المحافظات

صور.. مشروع مدينة دمياط للأثاث يعبر بالصناعة العتيقة من العشوائية إلى النظم الحديثة بعد أكثر من قرن على نشأتها.. 30 ألف فرصة عمل و1500 ورشة جاهزة للافتتاح نهاية مارس.. والبنية التحتية للمشروع تخدم 10 قرى

انتظرت صناعة الأثاث بمحافظة دمياط، أكثر من قرن من الزمان لتجد من ينتشلها من عشوائية الحرفة اليدوية، التى تميزت بها، إلى النظم الحديثة فى الصناعة، ومع بداية عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتولى الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط، بدأ التفكير فى نقل تلك الصناعة العتيقة إلى مرحلة أخرى، مرحلة تعتمد على العلم والتكنولوجيا والدراسة والتسويق.

من هنا بدأ حلم إنشاء مشروع مدينة الأثاث، ذلك الحلم الذى فشلت عدة محاولات لمحافظين سابقين فى إنشاء مدينة خاصة بتلك الصناعة، بسبب غياب الإرادة السياسية، وعدم وجود موارد أو أرض للمشروع.

ونجح محافظ دمياط، فى الحصول على موافقة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق، فى البدء بتنفيذ المشروع وتخصيص 331 فدانا على الطريق الساحلى الدولى بمدخل مدينة دمياط، بمنطقة شطا، لتبدأ مرحلة اخرى من تاريخ الصناعة العتيقة، حيث يمثل هذا المشروع عبورا جديدا للآلاف من العاملين بتلك المهنة، بمساعدة رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، الذين يواصلون العمل ليل نهار لإنهاء المرحلة الاولى من المشروع، الذى من المقرر أن يفتتحه الرئيس السيسي خلال الشهر المقبل، لكى يفى بوعده بافتتاح المشروع فى غضون عام بعد أن قام بوضع حجر الأثاث فى شهر مايو الماضى.

فى عام 1910، أسس محمد فهيم الجندى “1880 – 1959” مؤسس صناعة الأثاث فى مصر أول مصنع لصناعة الأثاث بمدينة دمياط، وفى عام 1920 افتتح أول معرض له بمدينة القاهرة، ويعد الجندى من رجال الصناعة فى مصر فى بداية القرن العشرين، وهو محدث صناعة الأثاث بمصر، منح الجائزة الملكية الذهبية فى المعرض الزراعى الصناعى عام 1926 فى القاهرة، وكان أول مصرى ينال شهادات جدارة عالمية فى صناعة الأثاث من روما ومن باريس فى عام 1926، وأول مصرى يحصل على الميداليات الذهبية العالمية لصناعة الموبيليات من فرنسا وإيطاليا، وتتلمذ على يده مجموعة من أشهر صناع الأثاث بمصر.

و قاد الجندى، مرحلة تطوير صناعة الأثاث فى بداية القرن العشرين فى مصر، متزامنا مع عصر النهضة فى صناعة الأثاث بأوروبا، وكرمته الدولة المصرية فى المؤتمر القومى الثانى للصناعات الخشبية والأثاث فى محافظة دمياط بمصر عام 1986م.

اليوم السابع” أجرى جولة ميدانية بمشروع مدينة دمياط للأثاث، واطلع عن قرب على المشروع الذى واجه صعوبات كثيرة فى التنفيذ نتيجة لنوع التربة التى تم تثبيتها وإحلالها.

يقول المهندس أحمد أبو شروقه رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات العاملة فى مشروع مدينة الأثاث، أن العمل فى المشروع يسير على قدم وساق، ويعد إنجازا كبيرا مثل باقى الانجازات التى شهدتها المشروعات القومية، وخاصة ونحن نعمل فى ظروف استثنائية.

وأوضح أبو شروقه، أن شركته تقوم بإنشاء الهناجر التى تحتوى على الورش الصغيرة والمتوسطة، وكذلك المراكز الخدمية، كاشفا عن سعادته بمشاركة شركته فى هذا المشروع العملاق، متوقعا له نجاحا باهرا، وأن تكون مدينة دمياط للأثاث أهم سوق لإنتاج الأثاث ليس فى مصر فقد بل فى الشرق الأوسط.

وأضاف، أن العمل يتم على مدار الساعة ليلا ونهارا لتسابق الزمن بأياد مصرية، لافتًا إلى أن رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة حريصون على متابعة كل التفاصيل الخاصة بالعمل، ويعطون القدوة فى الأداء والمتابعة كقادة ملتزمون ومحبون لوطنهم.

ويوضح المهندس وليد صلاح التمامى رئيس شركة احدى شركات المقاولات العاملة بالمشروع، أن شركته تعمل على تنفيذ 15 هنجرا ومركزين خدميين، وتابع قائلا أنهينا العمل بنسبة 95% من الهناجر، ونعمل حاليا فى المراكز الخدمية.

وأكد التمامى، ثقته فى نجاح المشروع، قائلا بصفتى أحد أبناء دمياط، أتوقع أن مشروع مدينة الأثاث سينقل محافظة دمياط نقلة كبيرة جدا، وسيحقق الخير لأهل دمياط وشباب مصر ودمياط.

ويوضح المهندس المعتز بهاء الدين الرئيس التنفيذى لشركة مدينة دمياط للأثاث، الهدف الذى تم من أجله انشاء هذه المدينة والفوائد الكثيرة التى ستعود على المحافظة، نتيجة إنشاء هذه المدينة، والتى ستعمل على تطوير صناعة الأثاث بمحافظة دمياط.

مضيفا، أن معدلات الإنجاز بالمشروع وصلت إلى 90%، كما تم الاتفاق على تخفيض وديعة الصيانة من 10% إلى 5% من إجمالى الوحدة للورش الصغيرة، موضحا أن مدينة دمياط للأثاث تعد مدينة متكاملة متخصصة فى صناعة الأثاث وكل ما يتعلق بها من حرف وصناعات صغيرة ومتوسطة وصناعات مغذية، ومكملة لها تضم 1500 ورشة لصغار الصناع، وأراض صناعية كاملة المرافق بمساحة إجمالية تبلغ 600 ألف متر مربع، كما تشمل منطقة تجارية وتسويقية تضم مركزا تجاريا لتسويق الأثاث وأرض معارض وفندق، ومركزا دوليا للمؤتمرات وتشمل أيضا خدمات إدارية، ومستشفى ومركزا تكنولوجيا ومعهدا فنيا للتصميم الحرفى وخدمات مكملة لها.

وكشف بهاء الدين، أنه من المتوقع افتتاح المشروع الشهر المقبل، مضيفا أن بنك مصر أرسل أول دفعة من عقود الورش البالغ عددها 250 ورشة تمهيدا لتوقيعها وتسليمها لأصحابها، وسيتم تأخير تسليهما لمدة شهرين لحين افتتاح المشروع، حتى لا يضيع على أصحابها شهرين من العام السماح الذى قررها البنك قبل تسديد الأقساط.

وأوضح الرئيس التنفيذى لمدينة الأثاث، أنه سيتم عمل منفذ بيع لمنتجات المدينة على شكل خيمة مكيفة لمدة عام، لتكون مقصدا لراغبى شراء الأثاث من المدينة لحين تنفيذ المرحلة الثالثة والأخيرة، والتى تضم معارض دائمة. مضيفا، أنه تم الاتفاق مع إحدى الشركات لتنفيذه امام مدينة الأثاث على الطريق الساحلى الدولى، وذلك ليكون منفذ بيع لمنتجات الورش الصغيرة والمتوسطة بالمشروع، لحين الانتهاء من المرحلة الثالثة والأخيرة.

من جانبه قال الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط، إنه تم الانتهاء من استكمال إنشاء 51 هنجرا خلال 15 يوما، فيما عدا أعمال الدهانات الخارجية لحين دخول كافة شبكات المرافق للمدينة من شبكات مطر ومياه وصرف صحى وغاز وكهرباء، وخطوط تليفونات وأجهزة مراقبة وطرق بطول 25 كيلومترًا، والتى سيتم الانتهاء منها بالكامل فى شهر مارس القادم.

وأوضح محافظ دمياط، أن المشروع يعمل به أكثر من 10 آلاف عامل ما بين مهندس وعامل ونجار وحداد وفنى، يعملون داخل مشروع مدينة دمياط للأثاث، بالإضافة إلى حوالى 10 آلاف يعملون عمالة غير مباشرة من سائقى شاحنات، ومصانع طوب وأسمنت وحديد، كما سيعمل بالمشروع عند افتتاحه حوالى 10 آلاف عامل، ليصل اجمالى العمالة التى تم تشغيلها بالمشروع نحو 30 ألف فرصة عمل

وكشف المحافظ أن تكلفة المرافق داخل المدينة، وصلت إلى مليار جنيه دعما من الدولة لإنشاء المدينة، حيث سيتم إنشاء محطة صرف صحى لخدمة المدينة، بالإضافة إلى خدمة 10 قرى محيطة بالمدينة بتكلفة 536 مليون جنيه، بينما ستبلغ تكلفة محطة الكهرباء المغذية للمدينة 427.5 مليون جنيه، كما تشمل مرافق المدينة توصيل شبكة تليفونات بتكلفة 14 مليون جنيه لتوصيل 3 ألاف خط ألاف خط تليفون، و12مليون جنيه لتوصيل شبكة غاز، وكذلك 18 مليون جنيه لتركيب كاميرات لتأمين المدينة.

وأكد محافظ دمياط، أن توجيهات رئيس الوزراء لنا بمتابعة الجهات المنفذة التى تقوم بالمشروعات القومية على مستوى المحافظات، موضحا أنه جار العمل فى المرافق الداخلية بمدينة الأثاث من شبكات المياه والصرف الصحى، والكهرباء والاتصالات، كما أن الطرق الداخلية بالمدينة يبلغ طولها 25 كيلومترًا، كما تم البدء فى عمل المرافق الخارجية للمدينة كمحطة معالجة الصرف الصحى بتكلفة 530 مليون جنيه من ميزانية الدولة، وهى واحدة من أكبر محطات الصرف الصحى فى المحافظة، والتى ستخدم حوالى 10 قرى محيطة بالمدينة، فضلا عن 7 محطات رفع، مشيرا إلى أنه تم عمل محطة كومباكت مصغرة لتستوعب الصرف الصحى بالمدينة لحين الإنتهاء من محطة معالجة الصرف الصحى، والتى ستستغرق أكثر من عام لإنشائها.

موضحا، أنه جار نقل أبراج الضغط العالى بإجمالى 4 أبراج بتكلفة 48 مليون جنيه، وعمل أكبر محطة لتوليد الكهرباء على حدود المدينة لتحويل من ضغط عالى إلى 11 فولت، ستكون على حدود المدينة، ويتم توصيلها عن طريق كابل ضخم للمدينة، كما سيتم عمل 6 مغذيات لتغذية المدينة بالكهرباء بإجمالى 477.5 مليون جنيه تم إعتمادها، كما تم عمل شبكة اتصالات بتكلفة 14 مليون جنيه بإجمالى 3 آلاف خط تليفون، وكذلك شبكة الغاز الطبيعى بتكلفة 12 مليون جنيه لتوصيل الغاز الطبيعى لحدود أرض المدينة، موضحا أن هناك ابتكارات فى مشروع الصرف الصحى الذى تم تنفيذه بطريقة غير تقليدية، فهناك مسار للبنية التحتية فكل مرفق له مسار حتى لا يكون هناك حملا على التربة، فالصرف الصحى له مسار والكهرباء لها مسار ومياه الشرب لها مسار.

وأكد محافظ دمياط، أن المدينة مفتوحة أمام الجميع، ولا توجد أسوار ولن يتم إنشاء سور ليفصلها عن باقى المحافظة، لأنها مدينة أقيمت بالأساس لكل الدمايطة من أجل الخروج من العشوائية إلى الانتظام، مشيرا إلى أنه جار إنشاء شركة تسويق للمنتجات من أجل تسويق وتصريف الأثاث الدمياطى للعالم بالكامل.

وكشف محافظ دمياط، أن مدة مجلس إدارة شركة مدينة دمياط للأثاث لن تزيد عن 5 سنوات، ثم سيتم انشاء مجلس تنفيذى من الملاك لإدارة المدينة إداريا وأمنيا، وخاصة مع إنشاء نظام مراقبة بالكاميرات بتكلفة 18 مليون جنيه للتحكم والإدارة، وتأمين حدود المدينة.

كما تقدم المحافظ بالشكر، للقائمين على شركة مدينة دمياط للأثاث، لتوفير الدعم المادى لإنشاء المدينة، وكذا اللواء أركان حرب كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وكافة العاملين بالهيئة الهندسية والأشغال العسكرية، على إتمام الأعمال بالمدينة على أعلى مستوى من الدقة والإتقان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *