الجامعة العربية تؤكد ضرورة تضافر جميع الجهود لحماية التراث العربي وصيانته
القاهرة هناء السيد
/أكدت الأمانة العامة جامعة الدول العربية على ضرورة تضافر الجهود الدولية والعربية وجهود الحكومات والمجتمع المدني والمتخصصين لحماية التراث العربي وصيانته .
جاء ذلك في كلمة السفير بدر الدين علالي الأمين العام المساعد للشؤون الإجتماعية في كلمته التي ألقاها أمام إحتفالية يوم التراث الثقافي العربي التي نظمتها الجامعة العربية اليوم-
ونوه بالجهود التي تبذلها الجامعة لحفظ التراث العربي ومنها إعداد موسوعة التراث الثقافي العربي التي أعرب عن تطلعه لصدورها قريبا سعيا لحماية تراث الامة العربية وتنفيذ المواثيق الدولية ذات الصلة.
وقال إن الأمانة العامة للجامعة العربية تؤكد على أهمية الموروث الثقافي العربي الذي يعتبر فخر الأمة وعزتها والحفاظ عليه هو حفاظ على الهوية العربية الاصيلة، مشيرا الى أن هذا الموضوع موجود دائما على قائمة أجندة أعمال الأمانة العامة وخاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية وما تتعرض إليه الآثار القديمة في بعض المناطق العربية من سرقة وتدمير ونهب.
ومن جانبه اكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف المصري ، اهمية الحفاظ على التراث الانساني والتاريخي للامة العربية ، قائلا ” لا شك اننا نمتلك تراثا انسانيا واخلاقيا وحضاريا راقيا ، ولنا ان نفخر ونعتز به في مل المجالات وذلك لعظمة هذا التراث والذي عمل اعدائنا على مر التاريخ على طمسه “.
وشدد وزير في كلمته امام الاحتفالية ، على ان الحفاظ على التراث جزء من هويتنا العربية والاسلامية ، مضيفا ان حضارتنا تقوم على التسامح والتعدد والتنوع وبناء الحضارة ونؤمن بالابداع والجمال والفكر .
واضاف وزير الاوقاف المصري ان يد الغدر والارهاب حاولت طمس التراث الاعربي ومحوه وتشويهه ونسف هذا التراث سواء كان فكريا او حضاريا او انسانيا.
واعتبر وزير الاوقاف ان ما دمره داعش في سوريا والعراق يعد وصمة اخرى في جبين الانسانية ، قائلا ” نحن امة حضارية وسنظل كذلك ما دمنا متمسكين بقيمنا واخلاقنا والفهم الصحيح لديننا “.
واستنكر محاولات الجماعات الارهابية التي تستغل جماعات المتاجرة بالدين التي حاولت اختطاف الخطاب الاسلامي الوسطي الصحيح ، مؤكدا ان الامة العربية قادرة على النهوض مرة اخرى للبناء الحضاري بما يبهر العالم كله .
من جانبه اكد مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ، ان تراث العرب هو جزء من هوية العرب وشخصيتهم ، مشددا على ضرورة ان نبقي على هذا التراث حيا ينبض بالحياة لا يموت ولا يتقادم لانه يجدد نفسه على نحو منتظم مثل شجرة صالحة اصلها ثابت في الارض ، الا انه اكد في الوقت ذاته ان تراثنا مثل كل تراث انساني يحفل بالكثير من الخرافة والسحر بسبب نقص المعارف وحداثة التفكير العلمي وقلة التجريب وسيطرة النقل وشيوع التقليد والمحاكاة وتقديس الموروث والفعل المتعسف بين التراث وبيئته الاصلية واسبابه التاريخية بما يحول دون الرؤية المتكاملة التي ترى الظواهر في اطارها الزمني الصحيح .
وقال في كلمته امام الاحتفالية “اننا عانينا الكثير من سوء فهمنا لتراثنا التاريخي وفصلنا غير الصحيح بين الموروث الثقافي وبيئته الاصلية وتأويلنا المتعسف لكثير من المنقول ، بما يوجب اعادة فحص هذا التراث وتقييمه في ضوء معارف العلم ومطالب العصر الجديد ، مشددا على عدم وجود تناقض بين اعتزازنا بتراثنا التاريخي الذي يشكل جزءا من هويتنا الاصلية وبين رؤيتنا العصرية لبعض مفاهيم هذا التراث التاريخي في ضوء اجتهادات العقا الانساني ومعارف الانسان المتجددة والمتطورة .