لماذا انشئت منظمة “سيناء العربية ” سؤال يجاوب عليه اللواء احمد زغلول مهران علي القناه الاولي المصريه
تابعت – هويداالشريف
يعرض برنامج “مصر اولا” بعد ظهر اليوم الاربعاء على القناة الاولى التلفزيون المصري
حلقة خاصة وتاريخ نضال القبائل العربية في سيناء مع اللواء احمد زغلول مهران مساعد مدير المخابرات الحربية عن انسحاب القوات المصرية من سيناء عقب هزيمة يونيو ١٩٦٧، كانت هناك حاجة ملحة إلى بديل عن الجيش المنسحب، وكان لابد أن يكون هذا البديل مدرب وعلى دراية بطبيعة المكان.. ولهذا السبب أُنشئت منظمة «سيناء العربية» من أهل وبدو شبه جزيرة سيناء بديلا عن الجيش أثناء فترة الاحتلال
لعبت « منظمه سيناء العربية» دوراً مهماً فى الوصول إلى نصر أكتوبر١٩٧٣، وكانت تعمل تحت إشراف المخابرات المصرية، وكانت تنقسم إلى ثلاث مجموعات عمل، الأولى مخصصة لتصوير مواقع ومقار العدو، والثانية مجموعة لرصد كل تحركات العدو الصهيونى فى سيناء، والثالثة تنفذ العمليات الفدائية ضد معسكرات العدو الصهيونى فى سيناء، ومن أهم رموز المجموعة الفدائية الشيخ المجاهد حسن خلف، الذى نفذ عدة عمليات فدائية ضد العدو الإسرائيلى، قبل أن يتمكن من القبض عليه، والحكم عليه بالسجن ١٤٩عاماً، وحصل بعد تحريره فى إبريل ١٩٧٤ ضمن صفقة تبادل مع الجاسوس الإسرائيلى باروخ كوهين، على نوط الامتياز من الطبقة الاولي التقيت بشيخي ومعلمي ومثلي الاعلي وقدوتي #الشيخ_حسن_خلف، لكي اساله عن ذكريات الحرب والانتصار، لكنه رفض الحديث عن الماضى قبل أن يوجه رسالة عن الحاضر.
قال الشيخ حسن: «أريد أن أقول لكل من يشوه صورة أبناء سيناء، ويشكك فى انتمائهم، أقول لهم قول الشاعر« إذا أتتك مذمتى من ناقص، فهى الشهادة لى بأنى كامل»، وأقول لمن يحاول إلصاق التهم بأبناء سيناء، عليكم بمن ذهبوا إلى إسرائيل وتزوجوا من إسرائيليات، حتى وصل عددهم إلى أكثر من ٢٨ ألف مصرى فى حوارى تل أبيب، بدلا من التعرض إلى أبناء سيناء والتشكيك فى وطنيتهم، وكفى أن أبناء سيناء تم اختبار وطنيتهم بعد فترة احتلال دامت ١٢ عاماً ومن يشكك فى انتمائهم لم يتم اختبار وطنيته، فلا أدرى هل هو وطنى أم لا؟».
وعن ذكريات النضال حدثني شيخي واستاذي الشيخ المجاهد حسن خلف قائلا: «فى شهر رمضان عام ١٩٦١، كنت فى الضفة الغربية أعد العدة من أجل تدمير مقر الحاكم العسكرى الصهيونى، بالأراضى المحتلة بمدينة العريش، ونقلت ١٢ صاروخاً على ظهور الإبل لمسافة ١٥٠ كيلومترا، برفقة صديق النضال المرحوم براك جهينى، ونصبنا الصواريخ على بعد ٤٠٠ متر من مقر الحاكم العسكرى، ونجحنا فى تدميره. كانت العملية ناجحة جداً وهو ما شجعنى على الاستمرار فى تدمير مواقع العدو، فكان هدفنا الثانى معسكر للعدو بمنطقة بالوظة، حيث قمنا بقصف المعسكر بحوالى ٢٤ صاروخاً، بمعدل مرة فى الشهر، وبمعاونة أبناء سيناء المجندين بالقوات المسلحة، وكانت فرحتنا تزداد عند نجاح كل عملية
واضاف استاذي المجاهد فخر سيناء الشيخ حسن خلف «بعد هذه العمليات قررنا أنا وصديقى «براك» أن نقوم بعملية فدائية ضد مستعمرة ناحل دكلا بالشيخ زويد، وقمنا بنقل ١٢ صاروخا على ظهور الإبل فى عام ١٩٧٠، حتى وصلنا إلى الشيخ زويد ونجحنا فى تدمير المستعمرة، وهى من العمليات التى أثارت غضب الاحتلال، حيث سقط فيها مصابون وقتلى، من الجنود الصهاينة».
واكمل حوارة «فى مايو١٩٧٠ كنت فى مهمة لعملية فدائية تستهدف مطار العريش، وكان معى ١٢ صاروخاً وعند منطقة أبوعصب جنوب قرية بالوظة فوجئت بحصار من جنود الاحتلال الصهيونى، وتم القبض على وتم إيداعى السجون الإسرائيلية، التى تلقيت فيها أبشع أنواع العذاب من كهرباء ومياه مثلجة فى الشتاء القارس وضرب مبرح فى أماكن حساسة والوقوف لمدة ٣ أيام على قدمى».
ومما يجعلك تفخر به اكثر واكثر انه عندما قال : «تم تقديمى للمحاكمة بثلاث اتهامات، الأولى حيازة كمية من الصواريخ حكم علىّ بـ ٩٩ عاما مع الشغل، والتهمة الثانية التدريب على السلاح من دولة معادية وحكم علىّ بـ ٢٥ عاما، والتهمة الثالثة عبور القناة بدون إذن مسبق وحكم علىّ بـ ٢٥ عاما مع الشغل، فكان مجموع العقوبة ١٤٩ عاماً مع الشغل، وظللت معتقلاً حتى تم الإفراج عنى فى إبريل ١٩٧٤ فى تبادل مع الجاسوس الإسرائيلى باروخ كوهين، وبعد ٦ أشهر من اعتقالى تم القبض على صديقى براك جهينى، وتم الإفراج عنا سوياً».
ولما سالته عن عدم شهرة منظمه سيناء العربية قال الشيخ حسن خلف : «أتصور أن ملفات مجاهدى سيناء، تم حبسها فى الأدراج، بسبب أياد خفية تريد أن تطمس تاريخ بطولات سيناء، وإخفاء هذه الملفات جعل كل من هب ودب يتعرض إلى أبناء سيناء بالتشكيك فى وطنيتهم وترك الحبل على الغارب لكل باحث يعبث فى مقدرات هذه الأمة بالأكاذيب والتضليل».
وبصوت ملأته المرارة والحزن أضاف الشيخ حسن: «سيناء الآن تضيع من بين أيدينا بسبب هذا الانفلات الأمنى غير المبرر، وتتلاطمها الأمواج تبحث عمن ينقذها، وتدريجيا سيناء تذهب إلى المجهول، وإذا لم تنتبه الدولة إلى سيناء وتلحق بها قبل فوات الأوان، فإن الأمور ستكون أكثر خطورة مما نحن فيه، لأن سيناء تعبث بها أياد خارجية من جميع أجهزة المخابرات العالمية، وفى الحقيقة سيناء فى خطر، والعدو الصهيونى يتربص كل لحظة، والدولة بوضعها الحالى تساعد على تنفيذ المخططات الصهيونية وأطماعها فى المنطقة».