أخبار دولية

انطلاق أعمال المؤتمر العربي الدولي الرابع للعلاقات العامة

كتبت: هناء السيد

بدأت اليوم أعمال
المؤتمر الدولي الرابع للعلاقات العامة “استراتيجيات التواصل لرسم الصورة الذهنية للدول والمجتمعات” والذي تعقده  المنظمة العربية للتنمية الإدارية – في القاهرة -جمهورية مصر العربية، وذلك خلال الفترة 17 – 18 ديسمبر 2017.

افتتح المؤتمر الدكتور ناصر الهتلان القحطاني مدير عام المنظمة بكلمة قال فيها إن موضوع المؤتمر يطرح ” استراتيجيات التواصل لرسم الصورة الذهنية للدول والمجتمعات وحول هذا العنوان أود الإشارة إلى بعض الملاحظات أولا صناعة الصورة الذهنية عن دولة ما او مجتمع يجب أن تأخذ في الحسبان الصورة الشاملة بما في ذلك السياسي والاقتصادي والتقني والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والجغرافي وكيف تريد أن تقدم هذه الصورة إلى العالم او المسرح العالمي.

وكذلك الاهتمام بالصورة الذهنية لمجتمع ما يكون بغرض أن تكون أداة استراتيجية لتعزيز الميزة التنافسية للدولة ولبناء ميزة استراتيجية بغرض التنمية الاقتصادية.

إن الغرض من الصورة الذهنية عن دولة او مجتمع ما لا يعني تزوير الحقائق أو إعطاء صورة غير حقيقية عن المجتمع، كما إن بناء أو صناعة الصورة الذهنية عن مجتمع ما أو دولة ما ليست مسئولية جهة واحدة أو مجموعة واحدة فقط بل مسئولية الجميع.

إن معظم الصور الذهنية لا تصنع من فراغ بل يكون مصدرها العادات والثقافة الموجودة أصلا وهذا يطرح مجموعة من الأسئلة ماهي الصورة الذهنية التي نريد إيصالها للعالم عن مجتمعنا او مجتمعاتنا العربية؟

ماهي الصورة الذهنية المعاصرة عن العرب وماهو دور الاستشراق والاعلام والسينما الغربية في خلق الصورة الذهنية الراهنة عن العرب، وبالنسبة للاستشراق هناك بعدان أولا بعد طبيعي يتمثل في دراسة وتشخيص الأخر من خلال آليات وأدوات تحليل غربية وهناك بعد متعمد ومشبوه يهدف إلى خلق صورة سلبية عن العرب وعن المجتمع العربي لأغراض سياسية ودينية وثقافية، وبالنسبة للإعلام والسينما( هوليوود) يمكن ان نرى الصورة التي تم ترسيخها عن العرب في الأذهان بنظاراتهم السوداء ومن هذا المنطلق نأمل ومن خلال هذا المؤتمر ومن خلال جلساته ومحاوره ان تساهم المنظمة العربية للتنمية الإدارية في خدمة المجتمع العربي وبما يعزز الصورة الذهنية المناسبة عنه.

وفي كلمته إلى المؤتمر قال الدكتور الصادق المهدي وزير تنمية الموارد البشرية في السودان  اننا نبحث في موضوع بالغ الاهمية لحكوماتنا ومؤسساتنا ودولنا , انه موضوع بناء الصورة الذهنية حيث لازلنا نعالج مساراتها بتلقائية مفرطة قادت احيانا لكوارث صادمة وبالغة التعقيد في تشوية السمعة الدولية لمؤسساتنا ودولنا على وقع اخطاء لا نجد لها تبريرا سوى ضعف المهنية وعدم ايلاء مهام بناء الصورة الذهنية الاهتمام المناسب , الامر الذي ترتبت عليه خسائر يصعب معالجتها بسهولة خاصة وأن دولنا تواجه تحديات معروفة لنا جميعا  . وعليه فلا يمكن ان نترك الامر على الغارب دون اهتمام وادارة واعية وكفؤة تتولى منظومة العلاقات العامة في وزاراتنا ومؤسساتنا وصولا لمستوى الشركات والمنظمات الوطنية .

لقد بات جمهور القرن الحادي والعشرين مختلفا كليا عن الماضي حتى القريب منه , من حيث درجة وعيه وحساسية تلقيه الاخبار وتعدد مصادر ثقافته .

أن طوفان المعلومات وسرعة الاتصالات وسهولة النفاذ اليها والانتشار الفائق لوسائط التواصل الاجتماعي المتسارعة في الظهور والانماط , جعلت من اليات بناء الصورة الذهنية مختلفة عن المتعارف عليه في ظل التخمة المعرفية التي تتهالك وتنطلق وتنبثق باطراد يتفوق على التوقعات .

تأسيسا على ما تقدم , فأن مفهوم الصورة الذهنية كما نراه يجب ان يتجه نحو قواعد راسخة تتسق وتوائم مع منظومتنا القيمية والاخلاقية لذا فأن احترام القيم الانسانية وتبادل الثقة مع الجمهور والابتعاد عن التضليل او المغالطات والتشويه في حقن البيانات والمعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام ووسائله المختلفة يجب ان يكون من السمات  الاساسية لممارسات العلاقات العامة في دولنا العربية .

وكذا فإننا نتفق مع الرأي القائل بان الصورة الذهنية ليست وسيلة دفاعية تستهدف تضليل الاخرين وانما هي اسلوب فعال لكسب الثقة واحترام الاخر خارج اي تسويغ يدفع بقبول الكذب والخداع في التأثير والبيان تحت عنوان العلاقات العامة وعلى مستوى الحكومات او المؤسسات .

وقالت معالي السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الإعلام والاتصال في جامعة الدول العربية هذا المؤتمر الذي يتناول موضوعاً في غاية الأهمية رفقة هذه الكوكبة المتميزة من رجال السياسة والإعلام والفكر ، وذلك لمناقشة استراتيجيات التواصل التي تعكس الصورة الذهنية للمجتمعات والدول وتسليط الضوء على التجارب المختلفة في هذا المجال بهدف تطوير مستقبل العلاقات العامة في الوطن العربي ، وتعزيز دور الإعلام العربي ليتمكن من مواجهة الأزمات التي تهدد أمن واستقرار المجتمعات العربية وعلى رأسها ظاهرة الإرهاب التي تخطت كل الحدود والتوقعات .

وما من شك أن الإعلام العربي يعد من أهم ركائز أي مجتمع، حيث يتم الاعتماد عليه في تشكيل الرأي العام تجاه قضايا مجتمعية كثيرة ، وهو الذي يسهم في رسم أو تحسين أو تشويه الصورة الذهنية للمجتمع في الداخل والخارج . ولذلك يجب أن يلعب الإعلام دوراً فعالاً في حماية العقل العربي لتحصين مجتمعاتنا والمحافظة على مكتسباتها الوطنية .

إن المنطقة العربية تشهد تحديات خطيرة ، فبالإضافة إلى الأزمات والحروب التي تعصف بالمنطقة جاء التحول المؤسف في موقف الولايات المتحدة الأمريكية بقرار نقل سفارتها إلى مدينة القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، وهو ما يشكل سابقة خطيرة تنسف القانون الدولي والشرعية الدولية، وخطوة تزيد المشكلات الإقليمية والدولية تعقيداً وتوتراً ، كما أن هذا الاعتراف سوف يطلق يد سلطة الاحتلال في محو الهوية الدينية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ، وتغيير معالمها ، وتنفيذ المخططات التهويدية لها، وهي جريمة يجب أن يدينها العالم أجمع .

وفي هذا السياق ، وفي إطار التحرك الإعلامي العربي تحت مظلة جامعة الدول العربية ، وبالتنسيق مع الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون الفلسطينية ، ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية ، والهيئة الوطنية للإعلام بجمهورية مصر العربية و تحت الإشراف الفني لاتحاد إذاعات الدول العربية ، ينظم هذا اليوم الاحد ابتداء من الساعة العاشرة صباحا ، اليوم الإعلامي العربي الموحد لمساندة الشعب الفلسطيني ونصرة القدس الشريف في بث مفتوح لمدة عشر ساعات  ، ويهدف إلى نقل رسالة إعلامية واضحة وقوية من فلسطين والدول العربية إلى العالم بأسره مضمونها بأننا نتمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وغير القابلة للتصرف في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، والرفض القطعي للقرار الأمريكي والتصدي له بكافة الوسائل المشروعة والمتاحة .

وندعو من هذا المنبر كافة الإعلاميين من كافة وسائل الإعلام للمشاركة فيه ودعمه ليحقق الهدف المنشود منه ، وهي رسالة سامية نتحمل جميعا مسؤولية تبليغها .

وقالت الدكتورة رانيا عبد الرزاق المنسق العام للمؤتمر ورئيس المجموعة الدبلوماسية والعقارية والسياحية بالمنظمة العربية للتنمية الإدارية لقد حرصنا خلال مؤتمرنا الحالي على استعراض افاق التواصل الجديدة بعالمنا ككل وعرض اهم الاتجاهات الأساسية في إدارة التواصل فيً اساسياً حيث باتت استراتيجيات التواصل لاعبا منظومة الفرد والمؤسسات والحكومات بل والدول نفسها.   لصعوبات الوضع الراهن بالوطن العربي من أكثر من زاوية. ً سيتناول المؤتمر تحليلا ويطرح تساؤلات هامة عن الكيفية التي يتواصل بها صناع القرار مع جماهيرهم، وهل هناك دورا للمسئولين والحكومات في بناء الثقة على وسائل التواصل الاجتماعي؟ وذلك من خلال عرض لبعض التجارب الدولية والعربية في هذا الإطار.  وهل أساليب التواصل المتبعة تعتمد على الحوار المتبادل وتوفير قنوات اتصال فاعلة، ام هي مبنية على فرض الرأي. كم سيتطرق المؤتمر لمناقشة مفهوم الدبلوماسية من مفهوما التقليدي الى نطاق أوسع ودورها في التواصل، وأيضا ابراز دور الوعي والمنطق والعاطفة في فعالية التواصل ونقل الرسالة الصحيحة. وما دور المؤسسة في فترات الشدة وفي أوقات الاستقرار؟ كم سيقدم المؤتمر بعض تجارب التواصل لبعض الأجهزة الحكومية في الدول العربية والأجنبية. وسيتم تناول الموضوعات السابقة على مدار يومان خلال سبعة جلسات عمل يقدمها نخبة مختارة  من المتحدثين المتميزين والذين يمثلون اثنى عشر دولة عربية  الجزائر، السعودية، السودان، العراق، اليمن، البحرين ، تونس ، فلسطين، ليبيا، موريتانيا، ومصر ، وذلك للتأكيد على دور المنظمة الرائد في دعم وتسهيل منظومة التواصل بين الشعوب العربية.

وعليه، فأننا ندعو الى اهتمام ثابت ودعم فعال لأعمال العلاقات العامة يتقدم ذلك اليات ادارتها وتنظيمها بصفتها نشاطا اداريا حيويا. كما ندعو الى تمويلها وتزويد اداراتها بالوسائط التكنولوجية المتقدمة ورفد اطرها البشرية بالتدريب الناجز وبنفس المنحى دعم البحث والدراسات في مجالاتها المختلفة وصولا لاعتماد منهجية قوية تجعل من العلاقات العامة وسيلة واداة فعالة بيد الدولة ومؤسساتها على مسارات خدمة اهدافها وتمكينها وصولا لوضع استراتيجية وطنية رفيعة المستوى لادارة السمعة والصورة الذهنية للدولة ومؤسساتها.

 

تتناول الجلسات لى مدار يومين أهمية رسم صورة ذهنية للدولة وآليات خلق هذه الصورة والتي أصبحت ضرورة تسويقية لا غني عنها، ومن هذه النقطة يناقش المؤتمر كيفية خلق صورة ذهنية مميزة لكل دولة عن طريق التركيز على هدف محدد” كيفية التميز عن الأخرين: التمييز والتنوع” كما تناقش الجلسات كيف يجب استخدام بحوث التسويق ونظم المعلومات التسويقية العالمية والحديثة بشكل مبدع واستراتيجي، لإدارة سمعة الدولة، كما يخصص المؤتمر جلسة عن  الاتجاهات الجديدة في سائل التواصل الاجتماعي ثم تأثيرها على مستقبل العلاقات العامة التقليدية في مجال التواصل، وأهمية التعاون من أجل تطوير العلاقات العامة في العالم العربي، ومستقبل الإعلام في الوطن العربي، وكذلك العلاقات العامة والدعاية الإعلانية: التحول من أعداء إلى أصدقاء.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *