كلمة الدكتور/ بدر عثمان مال الله مدير عام المعهد العربي للتخطيط فى افتتاح الملتقى الإعلامي العربي للشباب السابع
هناء السيد
يطيب لي أن أتقدّم نيابة عن أسرة المعهد العربي للتخطيط بأسمى آياتالشكر والتقدير للقائمين على الملتقى الإعلامي العربي ولسعادة أمين عامالملتقى / ماضى ي الخميس وذلك للجهود المتميزة التي يبذلونها لعقد هذاالملتقى والذي يتميز بالاستدامة والاستمرارية وإبراز دور القطاع الإعلامي فيدعم العملية التنموية.
كما يسعدنا في المعهد العربي للتخطيط كمؤسسة إقليمية تعنى بدعم الجهودالإنمائية
في مختلف القطاعات أن نكون شركاء في تنظيم وتنفيذ العديد من الأنشطةالإنمائية
لهذا إلى استمراريتها.
تمثل فئة الشباب اليوم في الدول العربية ما يزيد عن60 بالمائة من السكان تمثل هذه الفئة العماد الحقيقي للمستقبل وهذا ما يشدد على أهمية السعي إلىتمكينهم على كافة الأصعدة التعليمية والفكرية والإبداعية لمنحهم القدرة علىالتأثير إيجابا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدولنا العربية في عالم شهدتسارع للمعرفة والتقانة وتوسيع التجارة والمنافسة والبحث العلمي والتطوير.
بالمقابل وعلى أرض الواقع تشكو فئة الشباب اليوم العديد من التحديات بالنظرإلى نوعية التعليم التي يحصل عليها الشباب العربي عموما وبالنظر إلى مُستوياتالبطالة الشبابية التي يعانون منها والتي تمثل أعلى مستويات البطالة الشبابيةفي العالم حيث تصل في متوسط المنطقة العربية إلى 29 بالمائة مقارنة مع14 بالمائة في العالم وحيث يصل معدل بطالة الذكور إلى 24 بالمائة مقابل43 بالمائة للإناث وهي بطبيعة الحال عالية جدا وهو ما يكشف خللا هيكليا فيسوق العمل
حيث لم تسمح معدلات النمو الاقتصادي والقطاعات الإنتاجية المستقبلة لهؤلاءالشباب خاصة المتعلمين منهم بالحصول على العمل اللائق مما بمكنهم من العيشبكرامة والمساهمة الفاعلة في العملية التنموية.
هذه هي الإشكالية الرئيسية في دولنا العربية حيث عجزت العديد من الدولالعربية عن مواجهتها باستثناء الدول الخليجية التي لجأت إلى سياسة التوظيفالحكومي لاستيعاب الشباب في القطاعات الحكومية مما ولد ضغوطا مالية هامةبالإضافة إلى تراجع نوعية الخدمات العامة والبيروقراطية وغيرها
إن تمكين الشباب وحل معضلة البطالة تستدعي جملة من الاصلاحات الهيكليةوالشاملة في المجالات التالية:
▪ التسريع بإرساء مقاربة اصلاحية شاملة للمنظومة التعليمية من حيث حوكمةوإدارة القطاع والمناهج التعليمية التي تسمح بالانتقال من التعليم إلى التعلموتحسين المهارات والمعارف المكتسبة لضمان ربط مخرجات التعليم بالاحتياجاتالتنموية للتمكن من تسريع التحول من اقتصاد الموارد إلى الاقتصاد المعرفي.
▪ التوجه نحو إحداث إصلاحات اقتصادية هيكلية تهدف إلى تنويع الاقتصاداتالعربية وخلق ديناميكية نمو جديدة ذات محتوى تشغيلي نوعي أعلى بحيث تسمحباستيعاب أصحاب الشهادات وكذلك الشباب غير المتعلم من خلال قطاعات انتاجيةمتنوعة مواكبة لمتطلبات الاقتصاد العالمي المعرفي القائم اليوم.
▪ إعادة صياغة الفهم السائد بخصوص دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطةوريادة الأعمال بحيث ينتقل التركيز من المشروعات القائمة على الطلب النهائيإلى المشروعات الابداعية الابتكارية في القطاعات الإنتاجية المختلفة وذلك منخلال تطوير العناقيد الاقتصادية والمناطق التنموية وغيرها.
▪ التوجه إلى إحداث تغيرات هيكلية في سوق العمل من خلال سياساتواستراتيجيات مدروسة تزيد من مرونة وديناميكية سوق العمل العربي بحيثيسهل انتقال المعلومات وتسهل التوافق بين العرض والطلب على العمالة الأمرالذي يؤدي إلى تشغيل الشباب بالوظائف المناسبة من خلال تحسين الموائمة بيننوعية وجودة التعليم والمهارات التي يمتلكها الشباب والوظائف المتوفرة.
وأخيرا يجدر النظر عن كثب إلى أهمية تحسين بيئة الأعمال وعمل المؤسساتوالقطاع المالي عموما وذلك بهدف تسهيل بعث المؤسسات والنفاذ إلى التمويلوتبسيط الإجراءات الحكومية ونوعية البيروقراطية بحيث تسهم بشكل هام فيتعديل سوق العمل وخلق قطاع خاص ديناميكي وتنافسي.
الضيوف الأفاضل،
كل هذه المحاور الإصلاحية باتت ضرورية اليوم لمواجهة الاشكالات المعقدة التيتواجه الشباب اليوم وتحرمهم من حقهم الطبيعي في التمتع بمقومات الحياةالكريمة.
من هذا المنطلق يعمل المعهد العربي للتخطيط وإيمانا بالدور الذي يلعبه الشبابفي المساهمة بدفع عجلة التنمية، يسعى المعهد العربي للتخطيط من خلالأنشطته المختلفة الى تقديم كل ما من شأنه أن يسهم في تمكين الشباب لا سيمامن خلال تقديم الدراسات الاستشارات المتخصصة في مجال الإصلاح التعليميوأسواق العمل والتنويع الاقتصادي، بالإضافة الى بناء القدرات في المجالات ذاتالعلاقة المباشرة من خلال برامج تدريبية متخصصة بتمكين الشباب وتعزيز