وعلى هامش الافتتاح، قال الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، إن مكتبة دير سانت كاترين تراث دينى وفنى، وإن الوزارة حريصة على الحفاظ عليها بكل مقتنياتها، مؤكدًا اتنهاء أعمال التطوير بالمكتبة، وفقا لما تم الاتفاق عليه بالتوصيات التى جاءت على هامش ملتقى الأديان، مشيرًا إلى أن المكتبة عمل ثقافى علمى أثرى سياحى متميز.
وأكد الوزير فى تصريحات صحفية، أن دير سانت كاترين رمز للتسامح والتقاء الأديان، وهى من أهم سبع مواقع مصرية مسجلة على قائمة التراث العالمى، حيث تحتوى المكتبة على 6 آلاف مخطوط وأكثر من 6 آلاف كتاب علمى وفلكى وطبى ودينى، مشيرًا إلى أن أعمال التطوير بها بدأت منذ 4 سنوات.
وأشار إلى الحدث الثانى الذى تم افتتاحه هو فسيفساء التجلى التى توجد بالكنيسة الكبرى بالدير، وتعد من أهم وأشهر الفسيفاء على مساحة 46 مترا مربعا وتمثل السيد المسيح، وتم ترصيعها بألف و500 قطعة فسيفساء صغيرة وبدأ العمل بها منذ عام 2005.
وأوضح أن ما تم يعد أكبر رسالة للعالم على مدى الأمن والأمان الذى يعم سيناء، ورسالة أن مصر عريقة وقديمة جدا.
ومن ناحيته، قال الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية، إن دير سانت كاترين، مكان ريادة لكافة الأديان السماوية وتطويره يعد جانب هام من جوانب التنمية بسيناء التى وجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل تحقيق تنمية مستدامة هدفها تحسين مستوى مواطنى سيناء .
ورحب اللواء خالد فوده محافظ جنوب سيناء بجميع الضيوف، مؤكدا أن جميع المسئولين بالدولة لا يدخروا جهدا فى سبيل تنمية المحافظة، لافتًا إلى أن العلاقة بين جميع التنفيذين بالمحافظة والدير علاقة ود وتربطها المحبة والمودة وأننا لا نتأخر عن دعم الدير وحل كافة المشاكل التى تواجهه .
فيما تقدم الأنبا ديمانيوس ديمترى مطران دير سانت كاترين بالشكر للواء خالد فوده محافظ جنوب سيناء، والدكتور خالد العنانى وزير الآثار وجميع الجهات التنفيذية بمدينة سانت كاترين لدعمهم المستمر لدير سانت كاترين والعمل المتواصل الذى استغرق أكثر من 4 سنوات لتطوير مكتبة الدير الذى تعد ثانى أكبر مكتبة فى العالم بعد مكتبة الفاتيكان، مضيفًا أنه يأمل أن يصل الدعم والتطوير للجناح الثانى للمكتبة.
وأكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء، بأن مكتبة دير سانت كاترين تعد الثانية على مستوى العالم بعد مكتبة الفاتيكان، من حيث أهمية مخطوطاتها، فإنها تجسيد حى تاريخى لتلاقى وحوار الأديان واللغات والحضارات، وتضم ستة آلاف مخطوطة، بالإضافة لألف كتاب حديث بـ 13 لغة، تمثل 13 ثقافة وحضارة “اليونانية واللاتينية والعربية والجورجيانية والسوريانية والقبطية والإثيوبية والسلافية والأمهرية والأرمينية والإنجليزية والفرنسية والبولندية”، وتضمنت الديانة والتاريخ والجغرافيا والفلسفة”.
وقال خالد عليان مدير آثار سانت كاترين وفيران، إن تكلفة ترميم مكتبة سانت كاترين 2 مليون دولار، بتكلفة من وزارة الآثار، موضحًا أن عمليات ترميم فيسفساء مكتبة التجلى تمت على نفقة الدير.
وأكد عليان أن الترميم يتضمن الاحتفاظ بالمخطوطات والوثائق الموجودة فى المكتبة بمكان آمن، لحين الانتهاء من عمليات الترميم، كما تم تطوير عملية مراقبة المكتبة عن طريق كاميرات مراقبة وإنذار للحريق ومراجعة شبكات الصرف الصحى والكهرباء الخاصة بالمكتبة، وإنشاء استوديوهات بفتارين جديدة حتى يتم حفظ المخطوطات بداخلها.
وأوضح “عليان” أنه تم تنظيم درجات الحرارة والرطوبة بالمكتبة عن طريق استخدام أجهزة خاصة تحافظ على درجة حرارة واحدة بجميع أنحاء المكتبة، وتحتوى المكتبة على العديد من الوثائق والمحفوظات ذات اللغات المتعددة مثل اللغة العربية واليونانية واللاتينية والسريانية والثمودية والحبشية والجورجية وغيرها.
وأكد أن أهم وثيقة موجودة بالدير هى نسخة العهدة المحمدية الموجودة حاليًا فى متحف “طبقا سراى” بتركيا، حيث كانت هذه الوثيقة موجودة بالدير، وحينما قام السلطان سليم الأول باحتلال مصر عام 1517 زار الدير وأخذ هذه الوثيقة وترك نسخة منها للدير.
وأوضح “عليان” أنه يوجد العديد من الوثائق والمحفوظات التى تمت إعادة نسخها مرة أخرى تعرف باسم “بالمسست” وهى عبارة عن مخطوطات تم نسخها ومسح المحتوى المكتوب بها وإعادة كتابة نصوص أخرى، وعن طريق استخدام كاميرات تصوير رقمية ديجتال والأشعة فوق الحمراء ويتم استرجاع الكتابة القديمة، وباالتالى يمكن استرجاع المخطوط القديمة إلى التاريخ مثل القرن الخامس الميلادى وعليه نص آخر يرجع إلى كتابة أحدث فى القرن الثامن أو التاسع الميلادى.
وأكد عليان أن عدد هذه المخطوطات يبلغ 600 مخطوط، أما إجمالى المخطوطات والوثائق بدير سانت كاترين تبلغ نحو 6 آلاف مخطوطة ووثيقة، كما شددت قوات أمن جنوب سيناء، تأمين مداخل ومخارج المدينة والتشديدات الأمنية حول مداخل ومخارج الدير، وتفتيش جميع القادمين إلى الدير بلا استثناء.