صور.. انتهاء أكبر عملية ترميم فى تاريخ الجامع الأزهر.. الدكتور أحمد الطيب يستقبل ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان بالجامع غدا.. وتزويد المبنى الأثرى بأفضل تكنولوجيا الإضاءة والصوت مثل الحرمين الشريفين
يستقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودى، بالجامع الأزهر، غدا الاثنين، تزامنا مع انتهاء أعمال ترميم الجامع الأزهر الشريف، التى استمرت نحو عامين.
وتعد عملية الترميم هى الأكبر فى تاريخ الجامع الأزهر الشريف، وتهدف إلى إعادته كأثر بعد عملية ترميم خاطئة فى عهد مبارك أدت إلى خروجه من منظمة اليونسكو.
وانتهت الشركة المنفذة من تركيب بلاط صحن الجامع الأزهر وهو نفس البلاط المستخدم فى الحرم المكى الشريف والمسجد النبوى الشريف ،كما تم وضع قبة على موضع استكشاف صهريج المياه تحت الجامع ليكون مزارا بعد اكتشافه خلال عملية الترميم.
ويتم منذ فترة إغلاق الجامع الأزهر عقب كل صلاة من أجل الانتهاء من أعمال الترميم.
وكان قد زار فى إبريل 2016 خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، الجامع الأزهر الشريف، ووضع العاهل السعودى حجر الأساس لمدينة البعوث الجديدة، التى يقيم بها الطلاب القادمون للدراسة بالأزهر من مختلف أنحاء العالم.
و تم إغلاق جميع أروقة الجامع الأزهر الآن حيث تم نقلها لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وأوشك العمل بها على خلال الساعات المقبلة كما تم الانتهاء من صحن الجامع وبعض المآذن، و الانتهاء من منبر الجامع الأزهر وترميمه وطلائه بالماء المذهب.
وشهدت المرحلة الأولى من أعمال الترميم تجديد منبر الجامع الأزهر الشريف وطلائه بطلاء مذهب، وتركيب أرضيات رخامية كالمستخدمة فى الحرم المكى، بالإضافة إلى فرش المسجد بنوع فاخر من الماكيت، الذى استبدل لونه من الأحمر إلى الأزرق، كما تتواصل أعمال الترميم وزخرفة الجامع بعناية فائقة، تحت إشراف وزارة الآثار.
وشهدت أعمال الترميم الواجهات الحجرية الخارجية والداخلية، وترميم الزخارف الإسلامية والنقوش والأسقف، والنوافذ الخشبية والمشربيات، وترميم مآذن الجامع، وأعمال الإضاءة الخارجية والداخلية، وأعمال مقاومة الحريق، وأعمال النقل التليفزيونى، وتأهيل السور الخارجى، وإعادة تنسيق الموقع الخارجى، بالإضافة إلى إعادة إنشاء مبنى دورات المياه.
كما قامت الشركة المسئولة عن ترميم الجامع بعمل شبكة صرف أمطار وشبكة صرف صحى جديدة للجامع بأحدث نظم الصرف المعروفة حاليًا، بعد تهالك الشبكة القديمة، كما تم تغيير شبكة الكهرباء بالكامل وجميع نظم الإنارة بأحدث الأنظمة الحديثة المستخدمة داخل الحرم المكى.
المصادر التاريخية تؤكد أنه عندما قدم القائد جوهر الصقلى إلى مصر عام 358هـ/969م من قبل الخليفة الفاطمى المعز لدين الله الفاطمى لفتحها تم له ذلك دون أى عناء لينهى بذلك عصر الدولة الطولونية ويبدأ عصر الدولة الفاطمية، وإذا كان جامع عمرو بن العاص هو أول جامع بنى بمصر الإسلامية فإن الجامع الأزهر هو رابع الجوامع التى بنيت بها، فمصر عرفت قبل الأزهر ثلاثة مساجد جامعة هي: جامع عمرو بن العاص فى الفسطاط سنة 21هـ/ 641م، وجامع العسكر فى مدينة العسكر سنة 133هـ/ 750م وجامع أحمد بن طولون فى مدينة القطائع سنة 265هـ/ 879م.
وقد شرع جوهر الصقلى فى بناء هذا الجامع مع القصور الفاطمية بمدينة القاهرة ليصلى فيه الخليفة وليكون مركزاً للدعوة لنشر المذهب الشيعى بمصر فبدأ البناء به سنة 359هـ/970م بناء الجامع عامين وأقيمت أول جمعة به سنة 361 هجرى 973 ميلادى.
وعن تسمية الجامع الأزهر بهذا الأزهر لم يكن يُعرف منذ إنشائه بالجامع الأزهر، وإنما أطلق عليه اسم جامع القاهرة، وظلت هذه التسمية غالبة عليه معظم سنوات الحكم الفاطمى، ثم توارى هذا الاسم واستأثر اسم الأزهر بالمسجد فأصبح يعرف بالجامع الأزهر، وظلت هذه التسمية إلى وقتنا الحاضر.
وتسمية الجامع الأزهر اختلفت حولها الآراء وإن كان أبرزها أن الفاطميين أطلقوا عليه اسم الأزهر تيمناً ونسبة إلى فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كما أطلقوا على قصورهم القصور الزاهرة.. وسمى الجامع الأزهر لأنه يكبر الجوامع الأخرى حجماً.. والبعض قال أن تسميته جاءت تفاؤلاً بما سيكون عليه من شأن وازدهار العلوم فيه.