آراء وتحليلات

منظمة سيناء العربية (الأشباح)

بقلم / سهام عزالدين جبريل
يأتى اكتوبر 2017 م ليسجل مرور 44 عاما على ذكرى عبور اكتوبر تلك الذكرى العظيمة لتاريخ كتب بـأحرف من نور على جبين الوطن ، ومازالت احداث هذه الذكرى العظيمة تمثل كتاب مفتوح لقراءة كثير من الاحداث الحية الراسخة فى الوجدان والتى ثصفح عن نفسها من بطولات وملاحم عظيمة لاتعد ولاتحصى ، دارت رحاها على ارض سيناء المباركة ، منها ماهو على جبهة القتال ومنا ماهو خلف خطوط العدو ،
شارك فيها ابطال من نوع فريد افنوا حياتهم من اجل خدمة وطنهم وحماية ارضهم والمساهمة فى استردادها الى احضان الوطن العزيز ، اطلق عليهم قادة حرب اكتوبر الاقمار الصناعية وعيون القوات المسلحة خلف خطوط العدو ،
فعندما نتحدث عن البطولة والفداء فلابد أن يعطر حديثنا ذكرى هؤلاء الرجال التي أرهبوا قوات الإحتلال الإسرائيلي والذين بدوأ عملهم على أرض المعركة وداخل الأراضى المحتلة خلف خطوط العدو إنهم هؤلاء الفرسان الذين وهبوا حياتهم واعمارهم فداء للوطن ولتحرير ارضهم المباركة ، من دنس العدو وقوات الاحتلال إنهم هؤلاء الأبطال الذين أطلق عليهم أعدائهم لقب ” الأشباح ” !!!
والقصة تبدأ هنا على أرضنا الحبيبة سيناء ، فبعد نكسة 5 يونيو1967م ، تشكلت عدة منظمات سرية للمقاومة من خلال مجموعات من رجال وشباب المقاومة الشعبية في سيناء ، أبرزها منظمة سيناء العربية التي تم تشكيلها من خلال الإتصال بقادة المخابرات المصرية وتم التنسيق والإستعانة بقرابة 1100 بطل مدنى ، أغلبهم من أهالى سيناء إلى جانب محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس وسيناء ، وتم تدريبهم على إستخدام الألغام والمتفجرات والقنابل وأعمال الهجوم ضد إسرائيل هؤلاء الأبطال الذين أطلقت عليهم إسرائيل لقب “الأشباح”، حيث كبدوا إسرائيل خسائر كبيرة فى الجنود وفى المعدات وقد قام أعضاء المنظمة بعمليات عسكرية وراء خطوط العدو خلال حرب الإستنزاف التي شنتها قواتنا المصرية على العدو الاسرائيلى ،،،
وكان أعضاء المنظمة يقومون بمهام كثيرة من أهمها :
1-جمع المعلومات على تحركات العدو وجنودة ، وقد شملت مساحة عمليات المنظمة كل أرض سيناء شمالها وجنوبها شرقها وغربها .
2-تصوير معسكرات العدو ورصد تحركات الجنود والضباط ومخازن الذخيرة والمؤن
3-زراعة الألغام في طرق مرور دوريات قوات العدو.
4-تفجير مخازن الأسلحة والذخيرة المتواجدة داخل المعسكرات وفى مناطق التخزين الإستراتيجى .
هذا إلى جانب العديد من العمليات المفاجئة التي كانت تكلف بها وتتم بسرية تامة ،،،
ويعتبر يوم 23مارس 1969م من الأيام المشهودة حيث إستخدم فدائيوا المنظمة الصواريخ لأول مرة الذى قامو فيها بضرب مركز قيادة ورادار العدو بمنطقة البرج ، شرق القناة وعلى بعد ثمانية عشرة كيلو مترا من مدينة القنطرة شرق ، وبعد ضرب البرج توالت الإنفجارات في مخازن الذخيرة والوقود وشوهد العدو وهو يخلى عددا من القتلى والجرحى في منطقة الحدث
ومن أشهر العمليات التي قام أعضاء المنظمة هي :
*عملية ضرب مطار العريش في يوم31أغسطس 1969م ، وتعتبر هذه المهمة من المهام الصعبة نظرا لأن مطار العريش يقع جنوب المدينة في موقع حساس ، ومنطقة المطار كانت مكشوفة ، وبها خدمة مستمرة للدوريات الإسرائيلية .
*كما تم ضرب مستعمرة “ناحال سيناى” الواقعة على بعد 2كم2 شرق المدينة ، والمحصنة تماما ، حيث تمت العملية أيضا بنجاح في نفس يوم31أغسطس 1969م
*كما شهدت بدايات عام 1970م عدة عمليات للمنظمة ومنها :
عملية نسف خطوط المواصلات وأنابيب المياه الواصلة لمدينة القنطرة شرق حيث
وزرع الألغام في المدقات الواصلة لخطوط إمدادات العدو ومنشئاته المقامة بالمنطقة
*وقد أعلنت المنظمة عن عدة عمليات تم تنفيذها ومنها 24عملية إمتدت في عدة مناطق بسيناء في العريش والقنطرة وشرم الشيخ ، ومنها :
*عملية نسف مخازن الأسلحة بمنطقة الخروبة شرق العريش
*نسف عشرات السيارات الإسرائيلية ، بمناطق القسيمة ، وشرم ، وخليج العقبة
*نسف جسور السكك الحديدية وخطوط الإمدادات مخازن الأسلحة وخطوط الإتصالات التي تستخدمها قوات العدو ، في العديد من مناطق شرق العريش ، ورمانة ، ووسط سيناء ، وشرم الشيخ ، كما توسعت المنظمة في عملياتها التي إستهدفت قوات العدو وحققت خسائر له في المعدات والأفراد .
ولقد كان أعضاء منظمة سيناء العربية من مؤسسيها ورجاله المدنيين والعسكريين وراء انتصار أكتوبر المجيد ، فقد كانوا أبطال عظام ، أثروا وطنهم على أنفسهم وكانوا حريصين على سرية عملياتهم وعدم التصريح بتفاصيلها الدقيقة وكثير منهم تعمد البعد عن الأضواء وظلوا مجهولون ، حفاظا على الأسرار الخطيرة والتي تمس أمن الوطن والمقاومة من أجل الدفاع عنه وعن كل ذرة من ذرات ترابه الغالى ،
حقا إنهم أبطال وضعوا الوطن مكان قلوبهم، حملوا رايته فى أحلك الظروف ، تركوا أولادهم الصغار وأسرهم وهم يدركون أن الموت قريب منهم فى كل عملية يقومون بها فى الضفة الشرقية لقناة السويس ،،،
أبطال أقسموا على تحرير أرضهم وتوكلوا على الله في قضيتهم وهم على ثقة ويقين بأن في نضالهم الوطنى الكبير ودورهم الرئيسى في هذه المرحلة ، ودعمهم للقوات الجيش والمساهمة بدور فاعل في إدارة حرب الاستنزاف ، ومهاجمة قواعد العدو ومخازن ذخيرته وقواته بسيناء بهدف إضعافه ، وهو الدور الذى ساهم فى الإنتصار الكبير، في السادس من أكتوبر 1973م ،
أنهم ابائنا أبطال منظمة سيناء العربية ، رموز المقاومة الوطنية على ارض سيناء الحبيبة .

خالص تحياتى / سهام عزالدين جبريل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *