تونس : تعرف على رواد الكشافة ودورهم في دعم الحركة الكشفية والتنمية المجتمعية
كتب ـ زهير دنقير
الدوافع التي أدت إلى إنشاء روابط رواد الكشافة حول العالم: كما هو معلوم أن الحركة الكشفية في العالم تأسست عام 1907م على يد اللورد بادن باول، وقد شهدت منذ تأسيسها العديد من التطورات والأحداث، كان من بينها الحرب العالمية الأولى عام 1914 التي هددت بالقضاء على الحركة الكشفية في مهدها، وإنشاء مركز التدريب الكشفي العالمي بجلويل بارك 1919، وإقامة أول تجمع كشفي عالمي عام 1920 بلندن، وإقامة أول مؤتمر كشفي عالمي عام 1922 أعقبه تأسيس ما يعرف بالمنظمة الكشفية العالمية حاليا، وبدء تسجيل الجمعيات الكشفية العالمية، ثم دخول العالم في دوامة الحرب العالمية الثانية عام 1936م، وشكل ذلك منعطفا خطيرا هدد بوقف الحركة الكشفية في العالم للمرة الثانية، ثم وفاة بادن باول عام 1941م ودفنه في نيروبي في كينيا بناء على وصيته. طوال هذه الفترات الزمنية أنتجت أجيالا من الفتية والشباب والقادة الذين انتموا للحركة الكشفية وأحبوها، ولكنهم بعد تدرجهم فيها في مراحل مختلفة ومهام قيادية متنوعة، وجد العديد منهم نفسه، خارج منظومة العمل الكشفي رغم حبه الشديد لها، وانتشرت مقولة (كشاف يوما كشاف إلى الأبد)، مع الرغبته الأكيدة في أن يظل كل واحد منتميا لها بشكل أو بآخر، وأن يقدم لها دعمه المادي والمعنوي، بل وخبرة السنوات التي قضاها في الكشفية إلى أجيال جديدة من أعضاء الكشافة. الأمر الذي دفع كل من السيد (أريك جوكست) وهو مؤسس رابطة قدامى الكشافين والمرشدات في الدانمارك، والعقيد “ويلسون” مدير المكتب الكشفي الدولي يومذاك عام 1946، أي بعد مضي 39 عاماً على إنشاء الحركة الكشفية عالميا؛ إلى توحيد جهود قدامى الكشافين والمرشدات على الصعيدين الوطني والدولي. وفي عام 1953 تبنّى المؤتمر الكشفي العالمي الرابع عشر الذي عقد في فاديس بليشتنشتاين تأسيس “منظمة الصداقة العالمية لقدامى الكشافين والمرشدات” والتي يرمز لها بـ (ISGF) (International Scout and Guide Fellouship) ومع تزايد عدد الروابط الوطنية المسجلة في المنظمة العالمية، تطلب ذلك استحداث الأقاليم التي تجمع تلك الروابط، شريطة أن تكون تابعة لجمعيات مسجلة في المنظمة الكشفية العالمية، والأقاليم الحالية هي: الإقليم الأوروبي، والإقليم الآسيوي، والإقليم الباسيفيكي، والإقليم العربي. جهود عربية لإنشاء روابط رواد الكشافة: منذ عام 1954 أوصت العديد من المؤتمرات الكشفية العربية، بأهمية تأسيس روابط لقدامى الكشافين والمرشدات في الأقطار العربية، ولم تفعل تلك التوصيات، إلا عام 1964 عندما تأسست جمعية لقدامى الكشاف المسلم في لبنان، أخذت على عاتقها تشجيع الجمعيات الكشفية العربية على تأسيس روابط لقدامى الكشافين والمرشدات لديها، وفي عام 1984 تقدم الأمين العام لجمعية قدامى الكشاف المسلم في لبنان الأمير يوسف دندن مشروع نظام أساسي للإتحاد العربي لقدامى الكشافين والمرشدات، بالتنسيق مع المرحوم الأستاذ فوزي محمود فرغلي الأمين العام للهيئة الكشفية العربية آنذاك، بمشروع يعتني برواد الكشافة عربيا، إلى المؤتمر الكشفي العربي السادس عشر الذي عقد في مسقط بسلطنة عمان عام 1984م، وبالفعل صادق المؤتمر على إنشاء الهيئة التأسيسية للإتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات، واعتماد النظام الأساسي وإنتخاب الرئيس والأمين العام وأمين الصندوق والأعضاء، وتحديد مقر الأمانة العامة، ومنذ ذلك التاريخ توالى تأسيس الروابط الوطنية لرواد الكشافة والمرشدات في الأقطار العربية، التي يتم تسجيلها في الاتحاد العربي ويتبع ذلك تسجيلها في منظمة الصداقة العالمية لقدامى الكشافين والمرشدات. دور رواد الكشافة في دعم وتنمية الحركة الكشفية والمجتمع: بعد هذا التوسع والانتشار في روابط رواد الكشافة التي تضم أعداداً كبيرة من الأعضاء، الذين لم تعد ظروفهم الخاصة تمكنهم من متابعة نشاطهم الكشفي الميداني، بصرف النظر عن الدرجات الكشفية التي حصلوا عليها، أو الرتب التي بلغوها، أو سنوات الخدمة التي أمضوها، وهم ما زالوا على تمسكهم بوعد وقانون الكشاف، ومبادئ وتعاليم الكشاف، التي أحبوها وآمنوا بها، وهم وإن كانوا قد حملوا على كواهلهم لسنوات طويلة مسؤولية العمل الكشفي فنيا وإداريا، إلا أنهم بعد تحولهم لمرحلة الرواد ليسوا – بحال من الأحوال – أوصياء على الجمعيات الكشفية وقياداتها المسؤولة، وأقصى ما يمكن أن يقدموه بحكم خبرتهم في أكثر من مجال، هو المشورة الحسنة، والرأي السديد، حين يطلب منهم ذلك فقط. كما أن رواد الكشافة والمرشدات لا يمكن لهم أن يؤسسوا أو يقودوا وحدات كشفية، لأنهم حينما انقطعوا عن العمل الكشفي الميداني، تركوا هذه المهمة الجليلة للقيادات العاملة في الجمعيات الكشفية، وأولوا كل اهتمامهم للنشاطات التي يمارسها الرواد عادة ، فلا يمكن الجمع بين أن يكون رائداً وقائدا عاملاً في نفس الوقت، وهذا غير مقبول وطنياً وعربياً وعالمياً. ومن هذا المنطلق يمكن لنا أن نحدد الدور الذي يمكن أن يلعبه رواد الكشافة والمرشدات فيما يلي: • جمع شمل كل من تربى وتدرج في الحركة الكشفية ووفق قيمها وتقاليدها. • أن يكونوا السند والظهير للجمعيات الكشفية وقياداتها العاملة. • المحافظة على الروح الكشفية حية في نفوس منتسبيها كأعضاء في مجتمعاتهم المحلية. • المثابرة على بث الروح الكشفية في محيط كل عضو وفي نطاق عمله. • دعم الحركة الكشفية والإرشادية على المستويات المحلية والعربية والعالمية. • أن تظل هناك صلات من الود والتعاون تجمعهم بأصدقائهم من الرواد في الدول الأخرى من خلال روابط الرواد بها، والذين جمعتهم سويا أنشطة كشفية متعددة هنا وهناك. • نشر الصداقة بين رواد الكشافة والمرشدات في الوطن العربي وفي العالم. • لم الشمل لدعم الحركة الكشفية ومؤازرتها. • تقديم الاستشارات الفنية عندما تطلب منهم. • تقديم كل أشكال الدعم الممكن مادياً وفنياً وإدارياً ومعنوياً. • إقامة الندوات والمحاضرات العلمية والأدبية والصحية والقانونية وسواها، للأعضاء وللأصدقاء. • إجراء الأبحاث والدراسات في مواضيع تعود بالنفع على المجتمع. • عقد اللقاءات الدورية للأعضاء على هيئة أمسيات أو لقاءات ودية. • تنظيم رحلات استطلاعية وسياحية والثقافية وترفيهية داخلية وخارجية للأعضاء. • تنفيذ مشاريع تنموية في المجالات النافعة كالمساعدة في تطوير وتحديث أساليب العمل في الجمعيات الكشفية، وتنمية العضوية، بتكليف من الجمعيات الوطنية. • تنفيذ برامج تنموية تعود بالنفع على المجتمع في مجالات التربية والصحة والبيئة والتوعية الاجتماعية. • تبني مشروعات لتنمية المجتمع يمكنهم المساهمة في توجيهها وتوفير الدعم اللازم لها. • كتابة التجارب الذاتية وقصص النجاح حول دور الكشافة في تنميتهم شخصيا وفي نجاحهم في أعمالهم، وحول ذكرياتهم الكشفية كي يستفيد منها الآخرون. • التأليف في مجالات الحركة الكشفية بما يسهم في تنمية أعضائها ويوفر لهم منهلا خصبا من المعارف والمهارات والاتجاهات.