رئيس لجنة الفتوى بالجامع الأزهر: الإلحاد زاد خاصة عند البنات.. أغرب قضية كانت لزوجة أنجبت وتنازع رجلان على نسب الطفل وفوجئنا أنه ليس لكلاهما.. وأكثر ما يسأل عنه المصريون “الطلاق والزواج والميراث”
كشف الدكتور عبدالهادى زارع، رئيس لجنة الفتوى بالجامع الأزهر الشريف، استقبال اللجنة لجميع المصريين، حيث يتوافد عليها المسلم والمسيحى، مضيفا أن أكثر الأسئلة التى تشغل بال المصريين تكون عن الطلاق والزواج، لافتا إلى أن هناك مشاهير يأتون اللجنة لطرح أسئلتهم والحصول على إجابة، بالإضافة إلى توافد مواطنين من كافة البلدان العربية والذين عجزوا عن الوصول لمن يفتيهم ببلدانهم نظرا لاعتماد تلك البلدان على الأخذ بمذهب واحد.
وأضاف رئيس لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، أن اللجنة تستقبل أعدادًا من الملحدين وتزايدت العام الماضى، خاصة فى الفتيات، وهؤلاء يتم التعامل معهم بتحويلهم إلى قسم العقيدة بكلية أصول الدين.وإلى نص الحوار..
* فى البداية حدثنا عن كيفية تدريب وصناعة المفتى؟
يتم تدريب الوافدين والمصريين، على الإفتاء من خلال دورة “صناعة المفتى”، حيث يتم إرسال الوافدين لمدينة البعوث الإسلامية، ليحصلوا على محاضرات نظرية ثم يتم تدريبهم على الإفتاء، ومنهم من هو أزهرى الأصل، ومنهم من هم خريجى الجامعات الإسلامية حيث يمثلون مختلف دول العالم الإسلامى، وخاصة من تشاد والنيجر وماليزيا وباكستان، أما المصريين فهم من خريجى الكليات النظرية كالشريعة واللغة العربية وهكذا.
* كيف يتم اختيار العاملين بلجنة الفتوى؟
يتم التقدم للجنة الفتوى، من خلال مسابقة المشيخة أو البحوث الإسلامية للعمل فى مركز الفتوى العالمى التابع لمركز الأزهر العالمى، ويتم منح المتدربين محاضرات نظرية فى الفقه، والفقه المقارن وأصول الفقه، لأنها بمثابة البنية التحتية للفتوى، ثم يحصلون على محاضرة على كيفية عمل اللجان بالفتوى، والتفريق بين الفتوى الجماعية والفتوى الفردية والمصطلحات العلمية فى القرآن وعلاقة ذلك ببيان الحكم الشرعى أو الفتوى، ثم يتم تدريبهم على مكاتب الاستفتاء.
* ما طبيعة العمل داخل لجنة الفتوى بالجامع الازهر؟
دور اللجنة الاساسى يبدأ بالمقابلات الشفهية، حيث يتم استقبال مشكلات الناس شفهيًا سواء فى الطلاق أو الزواج أو المشاكل الاجتماعية وغيرها، ثم يتم التقدم بورقة متكوبة حتى يقدمها للأطراف الأخرى، وكل ذلك بدون مقابل إطلاقًا.
ما الجهات التى تتعامل مع لجنة الفتوى؟
كل قضايا المحاكم فى الزواج والطلاق والميراث تأتى إلى لجنة الفتوى، حيث ينص الدستور على أن الأزهر هو المسئول عن الشئون الإسلامية، وبالتالى لجنة الفتوى هى اللجنة المسئولة، والمعبر عن الأزهر عالميًا ومحليًا، مستطردًا ” نحافظ على مكانة الأزهر عالميًا ولا يوجد فتوى خاطئة أو تصريحات خاطئة، وكلية الشريعة هى الأساس فى الفتوى لأن بها الاقسام التى تمثل البينة التحتية للفتوى، وبالتالى فإن علماء الشريعة الأقدر على الإفتاء”.
ولفت إلى أن الفتوى فى بداية الأمر كانت تشمل الوعاظ من مجمع البحوث الإسلامية، لكن التكييف الفقهى والقانونى لم يكن كاملًا، والقضاء الآن بدأ التعامل مع لجنة الفتوى.
* ما أكثر الاسئلة التى تستقبلها اللجنة؟
معظم الفتاوى على الميراث والزواج والطلاق، وخاصة الزواج العرفى.
* ماهى أغرب القضايا التى عرضت عليك؟
أغرب القضايا والأبرز التى واجهناها، هى النسب، حيث وجدنا امرأة متزوجة، وزوجها سافر للخارج، ثم أبلغته بحملها، وأبلغته بولادتها، ثم نسبت هذا الابن له، ثم وجدنا أنها تزوجت عرفيا وأصبح الرجلين يتنافسان على الولد، وبعد تحليل الدى إن إيه، فوجئنا أن هذا الطفل لا يتبع أى منهما، ولذلك نؤكد أن هناك فرقا بين المفتى والمتخصص وبتاع الفضائيات”.
كذلك من أغرب القضايا التى واجهتها اللجنة، وهى متعلقة بـ”قضية الطهر الممتد”، مضيفًا: “جاءتنا امرأة طلقها زوجها ومات الزوج بعد ثلاثة أشهر من الطلاق، فتم حذفها من ميراث أهل الزوج، فرفعت دعوة ضد أهل زوجها، بأن عدتها لم تنته، وبالتالى من حقها الدخول فى الميراث، ثم طلبنا منها عمل تقرير طبى، وبحثنا فى الناحية الفقهية التى تؤكد أن الحيض يمتد لـ 9 أشهر وبالتالى فهى فى العدة وترث”.
* حدثنا عن أكثر أسئلة المصريين للجنة الفتوى؟
أكثر أسئلة المصريين شيوعًا، والواردة إلى اللجنة، تتمثل فى قضايا الميراث والطلاق، واللجنة ساهمت فى إعادة مطلقين بعد 5 سنوات من الواقعة، وتم معالجة الأمر بشكل فقهى وإعادة توصيف الطلقات، كما بدأت اللجنة فى إقرار الوصية الواجبة وبدأت المحاكم فى التعامل معها.
* أغرب فتوى طلبت منك؟
أغرب فتوى: “جاءنى شخص ومعه فتاة ويريدان أن نجيز لهما الزواج العرفى، فقلت له لجنة الفتوى عالمية ومحلية ولا يمكن إخراج فتوى بالزواج العرفى، لأنه ذريعة، ولو فتحت “يبقى عوضنا على الله، وكله هيتزوج عرفى تانى، وما يحدث فى الجامعات اتفاق سرى وليس زواجًا عرفيا”.
وقد جاءت حالة لاثنين متزوجين عرفيا بحثنا ووجدنا أن العقد الذى بينهما مجرد ورقة موقعة من الاثنين، بجانب اثنان شهود لا معرفة لهما ببعضهم، والعلاقة استمرت 10 سنوات بدون وجه حق، وحكمنا بالتفريق والفسق بقوة الشرط”.
* هل تستقبلون باللجنة فنانين ومشاهير؟
كل الشخصيات والمشاهير ووزراء وعرب، “الأغرب أننا استقبلنا سورية تريد فتوى للزواج، حيث إن زوجها فى سوريا غائب منذ مدة، وتريد الزواج من آخر، وبالمناقشة تبين أنه على قيد الحياة ولا يريد أن يطلقها، ومن هنا نؤكد أن الأزهر مش مصطبة، وهى على ذمة رجل آخر، فكيف لنا أن نأمرها بالزواج“.
* هل يأتيكم ملحدون؟
نستقبل ملحدين ونحولهم لقسم العقيدة فى أصول الدين، وعددهم ازداد هذا العام، والأخطر فى ذلك أن بينهم بنات فى الجامعة يأتون من خلال أهاليهم أو بمفردهم وأرى أن “السوشيال ميديا وبلاوى الفيس بوك” سبب انتشار هذه الظاهرة، والأكثرية من الإناث، ونحن نحولهم لقسم العقيدة ومقارنة الأديان فهؤلاء متخصصون أكثر فى المجادلة”.
* هل يأتى للجنة مسيحيون؟
نعم، ممن لديهم مشاكل ربوية مع البنوك، ويريدون الحصول على حكم شرعى إسلامى، كذلك بشأن الميراث عن طريق المحكمة.
* ما الشروط التى يجب توافرها فى العاملين بلجنة الفتوى؟
الشروط الواجبة فى العاملين بالفتوى، وأبرزها أن المتخصص خريج أحد الأقسام الثلاثة الفقهية، أو كلية الشريعة والقانون، وهؤلاء هم أهلى الاستنباط، ولجنة الفتوى متخصصة فى المسائل التى بحاجة إلى تعمق.
* بمؤتمر دار الإفتاء الأخير اقترح شيخ الأزهر أن ينشأ قسم للفتوى.. ما رأيك؟
ذلك الأمر يتطلب لائحة بالجامعة، وهذا الأمر بناء عليه بدأت كلية الشريعة عمل مؤتمرات نقاشية فى هذا الأمر، ولجنة الفتوى الآن مكونة من اساتذة الشريعة والقانون، وشيخ الأزهر يرى عمل لجنة موحدة تضم دار الإفتاء ولجنة الفتوى بالأزهر”.
* هل ترى قائمة المفتين أم القانون هو الذى ينظم الفتوى؟
القانون لا يمكنه تنظيم عملية الفتوى، لأنه يعطى الحظر والإباحة فقط، وتحديد من يتصدى للفتوى بالفضائيات وهم خريج الشريعة والقانون وشعبة الدراسات الإسلامية والعربية فقط لا غير، والحظر فيما عدا ذلك، ولذا لا يمكن لخريج أصول دين أو اللغة العربية إصدار الفتوى.
* كم فرد يعمل بلجنة الفتوى ومواعيدها؟
يوجد 16 أستاذا يعملون بلجنة الفتوى، من 9 صباحًا لـ 1 مساءً، ومجموعة أخرى من 1 مساءً لـ 5 مساء، يوميًا عدا يوم الجمعة، وكل هؤلاء يعملون بدون مقابل، واللجنة تتعامل مع فتاوى الإنترنت وتراقب الفتاوى الشاذة وتعمل دراسات عليها”.