مسئول كويتى: التعاون الثقافى أحد أهم ركائز العلاقات المصرية – الكويتية
أكد أمين عام المجلس الوطنى الكويتى للثقافة والفنون والآداب على اليوحة، أن التعاون الثقافى، أحد أهم ركائز العلاقات المصرية الكويتية على مر التاريخ، مشددا على أن العلاقات الثقافية بين البلدين ممتدة وليس لها سقف.
وقال اليوحة – فى حوار خاص أدلى به إلى مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالكويت اليوم السبت – أن صور التعاون الثقافى بين مصر والكويت متعددة على مدار العام، وتشمل معارض للفنون التشكيلية، والحرف اليدوية التراثية، والمهرجانات الموسيقية، بالإضافة إلى توقيع عشرات البروتوكولات بين الجانبين فى المجال الثقافى، مشددا على أن أواصر ذلك التعاون تتوسع عاما بعد الاخر.
وأشاد اليوحة بما تمتلكه مصر من قوة ناعمة متمثلة فى المبدعين والمثقفين البارزين فى مختلف الفنون والثقافة والآداب، وهو ما جعل لها مكانة خاصة فى وجدان وقلب كل كويتى، سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى، ليكونوا بالتنسيق والتعاون مع المفكرين والأدباء والشعراء الكويتيين، ملحمة ثقافية تعبر عن العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين الشقيقين.
وحول آخر صور التعاون الثقافى بين مصر والكويت، قال اليوحة إن آخر صور ذلك التعاون، كان من خلال اقامة معرض للحرف اليدوية التراثية المصرية ب(بيت السدو) الكويتى فى فبراير الماضى، والذى أقيم بالتعاون مع الجمعية الحرفية للسدو، وبالتنسيق مع سفارة مصر فى الكويت؛ وذلك فى إطار احتفالات الكويت بالأعياد الوطنية، وتحت رعاية المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب.
وأضاف أن المعرض الذى أقيم ب”بيت السدو”، وهو بيت النسيج والحياكة التقليدية بالكويت، استهدف اطلاع الكويتيين على نماذج للحرف التراثية والتقليدية المصرية، من خلال عرض مجموعة من المشغولات اليدوية المتميزة التى تطورت على مدار العصور، ولها مكانة خاصة فى تراث النسيج والحرف المصرية، بالإضافة إلى كونها من المشغولات المعروفة داخل مصر وخارجها، بالإضافة إلى تبادل التراث الحرفى والفنى بين المعنيين فى مصر والكويت.
وفيا يتعلق بالحركة الثقافية بالكويت، قال أمين عام المجلس الوطنى الكويتى للثقافة والفنون والآداب على اليوحة، إن الكويت تولى الثقافة اهتماما كبيرا، مما جعلها منارة حضارية فى المنطقة العربية، مرجعا ذلك إلى طبيعة السكان المتنوعة، والتسامح الذى يتميز به الكويتيون، وحبهم للثقافة والفنون، وهو ما ساهم فى اختيارها عاصمة للثقافة العربية عام 2001 وعاصمة للثقافة الإسلامية عام 2016.
وأضاف أن الحركة الثقافية فى الكويت، تتميز بتنوع وتعدد روافدها، من حركة النشر النشطة، والمسرح وبداياته القوية، والفنون التشكيلية، وحركة التأليف فى مجال الشعر والرواية، وفنون الغناء والموسيقى والابداع والعديد من الأنشطة الأخرى، بالإضافة إلى انفتاح الثقافة الكويتية على الآخر، دون أن يؤثر ذلك الانفتاح بالسلب على الهوية الكويتية.
وحول دور المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب، قال اليوحة إنه تم انشاء المجـلس بمرسوم أميرى فى 17 يوليو 1973؛ لتأخذ الدولة على عاتقها الدور الرئيسى فى عملية التنمية الفكرية والثقافية والفنية، ضمن رؤية واضحة تعمل على رعاية الثقافة والفنون، والنهوض بها وإفساح المجال أمام الاتصال والتواصل مع الثقافة العربية والعالمية، مشيرا إلى أن المجلس يعمـل على تهيئة المناخ المناسب للابداع الثقافى والفني، وتنمية النشاطات الثقافية على أوسع نطاق، وأنه يتمتع باستقلال مالى وإدارى ومسئوليات ثقافية واسعة، تجعله عمليا أقرب إلى وزارات الثقافة فى الدول الأخرى.
وأضاف أن المجلس يدعم الحراك الثقافى بالكويت، من خلال رعايته وتشجيعه لجميع من تتوافر فيهم بوادر الإبداع، سواء فى مجال الكتابة أو التمثيل أو الموسيقى، وغيرها من الفنون، لافتا إلى أنه دشن جائزة الدولة التشجيعية السنوية، التى تمنح للمتميزين فى أفرع الثقافة المختلفة، خاصة من الشباب، لتكون إضافة إلى جائزة الدولة التقديرية، التى تمنح سنوياً أيضاً، وفى احتفال كبير لعدد من الشخصيات التى تسهم فى دعم البنية الثقافية بالكويت.
وتابع أن المجلس يساهم أيضا بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، والمعنيين بالشأن الأدبى والثقافي، فى تشجيع ودعم العديد من الأنشطة الثقافية المتنوعة، ومن بينها صناعة الأفلام القصيرة، وكتابة النص المسرحي، بالإضافة إلى دوره الكبير فى الحفاظ على الآثار وترميمها، وذلك فى المواقع التاريخية العديدة بالكويت، والجزر التابعة لها.
وحول آخر الفعاليات الثقافية فى الكويت، قال الأمين العام للمجلس الوطنى الكويتى للثقافة والفنون والآداب، أن الكويت ستستضيف أعمال اجتماع المكتب الدائم لمؤتمر الآثار والتراث الحضارى فى الوطن العربى، والذى يعقد غدا الأحد على مدار يومين، لتناول القضايا المتعلقة بالتهديدات التى يتعرض لها التراث الثقافى والحضارى فى الدول العربية، وكذلك توصيات الدورة ال 22 من مؤتمر الآثار والتراث الحضارى فى الوطنى العربي، الذى عقد فى الكويت خلال شهر نوفمبر 2016، فضلا عن إعداد مشروع جدول الأعمال للدورة ال23 للمؤتمر، المقرر عقدها فى الأردن فى شهر ابريل المقبل.
وأضاف أن الاجتماع سيمثل فرصة متجددة للقاء المثقفين والأثريين والمتخصصين فى مختلف مجالات المحافظة على التراث بالوطن العربى؛ من أجل تبادل الخبرات والتجارب، بهدف دعم التعاون العربي، وضمان الانفتاح على أحدث التكنولوجيات المستخدمة فى العالم، للمحافظة على الموروث الثقافى وتعزيز المهارات وبناء القدرات العربية.