صورة اليوم.. “عملت صياد سمك وصيد السمك غية”
نسمات من الهواء العليل حملت رائحة اليود فسرت فى الروح بشكل متواز مع سريان الدماء بالقلب، وخيوط ذهبية نسجتها الشمس فى لحظات وداعها للسماء، وشاب أرسل سنارته فى حضن الأمواج غير عابئ بالشمس التى داعبته بآخر شعاع لها فى لحظات غروبها وهى تستتر خلف البحر بشكل تدريجى، هذه هى ملامح المشهد الذى التقطته عدستنا فى لحظة لا يعرف متعتها إلا من يقتطع لها وقت من يومه.
بخطوة شبه مستعدة رفع الشاب إحدى قدميه قليلًا عن الأرض وبنظرة إن تأملتها ستجد فيها كثيرا من المشاعر قد تكون ترقب يتناسب مع حركة القدم الذى ينتظر ما يرسله له البحر فى سنارته، وقد تكون حديث الروح مع الأمواج التى تثور وتهدأ مع الكلمات الصامتة.
أعتقد أن هذا الشاب الذى ألقى ببصره إلى مرماه بهذه الطريقة لم يلقه وسنارته فقط، بالتأكيد ألقى معه كثيرا من الأفكار ربما يتعلق أحدها بحبيبة غائبة تمنى أن تشاركه هذه اللحظات التى يختلسها من الزمن، ربما أخذه الحنين إلى ذكريات تمنى أن تعيدها له الأمواج ثانية، وقد تكون أفكاره حول مستقبل لم تتضح ملامحه بعد، كل الاحتمالات واردة فى مشهد لا يمكن أن يفيقه منها إلا رذاذ الأمواج التى ترتطم بالصخور فيشعر بوقعها فى القلب.
مشاعر كثيرة تحملها الصورة التى يمكنك أن تقول عنها إنها “رسائل البحر”، أو تتذكر صوت محمد منير وهو يقول “عملت صياد سمك وصيد السمك غية”.