اختيار الكويتيه د هيله المكيمى رئيسة تنفيذية لمبادرة «المرأة في القيادة والحكومة» المكيمى اختيار جامعة كاليفورنيا يعد انجازا يحسب لرصيد الكويت عالمياً،
هناء السيد
اختارت جامعة كاليفورنيا – لوس أنجلوس الأميركية (يو.سي.ال.أي) الأكاديمية الكويتية د. هيلة المكيمي رئيسة تنفيذية لمبادرة «المرأة في القيادة والحكومة»، والتي تسعى إلى تعزيز مشاركة المرأة سياسيا وفق أسس علمية، الى جانب تبادل الخبرات والمعلومات بين القيادات النسائية العالمية، وإقامة شبكة من العلاقات المعرفية وتسليط الضوء على ابرز المشاكل والتحديات التي تواجه عملها.
و، قالت مديرة المبادرة د. فيجيتا يانقو هي مبادرة دولية تتفاعل معها القيادات النسائية العالمية لتبادل الخبرات وإقامة شبكة من العلاقات المعرفية الرامية الى تحسين الأداء في القيادة والإدارة، وتعزيز التبادل المعرفي، والسعي لاستقطاب الكفاءات النسائية الأكاديمية، وجاءت المبادرة الان لتسد الفراغ الموجود على مستوى العالم، فهناك نساء كثيرات يواجهن مشاكل بالعمل السياسي في بلدان كثيرة ومتفرقة.
وأوضحت يانقو أن المبادرة انطلقت من قبل طرفين رئيسين بالجامعة الأميركية، الأول قسم البرامج الدولية والاستراتيجية، الذي سيقوم بالجانب المتعلّق بالبحث العلمي والأكاديمي، والثاني مركز «اندرسن» للإدارة، ويعتبر هذا التعاون الأول بين الإدارتين في الجامعة، فقد درجت العادة على أن يتبع كل برنامج أو مبادرة إدارة معينة.
وتسعى لتعزيز مشاركة المرأة سياسيا وفق أسس علمية ومدروسة، للتعرف على المشاكل والمصاعب والتحديات التي تواجه عملها القيادي والحكومي، إضافة إلى ابرز المحفزات والمشجعات لأداء المرأة المتميز في الحكومة والقيادة على المستوى العالمي.
واكدت انه سيتم تشكيل مجلس استشاري للمبادرة تتألف عضويته من 10 إلى 15 سيدة من بلدان العالم، لرسم استراتيجية العمل وتحقيق الأهداف المرجوة في مقبل السنوات، مشيرة الى ان مدة عمل المجلس ستكون من 3 إلى 4 سنوات لكل دورة.
وأشارت إلى عدم تأييدها شخصيا لنظام «الكوتا» بالنسبة لعمل المرأة بالمناصب القيادية، وذلك بعد معرفة نتائج التجربة في الكثير من الدول التي تعمل بالنظام، فهي لا تأتي بأفضل النتائج المتعلّقة بالممارسة المتميزة للمرأة، وهذه إشكالية تواجها معظم الأنظمة العاملة بـ«الكوتا».
إنجاز كويتي
بدورها، قالت الرئيسة التنفيذية للمبادرة د. هيلة المكيمي ان اختيارها للمنصب من قبل الجامعة يعتبر انجازا يحسب لرصيد الكويت عالمياً، مبينة ان المنصب أكاديمي بالدرجة الأولى، وجاء نتيجة عملي مع فريق عمل مع الجامعة الأميركية طوال العامين الماضيين، وكان الفريق يتحدث عن قضية رئيسية متعلّقة بالمرأة وتجربتها بالعمل الحكومي.
ولفتت المكيمي الى ان المنصب جاء ليثبت ان المرأة الكويتية قادرة على إثبات نفسها على المستوى الدولي، والمشاركة ضمن فريق عالمي لطرح قضايا دولية، فالمبادرة ليست سياسية بل أكاديمية بالدرجة الأولى، وضعها باحثون بهدف تقديم دراسات معمقة بشأن المرأة وعملها القيادي والحكومي سواء في الكويت أو في بلدان أخرى، وستكون للمبادرة مؤتمرات دولية وورش عمل إضافة إلى فعاليات بمشاركة نساء كويتيات للاستفادة وتبادل الخبرات.
مؤتمر وزاري
وأشارت المكيمي إلى قرب عقد أول مؤتمر وزاري بعد تأسيس المجلس الاستشاري للمبادرة لتداول إحدى القضايا التي سيتم تحديدها لاحقا، بحضور وزيرات من بلدان مختلفة، من اجل الاستفادة وتبادل المعلومات والخبرات، وسيكون للمبادرة مقر مشترك في أميركا والكويت.
وبشأن نظرتها لعمل المرأة الحكومي والبرلماني في الكويت مؤخرا، قالت المكيمي: شاهدنا 4 سيدات يصلن إلى البرلمان في 2008، وانخفض العدد إلى واحدة، ثم غابت المرأة وعادت راهنا عضوة واحدة بالبرلمان، وذلك التغيير ناتج عن اختيار الناخب الكويتي، ونحن نحتاج لدراسة اختيارات الناخب، والأسباب التي أدت إلى إحجام المرأة عن المشاركة والطرق المناسبة لتحفيزها، وكيفية خلق وعي اجتماعي بأهمية مشاركتها السياسية والبرلمانية.
أعربت د. فيجيتا يانقو عن اعجابها بوضعية المرأة في دولة الإمارات مقارنة بدول خليجية أخرى، ففي 2006 تم تعيين أول وزيرة في الحكومة هناك، وبعد سنوات قليلة ازداد العدد الى 8 وزيرات حاليا، وذلك دليل على التطور، وأن المرأة أثبتت نجاحها في بلادها بالمناصب القيادية والحكومية. اما في الكويت، فإن الوضع متطور أيضا، وعلى الرغم من ان هناك وزيرتين فقط بالحكومة، فإننا نرى المرأة تتقلد وظائف وكيلة وزارات وضمن وظائف اشرافية بوزارات مهمة، مما يؤكد ان الحكومة تعتبر دور المرأة محوريا في رسم سياساتها.
أوضحت د. هيلة المكيمي أن المبادرة فرصة مهمة للكويت للاستفادة من الخبرات الأكاديمية الكبيرة التي تحظى بها الجامعات الأميركية، لا سيما أن جامعة «يو.سي.ال.أي» تعتبر الجامعة الحكومية الأولى على مستوى الولايات المتحدة، وميزانيتها السنوية تفوق الـ7 مليارات دولار، ويصل عدد طلابها إلى 50 ألف طالب، وتتبنى مشاريع كبرى.
وشددت المكيمي على وجوب دعم المرأة من قبل كل قيادي في الدولة، وان ينبع ذلك الدعم من القناعة بأهمية مشاركتها واستمراريتها، حتى لا تكون مشاركة موسمية باختيارها عند وجود ضغوط خارجية على الكويت أو ما شابه، داعية إلى ان تكون مشاركتها على المستوى الحكومي والقيادي من منطلق قدراتها وكفاءتها وتميزها وإمكاناتها.
قرار صحيح..ذكرت د. فيجيتا يانقو أنها وجدت تفاعلا كبيرا خلال زيارتها الحالية للكويت سواء من المسؤولين او المواطنين، وأن ذلك يعطي مؤشرا بأن اختيار الجامعة الاميركية لشخصية كويتية رئيسة تنفيذية للمبادرة كان قرارا صحيحا، وأن المبادرة تسير نحو النجاح.