ختام المؤتمر العربي السادس عشر في إدارة المستشفيات
هناء السيد
اختتمت اليوم أعمال المؤتمر العربي السادس عشر الأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات بعنوان (بناء أنظمة رعاية صحية مرنة وقادرة على التكيف في ظل الركود الاقتصادي الراهن في العالم العربي) برعاية معالي الدكتور/ أحمد عماد الدين راضي – وزير الصحة والسكان بجمهورية مصر العربية، وبالتعاون بين المنظمة العربية للتنمية الإدارية وشركة المواساة للخدمات الطبية بالمملكة العربية السعودية، وذلك خلال الفترة من 3 – 5 ديسمبر 2017 بمدينة القاهرة.
وعلى مدار ثلاثة أيام تم عقد 8 جلسات عمل، نُوقشت خلالها 22 بحث وورقة عمل قدمها نخبة متميزة من الخبراء والمتخصصين في مجال النظم الصحية والصحة العامة والإدارة الصحية والاقتصاد.
وصرح الدكتور/ ناصر القحطاني – مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية، أن المؤتمر تناول خلال جلساته استعراضاً للوضع الراهن للأنظمة والسياسات الصحية، والقاء الضوء على نقاط القوة والضعف والتحديات والفرص المتاحة لتحسين أداء تلك الأنظمة والتي تم رصدها من قبل الباحثين والهيئات الدولية المعنية.
وأتسمت المناقشات خلال فعاليات المؤتمر بعمق المضامين والواقعية والحرص على تبني أفضل المبادرات التي تنهض بالأنظمة الصحية العربية، لمواجهة تحديات بناء أنظمة صحية مرنة ومتميزة، قادرة على الصمود والتكيف مع الركود الاقتصادي ومحدودية الموارد الاقتصادية المتاحة.
وقد خلصت المناقشات خلال جلسات المؤتمر إلى البيان الختامي والتوصيات التالية:
أهمية بناء النظم الصحية العربية على مفاهيم تعزيز الصحة والوقاية باعتبارها ركيزة أساسية تنطلق منها تلك النظم والسياسات الصحية. اضافة إلى ضرورة قيام وزارات الصحة بالدول العربية بإدماج المحددات الصحية والصحة العامة ضمن أهداف كافة السياسات والبرامج التنموية الوطنية لتحقيق أبعاد التغطية الصحية الشاملة “الصحة في جميع السياسات”. وأيضا أهمية تبني الأنظمة الصحية العربية لبرامج الرعاية الصحية الأولية المرتكزة على مفهوم طب الأسرة كمدخل أساسي للخدمات الصحية بما يكفل تحقيق العدالة والمساواة والكفاءات والفاعلية. وكذلك أهمية قيام الدول العربية بالعمل سوياً لتحديد الأولويات الصحية وإعداد برامج انتقائية مشتركة لوضع الحلول المناسبة في إدارتها وتنفيذها وتحقيق أكبر مردود ممكن منها. وأهمية قيام المؤسسات الصحية بتبني وتنفيذ المبادرات والبرامج الريادية في الإدارة الصحية الحديثة التي تضمن حقوق المريض ومن أهمها الرعاية المتمحورة حول المريض وكذلك مفهوم ومبادرة تجربة المريض .
وإعلاء برامج وتأهيل القوى العاملة الصحية بكافة مستوياتها وفئاتها وتخصصاتها أهمية قصوى لقيادة وإدارة المرافق الصحية بكفاءة وفاعلية لمواجهة التطورات المتلاحقة في الأنظمة الصحية العالمية، و أهمية تطبيق مفهوم حوكمة القطاع الصحي بما يتضمنه من معايير واشتراطات تكفل تحقيق النظم الصحية لأهدافها، والتأكيد على تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في المجال الصحي ورفع مساهمته جبالشراكة مع القطاع العام باعتبارهم مقدمي الخدمات الصحية على المستوى الوطني ومشاركته في إدارة وتشغيل الخدمات الصحية بعد وضع التنظيمات والمعايير والضوابط اللازمة لتلك الشراكة، بما يحقق عدالة توزيع الخدمات الصحية وسلامتها ومأمونيتها، والاهتمام بتطوير البحث العلمي لدراسة أهم وانجع السبل والمبادرات ذات المردود المتميز بتكلفة مناسبة بما يعزز مبدأ اقتصاديات الصحة، وأهمية تبني نظام تأمين صحي اجتماعي تعاوني كأحد مصادر تمويل الخدمات الصحية، بما يكفل التغطية الشاملة لكافة المستفيدين وخاصة الفئات الأكثر احتياجاً.