف الإدارة ، وقلة الخبرة ، والتخبط فقرروا الثورة عليه
وكانت دول الخليج وخاصة السعودية والإمارات تدرك خطورة أن يستمر الإخوان في الحكم ،ولكنهم لم يتدخلوا إلا بعد قرارالشعب
وقد كان قادة الإخوان صرحوا أنهم إذا وصلوا للحكم فسيمكثون 500 سنة في الحكم ، فهم ركبوا الديمقراطية ثم انقلبوا عليها
كانت اكبر كارثة حلت على امريكا ” أوباما وهيلاري ” وتركيا وقطر هي تدخل الجيش المصري لإنهاء حالة الانقسام ونزع مرسي
وكان أكبر وقوف أمام مخطط عالمي رهيب صرفت عليه مليارات وجهود وخطط قد قضي عليه بأيام معدودة وقلب ظهر المجن على أصحابه
اعتصم جنود مشروع ” الفوضى الخلاقة ” في ميدان رابعة والنهضة للحفاظ على مكتسبات كونداليزا رايس ولم يفلحوا ..
كانت آشتون والإدارة الأمريكية تثبتهم وتمنيهم أنهم سيرجعون للحكم ، وصدقوا وعودهم ومع ذلك لم يفلحوا في ذلك ..
كانوا في الميادين يدعون إلى تشكيل ” جيش حر ” على غرار الجيش الحر السوري لقتال الجيش المصري ..
ولماأعلن المتحدث في الميدان عن تحرك البارجات الأمريكية تجاه مصرهتف أتباع الإخوان والقاعدةوالجماعات القتاليةبالتكبير
وقفت قناة الجزيرة وقطر وتركيا والإخوان في العالم كله بكل ما يملكون لدعم المعتصمين وإرجاع الأمور إلى ماكانت عليه .
تبنى أردوغان نفسه حملة شعار ” رابعة ” وترويجه على نطاق واسع في السوشال ميديا وفي كل مكان تأييداً للإخوان .
لكن كل الجهود لم تفلح في استمرار المخطط ، وقضي الأمر وحصل ما حصل في أحداث لا تخفى على الجميع حتى انتخاب السيسي .
كانت دول الخليج تعرف علم اليقين المخطط ودور #قطر فيه ، وتحاول ثنيها عن حماقاتها ولكنها لم تسمع للنصح والتوجيه .
وقد صرح الأميرالراحل سعود الفيصل رحمه الله منذ بداية ثورة تونس بهذا الامر وسماه ( الحراك المستورد ) أي أنه غير عفوي
وكانت تدرك دور #قطر في الثورة على القذافي بالتعاون مع إخوان ليبيا وجماعات القتالية التابعة للقاعدة بقيادة بلحاج .
وكانت تعرف أن المخطط كان يحاك للسعودية من خلال التواصل مع كل المؤدلجين بمختلف أنواعهم لإخداث الاضطراب داخلها.
وتعرف صلة قطر بالمعارضة السعودية في الخارج ، ودور النعيمي في الإشغاب عليها وجمع كل معارض ضد السعودية ..
وتعرف صلة قطر بالحوثيين ، والإخوان ” الإصلاح ” في اليمن وثورتهم العبثية في اليمن وما لحق ذلك من تسلط الحوثيين .
أدركت قطر أن مشروعها الذي صرفت عليه مليارات ، وأحلامها التي كانت تسعى إليها قد تمزقت في عشية وضحاها فزاد حنقها .
– فاستقبلت القادة الإخوانية والقاعديين والتكفيريين الذين ورطوا أتباعهم في ميدان رابعة والنهضة وآوتهم ودعمتهم .
أنشأت بالتعاون مع تركيا منظمة إعلامية تستهدف مصر والعمل على إفساد العلاقة بينها وبين السعودية ..
عملت على تدعيم أعمال العنف داخل مصر ومحاولة إشغالها بمشكلاتها الداخلية والعمل على ضرب اقتصادها وامنها ..
كما عملت قطر على التواصل مع كل مؤثر في السعودية ورمز من المؤدلجين الذين لهم موقف من مصر ومن السعودية ودعمتهم .
وكان من مصادر القوة القطرية في الأحداث ” التفاهم والاتفاق ” مع الإدارة الأمريكية بقيادة أوباما التي ترغب في التغيير
في 2013 وبعد إنهاء الوضع في مصر ، بدأت محاسبة قطر من قبل السعودية وتوتر العلاقات بينهما وكتابة التعهدات
وفي 2014 كتبت الاتفاقيات المنشورة التي وقعت عليها قطر بتعهدها بترك المشروع كله وعدم استهداف دول الخليج ومصر ..
وكان الركن الشديد الذي تتكيئ عليه قطر والإخوان وتركيا قد أفل بفوز ترمب على هيلاري عرابة الفوضى ومؤيدتها ..
كان الفرق بين ترمب وأوباما ان الأخير يؤيد فكرة تغيير خارطة العالم الإسلامي ورسمها من جديد على حدود دموية كبرى .
– بينما ترمب لا يرشح التدخل في تغيير النظم ، وأن لكل بلد ظروفه ، ومهمته تعزيز الاقتصاد الامريكي فقط دون التدخل ..
هنا انكشف الغطاء ، وبان المخطط ، وظهرت المستور ، وجاء يوم الحساب لقطر وسياستها التي أهلكت الحرث والنسل ..
فكانت المقاطعة هي الحل الأخير أمام الدول الأربع التي اكتوت بنار قطر ، وجعلتها هي واتباعها وأذنابها في حيص بيص .
جاءت المقاطعة لأن قطر لم تفي بتعهداتها ، ولم تيئس من مشروعها ، واستمرت في غيها وعنادها ودعمها لكل إرهابي أثيم
بعد المقاطعة ترتبت الصورة بوضوح ، تمايزت الصفوف ، قطر وتركيا وإيران والإخوان وأتباعهم في جهة والعالم العربي في جهة
ومما يدل على صحة المخطط تسارع تركيا وروسيا والإخوان في كل مكان لنصرة قطر لأنها منظومة واحدة كانت مخفية فظهرت للعلن
أدركت قطر التي انسحبت من اجتماع الرياض ، وتركيا التي لم تحضر ، وإيران المقاطعة بأن المخطط انتهى والحساب عسير .
ولا تزال قطر تكابر وتحاول المضي في طريقها المظلم ، رغم أن حلولها محدودة وحيلتها قاصرة ، وأنها لا تستطيع التنفس ..
هذه هي القصة باختصار شديد ، منذ بدايتها إلى نهايتها ، وإلى لحظتنا الراهنة ، تدل على مدى خطورة المشروع وسوداويته ..
كتبته باختصار حتى يرجع اللاحق للسابق ، ويعرف أول الطريق وآخره ، تنبيهاً للغافل ، ونصيحة للامة ، والله ولي التوفيق.