صور .. تعرف على أول كنيسة أثرية فى مصر
تتعدد المناطق السياحية والأثرية الهامة بكفر الشيخ والتى تحمل مكانة كبرى لدى المواطنين، الذين يطالبون بالاهتمام بها نظرا لمكانتها وقيمتها، مشيرين إلى احتوائها على أقدم كنيسة فى مصر، والتى كان للعائلة المقدسة قصة بها، موضحين فى الوقت نفسه تعدد وعود وزراء الثقافة على مر السنين الماضية بوضع الكنيسة على الخريطة العالمية السياحية، الأمر الذى لم ينفذ حتى الآن، مؤكدين: “لو كانت تلك الكنيسة التاريخية فى أى مكان بأوروبا لتوافد عليها الملايين للزيارة والتبرك “.
كنيسة السيدة العذراء بسخا من الداخل
ما أصل اسم منطقة سخا؟
قال القمص متياس موريس، راعى كنيسة السيدة العذراء بسخا ، إن تاريخ سخا يعود إلى الفراعنة، وكانت تسمى “خاست”، وفى العصر اليونانى “أكسويس”، وفى العصر الرومانى كان اسمها “بلاد السباخ”، وفى القرن الــ10 سميت “يخا أيسوس”، أى القدم، ثم استقرت على اسم “سخا”، وحتى القرن الــ18 فى بداية الدولة الفاطمية ،وكان هذا المكان ديرًا، ولم يكن قد تحول إلى كنيسة، ثم تم بناء كنيسة .
أين تقع منطقة سخا وكيف التوجه للكنيسة؟
وأضاف على عبدالستار مساعد محافظ كفر الشيخ، لـ”اليوم السابع”، أن سخا حى من أحياء مدينة كفر الشيخ وتقع على مسافة 2 كيلو، والمتجه للكنيسة يسلك طريق الجامعة وبعد بوابة الجامعة فى طريق فرعى يتجه الراغب الوصول لها ليصل حتى نقطة شرطة سخا ويسلك الطريق المجاور لنقطة الشرطة وفى منتصف الطريق يتجه يميناً فيجد الكنيسة على يده اليسرى شاهد على كنيسة أثرية لها مكانتها التاريخية .
أحد الكتابات الدالة على تاريخ الكنيسة
هل وضع المسئولون الكنيسة على الخريطة العالمية ؟
قال محمد سعد عبدالله، مرشد سياحى، لم تلق كنيسة سخا الأثرية أى اهتمام من الدولة لوضعها على الخريطة العالمية ، مؤكداً إن الكنيسة من أقدم الكنائس فى مصر، وبرغم زيارات وزراء الثقافة لها إلا أنها لم تلق الإهتمام الذى تستحقه لذا نطالب وزير القافة والسياحة بالإهتمام بالبكنيسة .
وأكد جورج مينا ميخائيل، معلم تاريخ، أن الكنيسة تحفة معمارية جميلة، ويجب أن تهتم بها الدولة وخاصة وزيرى السياحة والثقافة لتكون مزاراً سياحياً عالمياً لتعود للكنيسة مكانتها كما كانت منذ آلاف السنين .
وأضاف أشرف صحصاح، عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، أنه تقدم بخطة للواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ ولوزير الثقافة، لوضع الكنيسة على الخريطة العالمية ودعا لتنظيم رحلات للسياح والترويج للكنيسة فى الدول الأوربية كما يتم الترويج للمناطق الأثرية والسياحية المنتشرة فى عدد من المحافظات المصرية، مؤكداً أن تجاهل المسئولين كان له أثر سلبى لعدم توافد السياح على الكنيسة .
الآثار قدم المسيح على حجر
متى تواجدت العائلة المقدسة بالكنيسة ؟
وأضاف القمص متياس موريس، دخلت العائلة المقدسة منطقة سخا، أوائل القرن الميلادى الأول، ومكثت فيها قرابة 3 شهور، ومنها استكملت رحلتها فى مصر، وعند انتشار المسيحية، تم بناء كنيسة “العذراء مريم” فى مدينة “سخا” بمحافظة كفر الشيخ، مؤكداً أن الكنيسة بنيت على موضع دير كان يسمى دير المغطس، بسبب غمر الماء له، وكان عامرًا بالرهبان حتى نهاية القرن الثالث عشر، وحين هدم الدير اختفى الرهبان، وظلت قدم السيد المسيح، فكتبوا على الحجر كلمة “الله واحد” كعلامة تميز الحجر عن أى حجر آخر،وأخفى هذا الحجر زمنًا طويلًا، خوفًا من سرقته فى بعض العصور، واكتشف هذا الحجر مرة أخرى عام 1984، ونال اعتراف الأنبا بيشوى، مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى.ما الدليل على هروب العائلة المقدسة لمصر؟
قال القمص متياس موريس، راعى كنيسة العذراء مريم بسخا، أن تاريخ الكنيسة يعود إلى رحلة العائلة المقدسة” السيدة مريم ،ويوسف النجار، و”الطفل” سيدنا عيسى عليه السلام”، وأقامت به خلال رحلة الهروب إلى أرض مصر، قادمة من فلسطين بأرض الشام، عبر سيناء والشرقية وسمنود وسخا ووادى النطرون، حتى أقصى الصعيد.
ما الذى تضمه الكنيسة وما الشبه بين تفجير المياه تحت قدم سيدنا إسماعيل والسيد المسيح ؟
وأضاف القمص متياس موريس، تضم كنيسة العذراء مريم بقايا أحد الأعمدة الأثرية، وهى عبارة عن تاج حجرى، مكتوب على ظهره كلمة الله، وبعض القائمين على الكنيسة كتبوا تحتها رقم 1، خوفاً من تحطيمها، وبعدها أُخفى الحجر لفترة طويلة، بدفنه تحت الأرض،وتم اكتشافه أثناء الحفر عام 1984.
جانب من الكنيسة
وقال القمص متياس موريس، بالكنيسة كأس مخصص للتناول، وصينية مصنوعة من الفضة، والماستير، وهو عبارة عن ملعقة، ويعتبر تحفة أثرية نادرة، مدون عليه تاريخ سنة 1213، كما تحتوى على شمعدان مصنوع من الفضة، أهداه الخديو إسماعيل إلى الكنيسة عام 1862، وبها عدداً من المقتنيات الأثرية النادرة، يعود تاريخها للقرن الـ19 الميلادي، تلقتها الكنيسة على سبيل الهدايا من بعض أثرياء الأقباط، أو نذور للكنيسة، ومنها درج للبخور، وصليب، وتيجان كتلك التى توضع على رأس العروسين عند عمل الإكليل ،وتحتوى على مخطوط أثرى نادر داخل الكنيسة يُعتقد أنه مكتوب بيد القمص يوحنا الناسخ، وسمى “البابا كيرلس الخامس”، بالمخطوط عظات الآحاد، وبالكنيسة مخطوط عن دير المحرق، مؤكداً أن قصة تفجير المياه تحت قدم اسماعيل عندما شعر بالعطش، سبقها قصة يسوع المسيح، عندما شعر بالعطش فلامست قدمه الحجر، فتدفقت المياه تحت رجليه، كما طبعت آثار قدمه على الحجر، كما تحتفظ الكنيسة بمنطقة الهياكل، التى تُقام فيها الطقوس الدينية، وعادةً ما تمتلئ بالزائرين، خاصة فى عيد دخول السيد المسيح أرض مصر.
متى رُممت الكنيسة ؟
تم بناء الكنيسة فى القرن الثالث الميلادى فى المكان الذى أقامت فيه العائلة المقدسة، وتهدم معظمها فى القرن السادس عشر الميلادى إلى أن أمر محمد على باشا والى مصر بإعادة بنائها مرة أخرى مع الحفاظ على الطابع الأثرى لها والحفاظ على الأجزاء الأثرية المتبقية منها، وتم إعادة بناء الكنيسة أيام الرئيس جمال عبدالناصر، وفى عام 1968 أعيد بناء صحن الكنيسة ، وخلال عملية البناء ، وتم العثور على رفات أجساد بعض القديسين منهم القديس البطريرك الانبا ساويرس الانطاكى والقديس الانبا زخارياس أسقف سخا إلى جانب رفات أخرى.
ويضيف القس تيموثاوس “، راعى كنيسة السيدة العذراء بسخا، وفى عام 2008 وقع حريق كبير بالكنيسة نتيجة اشتعال دولاب خشبى لسقوط شمعه ،وشارك المسيحيون والمسلمون فى اخماد الحريق ونقل مقتنيات الكنيسة بعيداً عن النيران، وأمر اللواء أحمد زكى عابدين محافظ كفر الشيخ الأسبق بترميم الكنيسة، وساهمت الكنيسة فى أعمال الترميم، واستمرت أعمال الترميم حتى عام 2014 ، وافتتح الكنيسة بعد ترميمها المستشار محمد عزت عجوزة محافظ كفر الشيخ الأسبق فى الأول من يونيو من 2014م فى ذكرى نزول العائلة المقدسة بأرض مصر“.
هل لأثار قدم المسيح معجزات ؟
قال القمص متياس موريس وضعت الكنيسة زيتًا فى تجويف قدم المسيح المنطبعة على الصخر، وبه حدث الكثير من المعجزات كالشفاء من الأمراض، وإعطاء النسل الصالح، وطرد الأرواح الشريرة، كالرجل الذى كان يسكنه الجن، وحين اقترب من موضع قدم المسيح غادرته الروح النجسة أمامنا، ورفع ساقيه عن الأرض ثلاث مرات وهو يخبط فيها بيديه بعنف.
كنيسة السيدة العذراء بسخا
هل كانت الكنيسة مقصداً لحج المسيحيين ؟
قال القمص متياس موريس، راعى كنيسة سخا، إن المؤرخ المصرى المقريزى أكد فى القرن الخامس عشر أن دير المغطس كان يحج إليه المسيحين من سائر الأنحاء فى يوم 24 بشنس كما يحجون إلى كنيسة القيامة فى القدس.
وأضاف كانت العذراء تظهر دائماً فى هذا اليوم لذلك سمى عيد ظهور العذراء مريم، وهدم هذا الدير فى القرن الخامس عشر وحتى الآن يُقام القداس كل عام فى نفس التاريخ، ويأتى المسيحيون من كل أنحاء العالم.
متى تحتفل الكنيسة بعيد دخول المسيح وكيفية الاحتفال؟
قال القس متياس موريس، راعى كنيسة سخا ، تحتفل الكنيسة فى الأول من يونيو، بعيد دخول المسيح أرض مصر، يحضره الكثير من شعب الكنيسة، يزف الصليب فى هيكل الكنيسة، يمسك الكاهن بالمبخرة، يرتفع البخور المقدس ليغمر وجوه الشمامسة الذين يلبسون التونية “ملابس الخدمة الكنسية”، ويحملون صلبانًا خشبية يطوفون بها فى هيكل الكنيسة على أصوات الألحان القبطية، ثم يخرجون منه إلى شعب الكنيسة، فيستقبلهم الناس بالزغاريد، ويحاولون مس الصليب بأيديهم، وفى نهاية زفة الصلبان يمسك أحد الشمامسة بالحجر المقدس الذى تظهر عليه قدم المسيح، بالإضافة إلى رفات القديسين فى أنابيبها الخشبية، ويحاول الناس من جانبى الكنيسة نيل البركة بلمسه، بعدها يعود الكهنة للهيكل، ويبدأ طقس تطييب رفات القديسين.
ما الطقوس التى تتبع فى تطيب الرفات ؟
قال القس متياس موريس، راعى كنيسة سخا ، يصنع حنوط البركة، وهو المادة المستخدمة فى التطييب فى طبق حديدى، يسكب الكاهن زيتًا من العطر، وزيت الناردين المعطر، وهو أحد الزيوت المقدسة لدى المسيحيين، سكبته امرأة على وجه المسيح وفرح بذلك، ويوضع المزيج مع مواد كيميائية عطرة لتصنع منها ما يشبه العجينة التى تتلى فوقها الصلوات والتراتيل، ويدهن به الأنبوب المعدنى الذى يحتفظ برفات القديس ، وتطييب الرفات ، ويوزع القس الحنوط على الكهنة وشعب الكنيسة أجزاء مما صنعه من حنوط مبارك، يدهنون به أجساد القديسين، ويتقافز الناس من الخارج يلقون بالمناديل والإيشاربات والشيلان لتلتصق بالحنوط فتنال البركة، يقفز الجميع إلى داخل حلقة التطييب أو يرمى متعلقاته كمن يقفز فى بركة سباحة، ويساعد من فى الداخل طالبى البركة بالخارج، لتتبارك مناديلهم برفات القديسين.
الكنيسة قطعه جمالية وفنية ولوحات ورسومية دينية
ما أسماء القديسين التى تحتفظ برفاتهم ؟
قال القس متياس موريس، راعى كنيسة سخا، تحتفظ الكنيسة بالكثير من رفات القديسين فى مقصورات خشبية، حيث تحرص الكنائس القبطية على الاحتفاظ بأجزاء من أجساد قديسيها أو متعلقاتهم الشخصية فى أنابيب معدنية تغطى بأستار، وتوضع فى مقصورات تضاء لها الشموع، ومن بين تلك الأجساد الطاهرة رفات القديس زخارياس، أسقف سخا فى الفترة من 695 م – 725 م، وتم اكتشاف رفاته أثناء تجديد الكنيسة عام 1968، وكان عالمًا وكاتبًا، ووضع رفاته فى أنبوبة خاصة.. صليب يعود للقرن الثامن الميلادى، وكذلك رفات القديس الأنبا ساويرس الأنطاكى فى فترة هروبه إلى مصر، فقد أقام بسخا عند رجل يدعى دوروثاؤس، وعندما توفى سنة 538، ونقل جسده غرب الإسكندرية ببرج العرب، احتفظت الكنيسة ببعض رفاته.
روعة وجمال سقف الكنيسة ورسومات جمالية
بعض المقتنيات المحتفظ بها بالكنيسة
الأوانى المحتفظ بها بالكنيسة
جانب من المقتنيات
جانب من الصور والمقتنيات والآثار
احد المحتويات الهامة بالكنيسة
لوحات متعددة أثرية ولها مكانتها بالكنيسة
اناجيل أثرية محتفظ بها فى الكنيسة
لافتة توضح الصلاة قبل وبعد التناول
من الصورة المقدسة بمدخل الكنيسة
موقع سخا على الخريطة
راعى الكنيسة يوضع أثار قدم المسيح
لفظ الجلالة الله على الجهة المقابلة للحجر وبجواره رقم واحد
جانب من كنيسة السيدة العذراء